الفصل السادس عشر
في مدينة نيويورك الساحرة العاصمة الثانية للولايات المتحدة الأمريكية .....
في صرح مجموعة شركات المصري
أستمع ليث المصري إلى صوت طرقات خافتة على باب مكتبه ثم تاليه دخول مساعدته الخاصة إيميلى اتجهت إلى حيث كان واقفاً أمام الحائط الزجاجي المطل على الواجهة الخارجية لشركة المصري ويبدو عليه التفكير في أمراً ما
إيميلي بهدوء :
- سيد ليث .. أسر الرفاعي بالخارج ويريد مقابلتك
إستدار برأسه قليلاً وهتف بجدية قائلاً :
- أدخليه على الفور
هتفت إيميلى بخفوت قائلة :
- حسناً سيدي .. عن إذنك
غادرت إيميلي .. ثم مر بعض الثواني .. ودلف أسر الرفاعي المدير التنفيذي لشركات الرفاعي يشبه ليث في ملامحه نوعاً ما .. وهو ايضاً في السابعة والعشرون ... تعرف على ليث عندما سافر إلى لندن للدراسة كان هدفهم واحد الدراسة وهناك تعرفا علي بعضهما ونشأت بينهما صداقة قوية
احتضن الصديقين بعضهما بشوق هتف ليث وهو يربت على ظهر صديقه :
- واحشني يا أسر
أسر بشوق :
- وأنت أكتر يا ليث
- ليث بجدية :
- طب تعالا نقعد
- جلسوا على اريكة مزودة بمقعدين ومنضدة صغيرة
هتف ليث بجدية :
- جيت أمتي
أبتسم أسر وقال :
- إمبارح وكنت ناوي أجيلك المزرعة بس عرفت أنك هنا ... هااا بقي احكيلي
قطب ليث حاجبيه بعدم فهم وهتف :
- احكيلك إيه
أسر بهدوء :
- في أخر موضوع أتكلمنا فيه
ليث بتناسي كاذب :
- مش فاكر موضوع إيه
تنهد أسر بنفاذ صبر وهتف بحدة :
- موضوع عيلة الاسيوطي .. وحكاية جوازك من بنتهم
ليث باللامبالاة :
- ماله
أسر بحدة :
- برودك ده بيأكدلي أنك نفذت اللي في دماغك ..احكيلي يا ليث
تنهد ليث بضيق .. ثم بدأ يقص كل شيء أتفاقه مع كادي وإهانته لها وضربه المبرح لها وآخر حديث بينهم
أنتهي من سرد كل شيء وتطلع إلى أسر الذي أخرسته الصدمة .. فهو لم يتصور بأسوأ أحلامه آن يكون صديقه فعل ذلك .. مازال لا يصدق بأن من فعل كل هذا بتلك الفتاة هو صديقه اللطيف ليث ذو القلب الطيب يعلم بعصبيته وقسوته في بعض الأحيان لكن أن تصل إلى تلك الدرجة .. فهذا جنون
أسر بصدمة :
- ينهارك أسود .. عملت ده كله فيها
- أومأ ليث ببرود وهتف قائلا:
- أيوة
أنتفض أسر بغضب وهتف:
- إيه البرود اللي أنت فيه ده .. أنت ازاي تعمل كده في البنت
تنهد ليث مطولاً ثم هتف بشراسة :
- متنساش أنها من عيلة الاسيوطي وتحمد ربك إني اتجوزتها رسمي .. كان ممكن أوي اخليها تعيش معايا بدون جواز .. و
- قاطعه أسر بحدة :
- وطبعاً اتجوزتها رسمي عشان يوم ما تحب تفض الحكاية تقول انتي مراتي ومحدش يقدر يدخل بينا مش كده !
أشاح ليث بنظره بعيداً عن صديقه فتنهد أسر وحاول تهدئة نفسه حتي يستطيع أن يقنع صديقه بالصواب
أسر بهدوء :
- طب إيه ذنبها
ليث بأنفعال :
- ذنبها أنها من العيلة دي
أسر بمراوغة :
- يا سلام وهي لوحدها اللي من العيلة دي .. وبعدين اللي آذاك مات وحتى لو كان عايش فكادي مالهاش دعوة باللي حصل زمان ..
صمت ليث ولم يعد يجب مما أكد شكوك أسر بأن هناك شيء آخر يخفيه صديقه عنه :
- ليث احكيلي إيه اللي أنت مخبيه
وضع ليث رأسه بين يديه وهتف بحيرة :
- أنا مش عارف أنا بعمل ليه كده .. معرفش ليه ضربتها لما شوفت نظرات العمال ليها .. مع العلم إنه مش غلطها .. أنا غيرت طقم العمال بعد ما عاقبتهم
حتي الثور .. قتلته .. قتلته لأنه اذاها .. كان جوايا صوت بيقولي لما شوفت نظراتهم ليها .. هي ملكك لوحدك محدش يشوفها غيرك .. حتى لما قتلت الثور كنت بعاقبه لأنه اذاها لأن محدش هيأذيها غيري محدش هيوجعها غيري .. حد تاني لا مستحيل
لما كنت بضربها كنت بعاقبها على إحساسي ده
أوقات كتير بتمني لو إني شوفتها وعرفتها في ظروف تانية وهي كانت من عيلة تانية مش من عيلة الشياطين دول .. نظرات كرهها ليا بتقتلني بس لما بحاول أرجع أقول هي مستحيل تسامحني .. جوايا خوف كبير يا أسر خايف تطلع زيه تبقي براءتها
دي مجرد قناع خافي حقيقتها ..
أسر بهدوء :
- معتقدش اللي أنت بتفكر فيه ده صحيح لو هي زيه عمرها ما كانت وافقت أنها تبيع نفسها لواحد عمرها ما شافته ولا تعرف سنه ولا شكله عشان خاطر تنقذ أبوها .. لو هي زيه ماكنتش أتحملت كل القسوة دي والإهانة والذل ..صدقني هي مختلفة .. ثم تنهد ليث أنت بدأت تحبها أو أساساً كنت بتحبها من أول ما بدأت تراقبها من أربع سنين .. تصرفاتك دايماً لما تعرف أن في حد أتقدملها .. حد معجب بيها بس يمكن أنا اللي كنت غبي ومأخدتش بالي وكنت ملخوم في مشاكلي أنا كمان .. ليث عايز نصيحتي .. غير من معاملتك ليها .. وأسلوبك معاها .. حاول تخليها تحبك وتنسى أي حاجة وحشة شافتها معاك بدال ما ييجي اليوم اللي تكتشف فيه أنك خسرتها للأبد