الفصل الواحد وعشرون
في الغرفة
كانت جالسة على الاريكة الموجودة بزاوية من الغرفة ... وجهها تبلله دموعها التي مازالت تتساقط منذ ان غادرت كاميليا الغرفة تاركة اياها في حالة من الصدمة التامة مما سمعته على لسان كاميليا
فهي عرفت اشياء كثيرة واسرار لم تكن تتخيل بوجودها وكشفت حقائق كثيرة ، علمت ما كان يتحدث عنه ليث ، وما تعرض له وهو مايزال طفلا
لم يفقه من الدنيا شيء ، أغمضت عينيها بالم وهي تتذكر حديث كاميلياكاميليا بتنهيدة عميقة جدا :
- انا عرفت اللي ليث عمله معاكي يا كادي وعرفت انتي تبقي مين ..نظرت في عينيها مباشرة وهتفت بثقة بالغة ... تبقي بنت فؤاد ووفاء
نظرت لها كادي بصدمة كبيرة وشحب وجهها .. ابتلعت ريقها بخوف على كاميليا فهي تخشى ان تتأثر صحتها ويحدث لها شيء
كانت كاميليا تتابع تغير ملامح كادي بهدوء شديد تابعت كاميليا بهدوء ...
- أنا اعرف كل حاجة من يوم ما شوفتك ..نفس عيون وفاء ..ولون البشرة .. بس! الشعر لاقطبت كادي حاجبيها بدهشة من حديث كاميليا الذي يدل على معرفتها بوالدتها .. تساءلت مع نفسها عن العلاقة التي تجمع كاميليا مع والدتها وقالت بعدم فهم :
-انتي تعرفي ماما
تسللت ابتسامة ناعمة لثغر كاميليا وهي تقول :
- طبعا اعرفها وفاء كانت صاحبتي واكتر اخت
حركت كادي راسها للجانبين بالسلب وهتفت بضياع :- انا مش فاهمة اي حاجة .. ازاي جدي يبقي جد ليث .. مستحيل يكون ابن عمي لا ان عمي فريد الله يرحمه كان عقيم .. وازاي انتي تعرفي ماما
ثم أمسكت رأسها بكلتا يديها وضغطت عليها وتابعت بإرهاق ..
- انا مابقيتش فاهمة حاجة .. انا خلاص قربت اتجننربتت كاميليا على يدها بحنو وهتفت بحزن :
- انا هافهمك كل حاجة .. عمك فريد ماكنش عقيم
كان سليم .. فريد كان جوزي يا كاديكادت عين كادي ان تسقط من محلهم بسبب ما سمعته ... عمها لم يكن عقيم .. وكاميليا تكون زوجته ، ولكن! كيف تكون زوجته .. فعمها لم يتزوج سوى امراة واحدة وكانت تدعي سهام
كادي بصدمة :
- ازاي ماكنش عقيم وكمان انتي مراته ازاي اللي انا اعرفه انه كان متجوز واحدة تانية اسمها سهام .. وماتت بعد جوازهم ب 3 سنين بسبب المرض الخبيث .. وهو متجوزش بعدها تاني
تنهدت كاميليا وقالت بابتسامة حزينة :
- أهدي و اسمعيني ..انا حكيتلك قبل كده اني اتعرفت على والد ليث لما كنا في الجامعة ..
اومات كادي بالايجاب وهي تحدق بها بترقب
فيما حدقت كاميليا بالفراغ وعينيها تلمع ببريق الشوق والحنين لماضي .. انتهي ولكن مايزال يحيي بقلبها وعقلها تنهدت بشوق وتابعت ...
قصتنا بدأت بخناقة وبعدين اتحولت لصداقة وبعده كده الصداقة اتحولت لحب قوي .. فضلنا نحب بعض لحد التخرج وبعدين عرض عليا الجواز فرحت جدا لاني هاكون ليه وهايكون ليا للابد .. كل حاجة كانت مثالية بس حاجة واحدة اللي وقفت في طريق سعادتنا اني أنا كنت من الطبقة المتوسطة وهو ابن ناس اغنية .. بس فريد ماكنش بيفكر كده كل اللي كان بيفكر فيه طالما اننا بنحب بعض يبقي المستوي الاجتماعي مش مهم .. لكن بالنسبة لباباه كان غير .. تفكير ابوه كان بيتركز في المستوي الاجتماعي والرصيد اللي في البنك والاملاك والاسم
وبالنسبة للحب كان كلام فارغ .. مالوش وجود
فريد حكى لحامد الاسيوطي ابوه عن انه على علاقة ببنت معاه بالجامعة ثم ابتسمت بسخرية وهي تتابع بأستهزاء ..وطبعا اول حاجة سال عنها من عيلة مين