حِكْمَت (مكتملة)

الفصل السابع| دكتور فاروق

انس:يا ترى الدكتور عايز من بابا أيه؟

حمدى: تلاقيه بيحكيله على الى حصل

انس:يا ساتر
_____________خارج الغرفة__________________

الدكتور:اسمع كويس، انا فاكرك، لكن انت مش هتفتكرنى غير بكلمة واحدة.

والد انس:ايه هى؟

الدكتور: فاكر يوم 28/2/2006، فاكر لما جبت طفل عمره تقريباً سبع سنين و كان كثير البكاء بشكل هستيرى

والد انس:انا فاكر ان فى فترة من عُمر انس كان فيها فعلا بيعيط عياط هيستيرى، لكن مش متذكر، ان كنت وديته لدكتور قبل كدة ولا لا.

الدكتور: فاكر كلمة "اسكت و إلا ها كَسَّرك"

والد انس:اااااه!، انت عرفت ازاى انى هفتكرك بالكلمة دى؟

الدكتور:بما ان حضرتك دكتور مخ و اعصاب و انا اخصائى نفسى، فضلت افكر و افكر و بسرعة افتكرتك، و اثناء ما كان انس النهارده بيقدمك ليا، افتكرت صوتك و افتكرت اسلوب الكلام الى كان بيتكلم بيه انس و الى انت بتتكلم بيه و افتكرت ساعة ما قلت لأبنك  كدة، رحت اخذتك على جنب و قلت لك انك كدة بتأثر فى نفسيته و فى درس فى علم النفس مهم، ليه علاقة بالموضوع دا، عموماً انا كنت عايز اقول لك ان ابنك مخفِّش لاااا، بالعكس، مرضه زاد، و فى احتمالية اصابته بالإكتئاب الحاد و دا ممكن يؤدى الى انتحاره، اهم حاجة انا عايزك تدينى رقم تليفونك للتواصل معاك، لعلاج انس، بس انت ساعدنى فى الحالة دى و اوعى تغلط، لان الغلطة بفورة

والد انس: حاضر، بس انت اشمعنة فكرتنى بكدة؟

الدكتور فاروق:لأن انس امبارح اتخانق مع ولد و فضل يعيط شوية و بقى يقول انه عايز يموت و متضايق انك دخلته صيدلة و متضايق لوفاة امه، و حاجات تانية، المهم دلوقتى، اعطينى رقم موبايلك و خد رقمى و لو سألك انس عن ان احنة كنا بنتكلم فى ايه، قول له كنا زمايل زمان و اتقابلنا.

بعد قليل قال والد انس فى صوت عال: طاااب يا فاروق، اشوفك فى وقت تانى، سلام

الدكتور فاروق:سلام.

خرج انس و حمدى من الغرفة و ودع انس حمدى و خرج.

استكمل انس يومه حتى اتى موعد النوم ثم تذكر لغز والدته فذهب لوالده فقال:بابا، هو انت الى حطيت لى المفتاح فى الدرج

ابتسم الوالد فقال:ههههههه، اه، فعلا انا الى حطيت المفتاح، وصلت للغز؟

رد انس:أه، بس مازلت متضايق انى دخلت صيدلة.

رد الوالد: بكرا الايام تثبت لك، اهك حاجة تكون حسن الظن بالله.

انس: تصبح على خير

الوالد: و انت من اهل الخير يا حبيبى.

انس: بقول لك يا بابا، هو انت كنت بتتكلم مع الدكتور فى ايه؟

الوالد:حاجات كتير، اصل انا و الدكتور طلعنا دفعة وحدة.

انس: اوكيه، تصبح على خير.

الوالد: و انت من اهل الخير.

ذهب انس إلى غرفته فبدأ بتشغيل موسيقته المفضلة و بدأ يكتب فى مفكرته: النهارده يوم مذهل، اولا، انا اكتشفت اللغز بتاع ماما و ثانيا، اتصاحبت على حمدى ة ثالثا، عرفت ان بابا بقى صديق حميم للدكتور فاروق، لدرجة ان انا سمعته بيقول له: يا فاروق.

انس:انا كدة مازلت غير مرتاح، بدور على السعادة، حاسس انى زعلان، ليه ماما تموت دلوقتى، ليه متخلقتش حيوان او طائر او حتى حشرة، كلية الصيدلة صعبة و حياتى الاسرية اصعب، معنديش اخوات، حتى صاحبى الجديد، اتخانقت معاه.

يا رب اموت النهارده قبل بكرة.

نام انس و استيقظ فى صباح مشرق سعيد و صوت العصافير عالٍ و ضوء الشمس يغطى برودة الجو و يدفئ البارد.

               *              *            *          *