الفصل الثامن عشر
مر النهار سريعاً .. وسط مزاح أسر وليث وامتطاء الخيل كل واحد برفقة زوجته ... وفي المساء غادر كل من أسر ويارا .. اتجهت كادي لداخل وهي شاردة تتذكر اللحظات التي قضتها وراء ليث على الخيل .. تتذكر عانقها له من الخلف .. شعرت كأنها الأميرة وهو فارسها الذي كانت تنتظره منذ قديم الأزل ... أفاقت كادي من شرودها على يد ليث التي وضعت على كتفها وهو يقول بهدوء :
- سرحانة في إيه
- هه .. ولا حاجة
ليث متنهداً :
- طب يلا بينا .. نروح لماما
أومأت له كادي وصعدوا لجناح كاميليا
دلفوا لصالة الجناح فوجدوا جين جالسة على الاريكة تعبث بهاتفها .. ولكنها انتبهت لهم ورمقت كادي بنظرات حاقدة ، متوعدة .. لم يعيرها ليث الاهتمام فحين هتفت كادي بأبتسامة لطيفة :- مساء الخير جين
رمقتها جين بحقد خفي وهتفت من تحت أسنانها :
- مساء النور سيدة كادي
كادي بلطف :
- ألم أطلب منك أن تناديني كادي فقط
جين بجفاء :
- ولكن كيف سيدتي .. أنتي زوجة رب عملي
كادي بأبتسامة ودودة :
- لا يهم أنا أريدك أن تناديني بأسمى فقط
قبل أن ترد جين .. هتف ليث بنفاذ صبر :
- هنفضل واقفين كده كتير يلا بينا
ثم جذبها من يدها بلطف ودلف إلى غرفة والدته
بالرغم من أن كادي كانت دائماً ما تعامل الجميع بلطف وخاصتاً جين إلا أن جين لم تهتم بهذا ودائماً ما كانت تعامل كادي بجفاء وتعالي أحياناً ..
دلفوا للغرفة وجلسوا مع كاميليا يتسامرون حتي ميعاد دوائها
لاحظت كاميليا الإنسجام والتغير الذي طرأ على أبنها وزوجته .. وسعدت بهذا كثيراًمرت ثلاثة أسابيع
في هدوء وبدون أي خلاف بينهم بل تطورت علاقتهم وأصبحوا يتحدثون ويمرحون معاً .. ولكن كادي لم تعترف بحبها .. فهي قررت أن تعترف له بحبها عندما تتأكد بأنه لن يعود لقسوته مرة أخرى وتعرف الحقيقة التي يخفيها عنها
حاولت جين كثيراً وضع الدواء لكاميليا ولكنها لم تفلح .. ولم تجد الفرصة المناسبة فكادي دائماً كانت تطعمها بيدها ولا تسمح لها بمساعدتها وهذا ما صعب عليها وضع الدواء لكاميليا .. إلى أن ذات صباح كانت كادي جالسة مع كاميليا بينما ليث قد خرج لإنجاز عملاً ما .. كانت كادي وكاميليا يتناولون الإفطار بغرفتها عندما رن هاتف كادي وكانت والدتها فاستأذنت منها لتجيب على المكالمة .. ثم خرجت
فأنتهزت جين الفرصة .. وأقتربت من كاميليا وهتفت بهدوء :