وهن يستطعن أن يخبرنك عن مكانها.
فسألها بيرسيوس : وكيف لي أن اعبر البحر وليس
عندي سفينة؟
قال هرمس الذي كان يقف إلى جانب أثينا : خذ
هذين الجناحين وضعهما في قدميك وهما
سيحملانك فوق البحر ، وخذ هذا السيف لتقطع
به رأس ميدوسا .
ثم عاد بيرسيوس ليسأل سؤالا آخر : هو : هل
يمكنني أن أذهب إلى أمي وديكتوس وأخبرهما
بأنني راحل ؟
أجابت أثينا : لا ! أنا التي أخبرهما، تعال معي الآن .
فصعدا معا إحدى التلال ثم وضع بيرسيوس جناحي
هرمس في قدميه وأمسك سيفه.
فقالت أثينا : أقفز من على هذه التلة وسيحملك
الجناحين ولن تسقط في البحر .
فنظر بيرسيوس إلى الأسفل فرأى البحر تحته بعيدا
جدا وقال في نفسه : علي أن لا أخاف.
ثم اغمض عينيه وقفز .. فحمله الجناحان إلى أعلى
ونظر إلى الوراء فرأى أثينا وهرمس تحته وبعيدين
عنه ، وحجمهما صغير على قمة التلة .
وبدأ بيرسيوس رحلته ..
توجه بيرسيوس شمالا محلقا فوق البحر ووصل إلى
بلد الموتى حيث لا ماء هناك ولا أشجار ولا وجود
للكائنات الحية .
وأخيرا وصل إلى الشمال الأبعد حيث كانت الأخوات
الثلاث جلسات قرب النار ، وكان لهن عين واحدة .
فنظرت الأخت الأولى إلى بيرسيوس بتلك العين
ثم أعطتها لأختها .. فوضعت الأخت الثانية العين
وبدأت تنظر ، ثم أعطت هذه الاخت العين إلى
الأخت الثالثة التي وضعت العين أمام رأسها وصارت
تنظر إلى بيرسيوس .
فقال بيرسيوس لهن : أيتها الأخوات، آنتن متقدمات
في العمر وتعرفن أمورا كثيرة وهامة .. فأرجوا أن
تخبرنني - أيتها الأخوات العجائز - عن مكان الذي
أستطيع اللقاء فيه ببنات الليل .
فقالت الأخت الأولى له :ما هي صفة الإنسان الذي
ينادينا يا عجائز !
وقالت الأخت الثانية : وهل هو رجل ؟ هيا أعطني