أين أنت إيلين

2.6K 105 6
                                    

ارسل ليون مساء اليوم التالي بعد أن هدأت الأوضاع في القصر فريقا للبحث عن ايلين بقيادة شقيقه الأصغر ايفان.
- أرجوك فيني انت تعلم كم أحبها، لا أستطيع تخيل حياتي من دونها، ليتني أستطيع مغادرة القصر لكن الوضع حرج.. زاك الآن مشغول بالاعتناء بهانا، انت الوحيد الذي أستطيع الاعتماد عليه.
- لا تقلق.. أستطيع تفهم شعورك أخي.. انا ايضا ابحث عن حبي الضائع، ولن اتنازل عنها أبداً.
- تقصد ليلي فتاة الغاردينيا، إنه وعد اطفال للزواج.. لكن ما علاقة هذا بايلين.
- انه ليس وعد اطفال، انا أحبها كما تحب ايلين وأكثر، قصدت اني أتفهم شعورك أخي العزيز، انا اسف.
- لم تعتذر انا من عليه الاعتذار، لقد استنهت بمشاعرك.
- هكذا.. علينا الانطلاق.
...
استمرت عمليات البحث 3 أشهر دون أن يجد أحدهم أثرا لايلين.
- أيها الملك عليك أن تمضي، نحن بحاجة الجنود الذين ارسلتهم في تدعيم حدود بلادنا، عشائر الشرق تهدف إلى السيطرة على أرضنا.
- ما الذي تتحدث عنه الشرق تحت سيطرة ايفان، إنهم تابعون لنا.
- ايفان قائدهم وشقيقك الأصغر مشغول بعملية البحث... كيف له أن يسيطر عليهم! لقد بدأت الأمور بالتقلب فعلا.
- حسنا.. دعوني أفكر بالأمر.
- جلالتك انها مجرد فتاة عليك أن تمضي.
- انت تعلم انها وريثة فلاد وملكتكم.
- ما الفائدة من كل هذا إن فقدنا السيطرة والحكم.
كان قلب ليون يعتصر ألما وحزنا عندما أصدر أمراً بإيقاف البحث وعودة ايفان إلى الشرق.
...
عاد ايفان إلى قصره ليدخل غرفة صغيرة في البرج الشمالي بعيدة عن الأنظار.. هناك كانت تجلس ايلين وقد بدأت علامات الحمل بالظهور عليها.
- عزيزتي ليلي كيف حالك؟ لقد اشتقت اليك، لقد مضت ثلاثة أشهر، كم اشتقت إلى عبقك العطر.. كيف حال الطفل.
- إن الأمور بخير لكن الطبيب أمرني بالراحة تحسبا.. ولكن هل أنت متأكد انك بخير انه طفل من شخص آخر لا أذكره.. اختطفني وانقذتني منه.
- رغم ذلك انت تحبينه.. إنه طفلك في النهاية، وكذلك الأمر معي لا يهم من هو والده انه ابننا حبيبتي ايلين.
- انت شخص رائع فيني، لقد حفظت عهدنا منذ الصغر.. لقد تبادلنا خواتم الغاردينيا واقسمنا على الزواج، لا أدري كيف نسيت أمرا مهما كهذا.
- لقد اعتدت المجيء إلى هذا القصر مع امك كثيرا في ذلك الوقت، امك التي تخلت عنها عائلتها لم يبق لها سوى ابي شقيقها الأصغر الذي ساعدها على الهرب للزواج من والدك.. لكن عندما كاد الملك أن يكتشف أمرها قامت بختم ذكرياتك والهرب بعيدا.
- انه امر رائع أن الختم قد انكسر.. واستطعت تذكر تلك الأيام..
...
في مكان آخر غربا ليون يجلس وحيدا في غرفته ممسكا بثوب ايلين محاولا استنشاق عبقها: آه إيلين.. أين أنتِ ايلين، لقد انقضت سنة على اختفاءك دون أثر، هل أنت حية، هل تتناولين وجباتك بصحة، هل أنت سعيدة.. لقد اقسمنا على أن نبدأ صفحة جديدة، أين أنت، اشتاق إليك، حبك يقتلني... وبدأت الدموع تنهمر من عينيه.
دخل زاك الغرفة: لا تقلق ليون.. هذه ورقة استقالتي من منصبي المستشار الأول.. ساجدها حتما.
- هل الاستقالة ضرورية.. لا تتركني انت ايضا.
- انا لن اتركك، لكن مجلس الشيوخ لن يسمح لي بحرية البحث عنها، لهذا انا استقيل.. انت صديقي قبل أن تكون ملكا لي.
- زاك سيظل منصبك فارغا إلى أن تعود، لن أقبل مستشارا آخر.
...
انقطعت أخبار زاك، ولم يره أحد بعد أن ترك منصبه منذ 5 سنوات...
مجلس الشيوخ غاضب ويريد من الملك الزواج: عليك نسيانها سيدي، لا بدّ انها ميتة.. نحن لا نطلب منك أن تحب غيرها، ولكن عليك الزواج.. هذه المملكة بحاجة إلى ولي للعهد.
غضب ليون وقلب مكتبه رأساً على عقب مغادرا باتجاه غرفة ايلين، ليخاطب ثوبها كما اعتاد كل ليلة: انت حية ايلين.. انا متأكد من ذلك، انت ملكتي الوحيدة ولا أحد سواك، اعدك بهذا.. وبدأت دموعه تنهمر.. لقد صار البكاء امرا عاديا بالنسبة إليه.
قطع بكاءه هذا رسالة مفاجأة يحملها طائر زاك: لقد شاهدت ايلين اليوم.. لكن هناك أمر غريب، لم تتعرف علي، وهرعت تهرب بخوف، سأحاول أن أجدها لا تقلق.. اردتك أن تعلم انها حية.
في تلك اللحظة هبت الحياة في روح ليون، وامتلا قوة ونشاطا.. خرج وأمر بإعداد ثوب لحضور حفل العائلة.. لقد كان الحفل يقام في قصر ايفان منذ اختفاء ايلين وانعزال ليون عن العالم.
..
كانت ايلين تجلس في غرفتها كالعادة.. فقد كانت قلقة من أن يشاهدها أحد ويعلم حقيقة نسلها.. تعيش في برجها مع طفليها بسعادة بجوار فيني.
الا ان لوك البالغ من العمر 5 سنوات تسلل هاربا من البرج يسترق النظر إلى الاحتفال.. لقد كان الجو حيويا، والجميع يرتدي الملابس الزاهية، يرقصون ويتحدثون.
كان يعلم أن والده منعه من الاقتراب من الحفل، ولذلك اكتفى باستراق النظر من الحديقة.. إلا أن رجلا جميلا بشعر أسود وعينين خضراوتين خرج من الحفل وقد بدت عليه علامات التعب.
- ما الأمر سيدي الم يعجبك الحفل.
- لا ولكن مضت فترة منذ أن ارتدت مثل هذه الحفلات أشعر ببعض التعب فقط.
- ولم لم تذهب اليها منذ فترة ان كنت تستطيع حضورها.. انا أتمنى أن أحضر الحفل.. ولكن ابي يقول إن الأمر خطر ولا زلت صغيرا.
- ضحك ليون بحنان لبراءة الطفل أمامه.. لقد فقدت شخصا عزيزا، ولكني اليوم سعيد فقد ادركت انه ما يزال حيا.
- ومن يكون هذا الشخص سيدي.
وفي تلك اللحظة تكشفت الغيوم لينير القمر الحديقة، فتقع عيني ليون على محدثه وتملأ الصدمة ملامحه.. لقد كان الطفل شديد الشبه بايلين إلا أنه يحمل شعرا أسوداً، وكانت عيونه خضراء.
- ما اسمك أيها الصغير.
- ساجيبك ولكن عليك اخباري من الشخص العزيز.
- ضحك ليون وقال: اتفقنا.. والآن ما اسمك.
- حسنا ولكن الأمر سر بيننا فقد نبه والدي ألا اخبر أحدا باسمي.. لوكاس جرينود فون فيرميليون.
علت علامات الدهشة ملامح ليون، لقد أدرك الحقيقة فورا.. لقد كان ابنه، ولكن من هو والده هذا الذي يتحدث عنه.
- سيدي لقد اجبت عن سؤالك، والآن دورك.
- حسنا.. وابتسم برقة قائلا زوجتي وابني.. ثم عانق لوك.
- ما الأمر سيدي..
- أظن أن ابني سيكون في مثل عمرك الآن.. ما هو اسم والدك.
- ايفان فون فيرميليون.
هنا أدرك ليون حقيقة الأمر، وسبب اعتذار ايفان فيما مضى.. بدأ الغضب يشتعل في داخله ليهدأ عندما سمع صوتا رقيقا ينادي: لوك أين أنت.
- امي انا هنا.
وخرجت ايلين من بين الاشجار ليقف ليون محدقا بها والدموع تسيل من عينينه..
لم تدرِ ايلين ما أصابها عندما رأت ليون.. لقد كان شخصاً غريبا، ولكن قلبها اعتصر ألما وبدأ ينبض شوقا إليه...

أنت لعنتي.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن