XXIX

1.5K 90 24
                                    




"تُخبِرُني أن لا أقتِل مشاعِري و أدعها، لكِن ماذا لو قتلتني مشاعِري؟ ماذا سأفعَل حينها؟ ماذا ستفعل حينها أنت؟ هل سَـتتركُني أؤذي نفسي بينما تجلُس و تُشاهِد؟" هو تحدّث، مُلتقِطًا أنفاسُه التي شارفت على التّلاشي.

      مُحدِّقًا في عتمة السماء بِالنّجوم القليلة المُتوهِّجة، تقريبًا تكادُ تكون فارِغة؛ كَـجسده.

      هو كان يجلُس على سطح منزله و الذي إحتوى حديقةً مُصغّرة بِشلّالٍ صغير  يسقي النّباتات كُلّ صباح؛ بِجانب ذا التّجعيدات الذهبيّة، بِزهرةٍ ذابِلة بين يديه ذات لونٍ أسود.

      "أخبرتُك مِرارًا أن تُفصِح ما بِك لِأجلي؛ لَن أؤذيك، لوي." تمتم هاري، لِيُدير لوي وجهه لِلنّظر إليه؛ لكِنّهُ كان يُحدِّق بِالأرضيّة أمامه.      كان يبدو جميلًا؛ و هذا ليس بِشيءٍ جديد، فَـالشّابْ لطالما بدا خلَّابًا بِكُلّ حالاته. و هذا ما أدهش لوي، حتّى في تعبه و إرهاقه يبدو فاتِنًا لِلحدّ الذي أزهق روح لوي.

      "لكِن الأمر ليس بِهذهِ البساطة، أليس كذلِك؟" هو أخيرًا رفع رأسه، لكِنّهُ لَم يكُن لِيُواجه لوي؛ كان قد نظر لِلسّماء بِخيبةٍ واضِحة في عينيه.

      و لَم يسع الرجُل إلّا أن يُخفِض وجهه شاعِرًا بِالخيبة مِن نفسه؛ الصغيرُ لطالما وقف بِجانبه، لطالما حاول حمايته و مُساعدته. لكِنّهُ كان يدفعه بعيدًا في كُلّ مرّة، كان يُبقيه خارج الأمر قدر المُستطاع.

      لكِن هل عَلِم أنّهُ يجعله يشعُر وكأنّهُ بِلا فائِدة؟

      "ليس هُناك شيءٌ بسيط في هذه الحياة، هاري؛ كُلّ شيءٍ، بل و كُلّ شخصٍ مليءٌ بِالتعقيدات." حاجبا الآخر تعقّدا عدم مُوافقةً على حديثه. هو نظر إليه بعد مُدّة وجيزة؛ يتنهّد.

      "بل كُلّ شيءٍ سهل و بسيط، إفتح عينيك لوي، إفتح عقلُك؛ أنظُر حولك نحو أصغر الأشياء، حتّى أتفهُها!" هو هتف مُتفاعِلًا في حديثه، جاعِلًا مِن لوي يرفع رأسه لِلنّظر إليه.

Random Short One Shots · Ꮮ.Ꮪحيث تعيش القصص. اكتشف الآن