أسرع بيرسيوس إلى قصر الملك وعندما شاهده أحد
الحراس عند الباب صاح به : قف ! ان الدخول
ممنوع إلى القصر .
غير أن بيرسيوس لم يسمع له .. في الواقع هو لم
يستمع حتى ! وكيف له أن يفعل وأمه تعمل داخل
هذا القصر ..
عمد بيرسيوس لدفع الحارس فرماه على الأرض
ثم دخل إلى القصر باحثا عن أمه حيث صدمه ما
رأى حين وجد أمه تغسل أرض غرفة تقع في الجهة
الخلفية من القصر ، مما زاد في غضبه وتجهم وجهه
حتى صار مخيفا للناظرين ولم يستطع تمالك نفسه
فأمسك بيد أمه التي بدت عاجزة وحزينة واخذها
الى قاعة كبيرة حيث كان يجلس بوليديكتس الملك
صرخ بيرسيوس قائلا وهو لا يكاد يمسك نفسه
لشدة غضبه : لقد جعلت امي خادمة لك ، سأقتلك ل
بسبب تصرفات السيء واعلم انك قد عبثت مع
الشخص الخاطئ .
تقدم بيرسيوس مسرعا والشرر يتطاير من عينيه
ولكنه توقف عندما سمع ديكتوس وهو يركض في
القاعة ويصيح بأعلى صوته : لا بيرسيوس! إنه
أخي لا تقتله لقد أنقذتك من مجاهل البحر واطلب
منك أن لا تقتل أخي وتبقيه على قيد الحياة .
وعلى الرغم من بوليديكتس كان يرتعد خوفا إلا أنه
تصنع القوة وهو بداخله يود تقبيل ديكتوس امتنانا
له فهو يعلم بمدى قوة بيرسيوس وان حتى حراسه
لن ينفعوه خاصة بعد أن اغضبه واذل أمه بهذه
الطريقة .
أما بيرسيوس والذي كان يعد ديكتوس كوالد له
ويحترمه كثيرا فلم يستطع أن يرفض طلبه
فقال: لن اقتله لأنك طلبت مني هذا .
ثم أخذ بيرسيوس امه وغادر المكان .
وكان في الجزيرة منزل الآلهة أثينا. . فاسكن أمه
خوفا عليها من بوليديكتس وبطشه فهو لا يبقى
دائما معها بسبب رحلاته الكثيرة وظل هو
وديكتوس يترددان كل يوم عليها للاطمئنان .
ولكن بوليديكتس ظل على رغبته في أن تكون دانيا
الجميلة زوجة له .. غير أنه لم يستطع أن يخرجها
من منزل الآلهة أثينا.
فقال في نفسه: علي أن أبعد بيرسيوس فلن
أستطيع الوصول إلى دانيا ما دام موجودا هنا .
ورسم خطة ليبعد بها بيرسيوس عن دانيا
ويستفرد بها ويستضعفها .
وفي كل عام كان هناك يوم محدد يأتون فيه
الرجال الأغنياء الى قصر الملك ويقدم كل منهم
للملك هدية جميلة أو مفيدة : فواحد يقدم حصانا
وآخر يقدم معطفا جميلا وثمينا وآخر صندوقا مذهبا
وآخر يقدم بعض المجوهرات .
وكان قد ذهب بيرسيوس بدعوة من بوليديكتس
الخبيث ليبعده عن دانيا بخطة ماكرة منه .
أتى بيرسيوس ال قصر الملك مع بعض الرجال لكنه
لم يكن لديه شيء يقدمه للملك لأنه لك يكن غنيا
فقد أتى إلى سيريفوس كطفل موضوع في صندوق
وهو لا يزال لايملك شيئا .
فناداه بوليديكتس : يا بيرسيوس ! أنا الملك عليك
وقد دعوتك إلى قصري في يومي العضيم وقد
قدم لي الرجال الأغنياء هدايا ثمينة فماذا ستقدم
لي ؟
فلما سمع الرجال الأغنياء كلام الملك ضحكوا
ضحكات ساخرة ونظروا نظرات احتقار إلى الشاب
الوسيم والقوي وقالوا فيما بينهم : لقد كان هذا
الشاب مرميا في البحر وهو لا يملك أي شيء
فما الذي جاء به إلى هنا ؟
ثم قالوا له : هل تستطيع يا بيرسيوس أن تقدم
ست بيضات أو بعض الورود للملك بوليديكتس ؟!
ثم ضحكوا ساخرين ..
يتبع ...