الجزء 57

28.5K 391 81
                                    






فادية
زارني حلم و عاد بي ل .. قبل شهر .. لكنها تبدو كما لو كانت قبل سنوات .. كنت انتظر والدي بالمجلس و معي إبتسام و اتمنى أن ينتهي الفيلم الرومانسي قبل حضورة فهو لا يحب أن نشاهد هذا النوع من الافلام فيما كانت أماني تثرثر على التيلفون مع صديقاتها في مكالمة جماعية و هي أيضا كانت مستعجلة لان والدي لا يحب أيضا كثرة التحدث في الهاتف .. رجل تقليدي .. يخاف أن تفسد برائتنا .. انتهى الفيلم و اغلقت أماني التيلفون .. لكنة لم يأتي .. انتــــــظرنا .. و أنتــــــظرنا و لم يأتي ..

افقت .. و لم يحضر بعد .. و لم أكن بمنزلنا حتى .. كنت إمرأة متزوجة برجل صعب المنال .. أين كنت و الان أين أصبحت .. انزلت ارجلي لاستوي في جلستي .. لكنها ارتطمت بجسم .. كان ياسر .. استيقظ بسرعة .. و هو ينظر لي .. و كأنة خائف أن اقذفة بشيء ...

بمجرد استوعب عقلي الواقع .. بدأت دموعي في النزول .. انزلت رأسي .. بينما الذكريات تتدفق على .. بكيت .. حتى أذن الفجر .. انفرج همي .. و انزاح عن قلبي الغمة .. و اتسع تنفسي بعد ضيق

رفعت رأسي لاجد ياسر يجلس بنفس مكانة مسندا ظهرة ... و عينية غائمة و عقلة في مكان أخر .. و قد وضع راسة على يدية و ملامحة تنطق بالضيق ..

همست : ياسر
رفع راسة سريعا : نعم

سألته : ماراح تقوم تصلي !
اجاب باستغراب : مابعد أذن ..

كان غارق بذكريات و أفكار أصمت سمعة عن الأذان .. فادية بهدوء : أذن ياسر .. قم توض و صل

وقف فعلا و توضى و صلا .. صليت ثم .. وضعت رأسي على سجادتي و أكملت بكائي .. جلس عند راسي و تكلم : ماراح أقول لا تبكين .. ابكي .. لكن خفي على نفسك ..

سألته و أنا أمسح خدي : متى نروح جدة !!

بصدمة جاوب : ولية تسألين !

من بين الدموع و بخجل سألته : نفسي أقابل أمك ...

انزل رأسة و كأنة مصدوم من طلبي و بنفس الوقت ذكر مشاكلة معها "يا حليلة يظنني ماعرف عن مشكلته مع أمة و سبب طردته "

اعتم وجهة بضيق ثم أشرق .. واقف و توجة لشنطته فتحها و بجيبها المخفي .. سحب مجموعة صور .. ناولني بفخر صورة من كاميرا فورية باطراف مهترية صورة قديمة .. كانت لأمرأة شابه بشعر كستنائي مرفوع من الاطرف و خصل خفيفة منسدلة على الجبهة ترتدي فستان كحلي و على كتفها الايسر وردة كبيرة بلون فوشي من ترتر لمااااااع و الاكمام منتفخة من الكتف ثم تضيق عند المعصم .. فستان بموديل قديم _ تناقض الألوان يشبه ذوق أحدهم !!... بحضنها ولد صغير وديع بثوب أبيض ..

سألني بغرور : مبين على الولد حليو و داهية زمانة صح !!..

دام الولد امدح من ياسر فهو أكيد ياسر جاوبته بنقد للولد المملوح : راسة كبير .. واضح مغرور .. هذي أمك !

أجمل غرور حيث تعيش القصص. اكتشف الآن