الفصل الثاني

10.8K 173 0
                                    

رحل محسن بعد حديثه الذي بث في نفس كادي القوة والتصميم علي مواجهه المشكلات التي وقع بها والدها وهي الآن متأكدة بأن الله سيجعل لها مخرجاً …………………………
اتجهت إلى باب العناية وشاهدت والدها من خلال الزجاج العازل
_وقالت بنبرة تحمل الاصرار والتفاؤل: متقلقش يا بابا كل حاجة ها ترجع زي ما كانت واحسن كمان بس أهم حاجة دلوقتي انتتقوم بالسلامة

في المساء حضرت وفاء وابنتها الصغرى دانه بعد ان ارتاحوا قليلاً وهذا انعكس علي ملامحهم التي اختفت منها الإجهاد والإرهاق ولكن القلق لم يتركهم لحظة واحدة اتجهوا إلى كادي .. فقامت وفاء بضمها  وسألتها:
- طمنيني عليكى يا حبيبتي
- تمام الحمد لله يا ماما ماتقلقيش
- الحمد لله .. ثم سألت بلهفة واضحة علي نبرتها و ملامحها .. بابا عامل ايه .. والدكتور قالك إيه

فارتبكت وحاولت ان تتهرب من الاجابة وكان الارتباك واضح عليها بشدة مما جعل الشك يتسرب إلى دانه و وفاء التي ظنت بأن زوجها وحبيب عمرها قد اصابه شيء فسالتها بقلق و صوت عالي نسبياً….

- ما تنطقي يا كادي بابا ماله .. حصله حاجة .. والدكتور قالك ايه ..

عرفت كادي انه لا مهرب لها وأنها اذا كذبت
فوالدتها ستكتشف ذلك وهذا سيزيد الطين بلاً فاضطرت اسفاً ان تقص عليها كل شيء قاله لها الطبيب فصدم كلاً من وفاء ودانه كثيراً  جلست وفاء على المقعد المعدني بعد أن شعرت انها ستسقط ارضاً ووضعت رأسها بين كفيها وبكت كما لما تبكي يوماً
-اما دانه فارتمت بأحضان شقيقتها و بكوا معاً
عم الصمت على الثلاثة الا من صوت بكائهم الذي جعل من يشاهدهم يشفقوا عليهم فبكائهم كان يقطع القلب حقاً
توقف صوت كادي واصبحت تبكي بصمت وعاتبت نفسها انها سمحت للضعف بأن يستولي عليها مجدداً فهي عليها ان تكون قوية او حتي تمثل القوة لأجل عائلتها فهم بحاجة إليها وهي سندهم الوحيد بعد والدها
فربتت علي ظهر شقيقتها وقالت بصوت حنون :
- دانه حبيبة قلبي خلاص اهدي
ردت عليها بألم وخوف
- مش قادرة اصدق ان بابا في غيبوبة واني ممكن اخسره انا بحبه أوى يا كادي
بقوة ردت عليها كادي
- مش هايحصل حاجة ليه عايزاكي تهدى عشان خاطر ماما أنتى عارفة انها عندها السكر وممكن تتعب او يجيلها غيبوبة سكر فأرجوكي
بطلي بكي واهدي عشانها وادعي ان بابا يقوم لينا بالسلامة ان شاء الله
-ان شاء الله .. حاضر يا كادي هحاول اهدي عشانها ..

قبلتها كادي علي شعرها ومسحت عليه بحنو وامسكت بيدها وتوجهوا إلى والدتهما و جثوا علي ركبتيهما امامها وقامت كادي باحتضان رأسها وظلوا يحاولان تهدئتها وطمئنتها  بأن والدهما سيكون بخير ويعود لهم إلى ان هدأت قليلاً وهذا ما بث القليل من الراحة داخل كل من كادي ودانه

-بالشركة الخاصة ب والد كادي و محسن
اجتمع محسن بالمحامي الخاص بالشركة لإيجاد حل لهذه المشكلة ولكن كانت إجابة المحامي بأنه لا يوجد اي حل فالديون كثيرة ولن تستطيع السيولة الخاصة بالشركة تحملها
فقال محسن بانفعال :
- يعني ايه يا سامي مافيش حل خالص هي ايه اتقفلت من كل ناحية
- يا فندم الدين اللي علينا كبير جداً و للأسف مافيش سيولة للتسديد ده غير رواتب الموظفين و الصفقات اللي ورانا دي لوحدها عليها شروط جزئية بمبالغ ضخمة
تنهد محسن بأحباط فلا يوجد مفر لهذه الكارثة
فكل شيء يغرق وصديقه بالعناية ويعلم الله وحده هل سيفيق أم سيسترد الله أمانته عند هذه الفكرة انتفض محسن وبدأت الدموع تعرف طريقها إلى عيناه فهو لا يستطيع تخيل ان يخسر صديق عمره
قطع شروده دلوف السكرتيرة والتي أخبرته بوجود شخص يريد مقابلته فقال لها بأنه لا يريد ان يرى احد ولكنها أخبرته انه مصر علي مقابلته فاستغرب كل من محسن و سامي .. فاخبرها محسن بأن تدعه يدخل فأومأت له بالإيجاب وغادرت بعد ثواني دخل ذلك الرجل صاحب الشعر المكسو باللون الابيض وذو الوجه الوقور ويخفي عيناه نظارة طبية ويرتدى بدلة فاخرة ويحمل حقيبة جلدية
رحب به محسن الذي كان يتساءل عن هويته وماذا يريد وترجم تسأله عندما قال :

زوجي المجهول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن