الفصل العاشر
في المطبخ حيث كادي كانت تعد طعام الغداء وهي شاردة في اهلها فهي لم تهاتفهم منذ ان أتت إلى هنا بسبب ليث فهو قد منعها من الاتصال بأحد دون معرفته واذنه
تسللت دمعة علي وجنتها مسحتها مارثا التي كانت تتابعها بعينيها منذ أن دلفت إلى المطبخ وهي تركض كماً يركض من وحش سيلتهمه
رفعت كادي نظرها إلى مارثا فربتت مارثا على كتفها بود وهي تنظر لها بتساؤل :
- ما الأمر عزيزتي .. لم البكاء الآن
هل فعل السيد ليث لكي شيئاً ماً
نفت كادي برأسها بحركة ضعيفة وهي تقول بحزن ممزوج بالاشتياق :
- لا .. ولكني اشتقت إلى عائلتي كثيراً
مارثا بجدية :
- لما لا تتحدثي معهم بالهاتف
نظرت لها بحزن وهتفت بحنق :
- ذلك الحقير يوم أمس عندما حاولت أن اتحدث معهم اخذ الهاتف مني وأخبرني انه سيسمح بأن اتحدث معهم فقط بعد ان يعرف وتكون المكالمة أمامه .. ولأنني تصرفت بدون اذنه سيحرمني من الحديث معهم لمدة يومين
تنهدت مارثا بحزن على حالها وفكرت قليلاً ث التفتت يميناً ويساراً حتي تتأكد من أن لا أحد يسترق السمع لحديثهم وهتفت بحذر :
- أسمعي .. سأحاول بأن أساعدك لتتحدثي مع عائلتك
اشرق وجه كادي ونظرت لمارثا بلهفة وهتفت قائلة وهي تمسك بيدها :
- حقاً .. هل .. هل ستساعدينني
ابتسمت لها بحنو وهتفت بهدوء :
- نعم حبيبتي .. سأساعدك
احتضنتها كادي وهي تبكي بعدم تصديق لا تصدق أنها ستتحدث إلى عائلتها ابتعدت عن مارثا برفق وقبلتها من وجنتها اليسرى وهي تهتف قائلة بحب :
- شكراً لكى .. شكراً جزيلاً .. هل تعلمين انتي تذكريني بوالدتي
بدأت الدموع تتجمع بعين مارثا وهي تبتسم ابتسامة حزينة وتنظر لكادي بعاطفة امومية صادقة :
- يعلم الرب حبيبتي إني أحببتك منذ ان رأيتك فانتي تذكريني بأبنتي .. رولا
كادي بتساؤل :
- أين هي الآن
انسابت دموع مارثا وهي تتذكر ابنتها الصغيرة رولا التي توفت بحادث عندما كانت بالسابعة
أغلقت مارثا عينيها بألم وهي تجيب بخفوت حزين :
- لقد توفت منذ أن كانت في السابعة كانت ستكون في مثل سنك لو كانت ماتزال على قيد الحياة
حزنت كادي لأجل تلك المرأة المسكينة التي خسرت ابنتها في سن صغيرة ويبدو أنها ماتزال تتألم بشدة لفراقها فاحتضنتها وهي تربت علي ظهرها بحنان :
- أنا أسفة لخسارتك إياها
ابتسمت لها مارثا بعد ان ابتعدت عنها
وقالت بينما تحدق بعين كادي بشوق :
- لقد كانت تمتلك نفس لون عيناكي
كادي بغيرة مصطنعة :
- إذن هي بالتأكيد كانت ستكون أجمل مني وكنتي ستدللينها أكثر مني أليس كذلك
ابتسمت مارثا وهتفت قائلة بمراوغة :
- ربما ثم اردفت بتساؤل اخبريني لما قبلتي الزواج من السيد ليث اذا لم تكوني تحبيه
تنهدت كادي بخنقه وهي تقص عليها كل شيء حدث فشهقت مارثا مما سمعته عن معاناة تلك الفتاة الحسناء الذي ألقاها القدر بين يدي ليث مشتعل يريد القضاء عليها
هتفت مارثا بحزن :
- اوووه .. لقد مرارتي بأشياء كثيراً
لأجل والدك ستتحملين كل ذلك
كادي :
- نعم انا مضطرة لتحمل ذلك الحقير لأجل والدي فهو اذا خسر أي شيء سيشعر بالإهانة والذل ولن يستطيع التحمل كما قال الطبيب
ظلت مارثا تواسيها ثم انتهت كادي من تحضير الطعام وانتهت من التنظيف ثم صعدت لغرفتهم التي لم يتشاركها معها منذ يومين فقط يأتي لتغيير ثيابه ويخرج بدون أن يوجها لها أي كلمة وكم اشعرها هذا بالراحة .. اتجهت إلى غرفة تبديل الثياب وقامت بترتيب ثيابه واخرجت المتسخة منها لكي تقوم بتنظيفها
-----------------------------
بالقاهرة
كانت وفاء تتناول الطعام بشرود ولاحظ هذا دانه فسألتها:
- مالك يا ماما
وفاء بشرود :
- مش عارفة ... بس قلقانة على كادي أوي
دانه بتساؤل :
- ليه بتقولي كده يا ماما
وفاء بخوف :
- حلمت بيها بحلم وحش أوي كانت بتغرق وبتنادي عليا وأنا مش عارفة اوصلها
كل ما أقرب منها الموج يبعدها عني لحد ما اختفت
آثار حلم وفاء قلق دانه على كادي فهي لم تتصل حتي الآن .. وهي قلقة بشدة عليها
دانه محاولة طمأنة والدتها :
- ما تقلقيش يا ماما كادي بخير .. هي وحشتك عشان كده أنتي قلقانة
- وفاء بقلق :
- طب ليه ما اتصلتش لحد دلوقت
دانه برزانة :
- تلاقيها مشغولة وبعدين حضرتك ناسية أنها هتشتغل مش هتدرس بس يعني أكيد لسه بتشوف وضعها إيه ونظام الشغل
أطمئنت وفاء قليلاً بعد حديث دانه رغم وجود بعض التوجس بداخلها بأن تكون ابنتها بمشكلة ،، ولكنها تذكرت زوجها
أذا اخبرته بم تشعر به سيلوم نفسه لأنه وافق على سفرها وأنه السبب في كل ما حدث وهي لا تريد هذا لذا قررت دفن خوفها بداخلها وهي تدعو بداخلها بأن تكون كادي بخير اينما كانت
بينما دانه كان القلق يأكلها من الداخل على شقيقتها ،، هي تريد الاطمئنان عليها ومعرفة ما حدث معها وكيف يكون زوجها المجهول .. وكيف يتصرف معها .. قررت الإتصال بمحسن في الصباح لسؤاله فربما قد تكون اتصلت به أو يعرف أي شيء عنها
-----------------------------------