..10..

84 4 0
                                    

ثم أتت النسوة له بالطعام ، وجلسن .. وبدأن الفتيات

بالغناء لأن بيريفيتس قد مات .. وبعد أن انتهى من

تناول الطعام تقدم الرجال نحوه وقالوا له وهم

فرحين بعد أن وجدوا شخصا قويا يدافع عنهم ضد

السراق والعصابات التي لا ترحم أحدا : عش معنا

وسنعطيك منزلا وحديقة وأراضي تعمل فيها .

فقال لهم ثيثيوس : يجب أن أتابع مهمتي واصل

إلى أثينا .

_ وهل أنت ذاهب لوحدك إلى أثينا ؟!

إن ذهابك هكذا يجعلك عرضة لأخطار كثيرة فهناك

( سينيس ) اللص الذي يعيش في الغابة ويقتل

الناس ، وهنالك ( سكيرون ) الذي يرمي بالناس

طعاما لأسماكه، وهنالك ( كيريكون ) الذي يخاصم

كل من يقترب منه فيقتله ويقطعه إربا إربا ، ويقف

إلى جانب جسده شامتا ساخرا .

_ يا لها من بلد تعيسة !! فملكها يكرهه الناس

واللصوص والقتلة ينتشرون في كل مكان ، والناس

في خوف دائم .. وعلى الرغم من هذا الوضع

السيء علي أن اتابع مسيرتي .. حسنا ، وعلي أيضا

أن أتخلص من كل هؤلاء المزعجين والفاسدين

فهم فقط يستهلكون الهواء لا غير ولا حاجة ترجى

منهم.

وتابع ثيثيوس سيره ودخل غابة كثيفة الأشجار لا

يرى الجالس تحتها أشعة الشمس .

وفجأة ، ظهر ( سينيس )أمامه آتيا من وراء شجرة ،

وحالما حاول سينيس أن يضربه بعصاه قطع

ثيثيوس ذراعه اذ كان يحمل سيفه بيده وتركه

يصرخ ويتلوى ألما ..وادار ضهره ماشيا وهو يقول

_ آسف صديقي ليس لدي وقت اضيعه .. أرجوا

أن تبقى بخير أيها الهزيل .. ثم أضاف بخفوت

إلى حين أن تأتي الوحوش ليلا أيها المسكين .

ثم تابع سيره فصادف رجلا ضخم الجسم جالسا

على صخرة كبيرة قرب البحر ، وكان ذلك البحر

مليئا بالأسماك الكبيرة التي كانت تقفز فوق الماء

لأنها تريد طعاما .

_إذا هذا هو ابله الأسماك .

أبطال اليونان .." روايات عالمية "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن