أن تكون إنسانًا ليس كأن تكون بشرًا، فكونك إنسانًا يعني وجود الإنسانية بداخلك، وإلا فأنت لست بإنسان.
هناك أباء يعاملون أطفالهم كأنهم مجرد أدوات، أو خردة وجدت فقط لتلبية رغباتهم وخدمتهم، ويعاملونهم أسوء من معاملتهم لأدواتهم؛ فيضربونهم ويسيئون إليهم، وهكذا ينتج طفل سيء ومتضرر جسميًا، نفسيًا، فكريًا، إجتماعيًا وصحيًا.
____
في هذه الساعة المتأخرة، وفي هذا الجو السيء، طفل لم يبلغ سنه الخامسة عشر، يسير وحده، فاقدًا الأمل، ضوضاء السكوت تحيط به، وعقله المشغول بالأفكار المتدفقة لا يسكت، يمشي دون هدف، بعض الدماء قد لوثت جسمه الصغير، كان يتألم بصمت، فماذا يفعل؟، لا أحد يسير في هذا الطقس فالناس ليسوا بمجانين حتى يخرجوا في جو يصيبهم بالمرض، بالكاد تسير سيارة، وإن صادفته تدعي عدم المشاهدة وتكمل دربها.وأخيرًا بعد سير طويل قرر الراحة عند أحد المتاجر، ليحتمي من المطر قليلًا، ويريح رجليه المتعبة، ثم تمتم قائلًا بحزن: "أن تكون حزينًا فهو على الأرجح سيكون بسبب، وسبب حزنك سيوضح كمية الألم التي ألمت بك، سواءً صغيرةً كانت أو كبيرة، لكنها مع مرور الوقت ستزول"، هذا ما يُقال، ولكن ماذا لو يكون الحزن طريقك أينما تذهب؟
هذا حقًا شيء لا يُحتمل.
أن تغمض عينيك فلا ترى عدا الظلام، الحزن، وكل ما هو كئيب.
وعندما تفتحهما راجيًا النور، الهدوء، السعادة، أي شيء يجلب الدفئ والسكينة للروح، ترى نفسك مخذولًا أمام الكآبة والحزن.
كيف سيكون شعورك؟!
ألن تشعر بالضيق وعدم الراحة أو بالحزن والضياع؟! ألن تكون غير سعيد؟!
أجل لن تعرف السعادة بعد ذلك، كل ما ستعرفه هو النقيض تمامًا لكل ما أردت.أكمل بنفس النبرة: أما تلك الحرية التي يحلم بها الجميع، ويريدها، أنت أيها القدر حققت أمنيتهم، وأعطيتهم حريتهم في أفضل الفصول، بعد تعبٍ طويل، ثم ملأت حياتهم بالسعادة، أما أنا فأعطيتني إيها في هذا الطقس، وتريدني أن أموت هنا فلا أحد سينقدني،
تابع بسخرية: نعم، فنحن لسنا في قصة خيالية، جميع الأمنيات تتحقق، ويمكن لكل شيء أن يكون، نحن في الواقع لذا فكل شيء سيء وكل الناس لا يستطيعون تحقيق أمانيهم، حتى الأبطال الخارقين، لو وجدوا طبعًا.بعد أن أنهى كلامه قرر أن يكمل سيره نحو المجهول، فهو مل البقاء هناك، بعد سير دقيقتين سمع صوت فتاة تبكي، فقرر الذهاب للإستطلاع، وبالفعل كانت هناك فتاة صغيرة تبكي واضعة يدها على عينيها، ومعها دمية جميلة، فذهب إليها، وهناك إنتبهت لوجوده، فأبعدت يديّها عن عينيها، وقالت ببكاء، وصوت متقطع: النـ... النجـ ـدة، أر جوك سا...عد...ني.
فأجابها ببروده المعتاد: أين موقع بيتكِ؟
الفتاة كما كانت: لا أعلم، لا أعرف شيئًا، لقد ضعت، بيتي حوله منازل كثيرة، هذا كل ما أعرفه. ثم بكت بشدة
أنت تقرأ
لؤلؤة السرمد
Fantasiaنوع الرواية: #أنمي #إثارة #شريحة_من_الحياة #رومنسي #مغامرة #قوة_خارقة #خيال #دراما #عاطفية #كوميدية #أكشن #سحر #غموض . تأليف الكاتبة: فاطمة الشهابي. هذه الرواية من تأليفي وبنان فكري. وأنا لا احبث وضع تعريفات للشخصية في بارتات/فصول منفصلة بل ستتعرفو...