ركن يحيى سيارته أمام أحد المراكز التجارية الضخمة و فتح باب سيارته لينزل منها و لكنه توقف عندما وجد نور ثابتة فى مكانها لا يبدو عليها أنها تنوى النزول من السيارة فى أى وقت قريب.
يحيى: ”ما تنزلى لسه قاعدة ليه؟“
نور: ”انزل فين، انت جبتنا هنا ليه أصلًا؟“
يحيى: ”هى الناس بتروح المولات تعمل إيه“
نور بعصبية: ”هو ده المشوار؟ و لما انت عايز تشترى شوية حجات بتجبنى معاك ليه أنا جاية من المدرسة تعبانة و قرفانـ“
يحيى مقاطعًا: ”يا ستى مش أنا اللى هشترى انتِ اللى هتشترى، مش انتو كبنات بتحبو الشوبينج و الكلام ده ولا دى إشاعات؟ الحق عليا إنى عايز ابسطك. و بعدين تعالى هنا انت ازاى تعلى صوتك عليا كده“
نور: ”أولًا أنا اه بحب الشوبينج بس معيش مال قارون يعنى عشان تجبنى مول فخم زى ده و كل محلاته غالية، ثانيًا انا حرة اعلى صوتى زى منا عايزة“
صاح يحيى بغضب: ”أولًا و ثانيًا و ثالثًا أنا جوزك. يعنى صوتك ميعلاش عليا و يعنى ميفرقش معاكى إذا كان المحلات غالية ولا رخيصة لأنك مش هتيجى ناحية الكاشير أصلًا و من هنا و رايح كل مليم هيتصرف عليكى المفروض يبقى من جيبى“
كانت نور تشتعل غضبًا من لهجته الحادة معها مرة أخرى، ماذا حدث له! فلقد كان هادئًا و لطيفًا هذا الصباح و لكن ها هو يعود إلى غضبه و لهجته الآمرة مرة أخرى.
ربعت نور يديها و نظرت أمامها متجاهلة له فى تحدٍ و لم تفعل أى حركة لتنزل من السيارة، فلم يبقى أمام يحيى غير حل واحد. نزل هو من السيارة و أغلق الباب بشدة جعلتها تهتز و اتجه إلى باب نور و فتحه و لم يعطها أى فرصة لتنطق بكلمة قبل أن يضع ذراعه خلف ظهرها و ذراعه الأخرى أسفل ركبتيها و حملها خارج السيارة كأنها تزن كالريشة - ما لم يكن صحيحًا بالمرة - و أقفل الباب بقدمه.
نور صارخة: ”انت اتجننت يا يحيى ايه اللى انت بتعمله ده نزلنى الناس بتتفرج“ و ظلت تضرب كتفيه و تحاول الإفلات منه و لكن دون جدوى.
ثم قالت بيأس: ”خلاص خلاص هدخل المول و اشترى، مش ده اللى انت عايزه نزلنى بقى“
نظر يحيى إليها رافعًا حاجبه.
نور: ”و هشترى من فلوسك انت“
هنا فقط انزلها يحيى على قدميها و لكن كانت الأنظار كلها قد توجهت ناحيتهم و كل من كانوا فى موقف السيارات أمام المركز التجارى يحدقون بهما، فاتجهت بخطوات سريعة إلى الداخل لتختفى عن أنظارهم بينما كان يتبعها يحيى غير مباليًا بكل هؤلاء الناس و تركيزه الوحيد عليها هى فقط.
------------------
طرق عمرو بشدة على باب غرفة اخته التى فتحت الباب مسرعة ظنًا منها أن هناك أمر مهم أو مشكلة ما.
أنت تقرأ
زواج خاص جدًا
Romanceنور، فتاة فى الثامنة عشر من عمرها تتزوج من ابن صديق أبيها يحيى ذو الثلاثة و عشرون عامًا، على الورق زواجًا مؤقتًا لأسباب ليس لها أى علاقة بالحب بتاتًا، أو على الأقل هذا كان الإتفاق المعلن. و لكن هل هذا ما يريده يحيى حقًا و ينويه؟ و نور ماذا تريد؟ حت...