لعنة المرايا

407 16 0
                                    

الصرخة القوية المدوية تشق الفضاء لساعات من الليل أثارت إنتباه الأطباء و الممرضين ... هرولت الممرضات عبر الرواق الكبير متجهين إلى الغرفة 507 ناحية مصدر الصوت إلى الشاب في العمر الثلاثينات ذو أعين بنية ضيقة وبشرة خمرية ولحية خفيفة ويرتدي ملابس رثة وبالية
قال أحد الممرضين إلى مساعد الطبيبة وهو يقف أمام باب الغرفة
_نادي للدكتورة نيسان
نيسان هي الطبيبة النفسية في هذا المستشفى للأمراض العقلية هي إمرأة هادئة الطباع كانت ملامحها لوحة رائعة من الجمال تلك الأعين أغمق من زرقة السماء بمثل غنى اللازورد ولون بشرتها البيضاء يجعل شعرها الأسود الطويل يضوي سحرا
كانت نيسان تجمع أغراضها لإنهاء دوامها فالساعة تشير إلى الثامنة مساء ولا شك أن عائلتها تنتظرها على طاولة العشاء كالعادة و لكن ليس هذه المرة
دق الباب فجأة و كان الطارق مساعدها علي
_ أجل تفضل
رفعت بصرها نحو الباب فقالت
_أجل علي هل من شيء؟؟
_المريض في غرفة 507 جاءته النوبة من جديد
وضعت نيسان محفضتها فوق المكتب ثم إنصرفا ناحية الغرفة
لا أحد حتى الأن يعرف قضية الشاب الغامض فنيسان تدرك جيدا أنه لا يشبه أي مريض عرفته هي تعلم أن هناك شيء يخفيه شيء خطير لكن ... ماهو ؟
كانت الدكتورة نيسان تهتم كثيرا بمرضاها وتحاول جاهدة مساعدتهم لكن الشيء الوحيد الذي يهمها الأن هو إحسان
في الحقيقة هي لا تعرف ما الذي ستفعله ... فعندما تكون في المستشفى تبدو هادئة و مسيطرة على الأمور لكن في داخلها فإن حالتها تزداد سوء يوما بعد يوم
هي لا تفهم لما يرفض التحدث عن الأمر كان إحسان يخبرها بأشياء بالكاد لا تصدقها أشياء عن الأرواح و الأشباح
وقد أثبتت أنه مصاب بإنفصام الشخصية وهو إضطراب عقلي شديد يؤثر على السلوك وتفكير المصاب و إدراكه ويصاحبه في العادة حصول أعراض <ذهانية> مثل سماع أصوات أو التوهم ....
فتحت نيسان الباب ببطئ وأطلقت برأسها على الداخل فجاءت نظرتها مباشرة فوق عيني إحسان ثم دخلت
وفيما كان إحسان مضطجع على السرير بكسل و عدم إكتراث
حملت نيسان ملفه الشخصي من فوق المكتب وقالت
_إحسان شاكر
لكنه لم يحرك ساكنا وبقي يراقب المصباح من على السقف وهو يتحرك بهدوء
عادت نيسان تقول
_أرى أنك هدأت!
إلتفت إليها ببرودة فهو لم يعد يهمه إن كانت لديه حصة جديدة للمواسات والحديث أو غيره فلا أحد يصدقه على أية حال
نهض من فراشه و أجاب بضجر
_نعم أنا كذلك
جلست نيسان على المقعد بجواره و أخذت تنظر إليه ثم قالت
_أخبرني سيد إحسان ألا ترى أن حالتك تسوء يوما بعد يوم وإلى يومنا هذا أنت ترفض أن تستجيب للعلاج !
إلتفت إليها إحسان و أطلق إبتسامة ساخرة وقال
_حقا!! وهل ستصدقينني؟
_ولما لا ما سبب صراخك هذا وهدوئك المميت؟ما قصتك يا ترى؟
هنا طرق الباب ودخلت إمرأة ذات ملامح فاتنة وشعر أحمر طويل جدا و ترتدي ملابس غريبة
قالت وهي في قمة القلق
_دكتورة نيسان كيف حال زوجي إحسان لقد إتصلوا بي و أخبروني أن حالته سيئة
إبتسمت نيسان مطمئنة وقالت
_لا تقلقي يا سيدة كما ترين زوجك بخير ...تعالي معي ما رأيك أن نتحدث في مكتبي
ثم إنصرفن. ...

لعنة المراياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن