الفصل الثاني وعشرون
نظرت كاميليا بذعر للحارس الذي دلف للغرفة .. نظر الحارس بأعين متسعة لجسد الحارس الاخر الغارق بدمائه القذرة .. أقترب ببطئ من الجثة فيما قامت كاميليا بجذب ليث لأحضانها لعلها تخفيه وتحميه من بطش ذلك الحارس .. جثي الحارس على ركبته أمام جثة الحارس وقام بتفقد نبضه .. فوجد إنه قد فارق الحياة .. ألتفت إلى كاميليا التي استقامت واقفة وهي تحتضن ليث وتتراجع بذعر للخلف حتي ألتصقت بالحائط .. أشار لها الحارس بيده رافعاً إياها عالياً وهو يقول محاولاً تهدئتها :
- ماتخفيش .. أنا مش هعملك حاجة
لم تصدقه كاميليا وخافت أكثر من أن يؤذي أبنها
تنهد الحارس بصوت مسموع وهتف بإقناع :- قولتلك ماتخفيش .. أنا هساعدك تهربي من هنا
نظرت له بأمل وهتفت بحدة :
- وأنت إيه مصلحتك انك تساعدني
الحارس بجدية :
- فريد بيه .. كان طلب مني أتأكد إن حضرتك والبيه الصغير خرجتوا بخير بس أنا سمعت حامد بيه وهو بيكلم حمدي قالها وهو يشير بيده إلى جثة الحارس .. وبيأمره بقتلكم .. فجيت على هنا بسرعة عشان أساعدكم
كاميليا بتساؤل :
- طب ليه فريد مجاش بنفسه
هز الحارس كتفيه علامة عن الجهل وقال :
- مش عارف .. بس هو أكد عليا إني أتأكد أنكم خرجتوا بالسلامة من هنا. .. ثم تابع بعجلة .. يلا بسرعة قبل ما حد ييجي
أومأت كاميليا بلهفة واتبعت الحارس بحذر للخارج
ساعدها الحارس على الابتعاد عن حدود تلك المزرعة القديمة التي كانت محتجزة بها هي وصغيرها وقام بتوصيلها حتي طريق ترابي وهتف بجدية :
- أنا لحد هنا ومهمتي أنتهت .. حضرتك أمشي على طول في الطريق ده لحد ما توصلي للطريق العام ووقفي أي عربية واهربي على أي مكان ميقدرش حامد بيه يوصلك فيه
كاميليا بتساؤل وتوسل :- طب وأنت مش هتكمل معايا
الحارس بنفي :
- لا .. أنا لازم أمشي عشان لو حامد بيه عرف إني جيت هنا وساعدتك هيقتلني .. انا جيت هنا من غير ما حد يعرف .. ولازم أرجع على الفيلا بسرعة قبل ما يكتشف إني مش موجود
أومأت له وهتفت بأمتنان :
- مش عارفة أشكرك أزاي على إنقاذك لينا
أبتسم الحارس وقال :
- ده جميل في رقبتي يا هانم وأنا بوفيه .. ده لولا فريد بيه كان ابني مات .. وهو سافره برة يعمل عملية واتكفل بمصاريف علاجه كلها لحد ما بقى الحمد لله زي الفل