الفصل الرابع والعشرون

9.9K 150 1
                                    

الفصل الرابع وعشرون

كان ليث يضع الخيل الذي كان يمتطيه .. بالمكان المخصص له
بعد أن أزال من عليه السرج .. ووضعه بمكانه .. ألتفت ليغادر .. ولكنه تصلب مكانه كتمثال من الشمع .. ونظر بدهشة لكادي الواقفة أمامه .. تساءل بنفسه عن سبب قدومها لهنا. .. وفي هذا الوقت
أقترب منها وهو يهتف بتساؤل :

- كادي .. بتعملي إيه هنا

لم تنطق بحرف واحد .. بل كل ما فعلته أنها تقدمت منه بسرعة وقفزت بين أحضانه محاوطة عنقه بذرعيها ودفنت وجهها بتجويف عنقه .. تراجع ليث للوراء قليلاً من المفاجأة .. ودهش من فعلتها ولم يعرف ماذا يفعل .. شعر بأن عقله قد توقف .. فقط قلبه تعالت دقاته .. وخفق بقوة من قربها الشديد إليه .. رفعت كادي رأسها قليلاً وألصقت شفتيها بجانب أذنه وهمست بنعومة :

- أنا بحبك .. ومسماحك

أغمض ليث عينيه .. وهمستها تتردد داخل قلبه وعقله
كانت كلماتها  الهامسة كنسمة هواء رقيقة داعبت خفقات قلبه وجعلتها تنتعش وتتعالى حتي كادت أن تسبب له الصمم … رفع لليث ذراعيه العضلية ولفها حول خصرها
فشعرت كادي بأن ساقيها لم تعد تلامس الأرض
ظلوا سجناء لأحضان بعض لوقت طويل لا يعلمون مقداره ... جثي ليث على ركبتيه وهو مازال محتضناً كادي .. رفع ليث رأسه وحدق بوجه كادي وهتف قائلا :

- ماما حكيت لك كل حاجة مش كدة ؟!
أومأت له برأسها ّ

أزال يده اليمني من على خصرها .. وأحتضن بها وجنتها اليسرى .. حدق بزمرديه عينيها .. وتابع ... أذيتك كتير وجرحتك .. ضربتك .. عاملتك بشكل قاسي  .. كادي أنا لو عيشت عمري كله أعتذر مش هايكون كافي مقابل اللي عملته فيكي ..ولو انتي سامحتني .. فأنا مش هسامح نفسي أبداً .. أنتي عرفتي كل حاجة من ماما .. حكيت لك عن اللي كانت حساه .. بس إحساسي أنا مختلف عنها .. أنا كنت طفل سعيد بحياته مع أمه وأبوه وفرحان إنه هيبقي ليه أخ أو أخت أصغر منه .. كنت بتخيل وجود أخويا وفرحة اهلي بيه .. مستنيه على أحر من الجمر وكنت فاكر إن مافيش حاجة هتحصلنا وهنفضل سوا للأبد بس فجأة كل حاجة أنهارت وسعادتي ادمرت .. اللي شوفته من عذاب ليا وعذاب امي قدام عنيا وأنا مش قادر أعمل حاجة .. واللي بيعذب فينا هو الشخص المفروض يحمينا
كنت بسمع كلامه واهانته ليا ولماما .. كلامه إني مستحقش أكون من عيلته وأحمل أسمه ..  لما فوقت في المستشفى وافتكرت كل حاجة حصلتننا والعذاب والذل اللي شوفناه  كل ده خلى جوايا حقد وكره مالهمش حدود ليه ولعيلة الاسيوطي .. ماكنتش قادر أصرخ أو أتكلم .. أعبر عن اللي جوايا .. فضلت سنتين مبتكلمش بس كنت بفكر .. بفكر ازاي اشفي غليلي وانتقم من جدي على اللي عمله فينا وقتله لأخويا ..  كنت عايز ادمر العيلة دي بأي شكل  .. لما بقي عندي القدرة على اني اخد حقي بقيت براقبكم كلكم .. وبالذات انتي .. 4 سنين براقبك ماكنتش اعرف إني مع الوقت بتعلق بيكي وبحبك
استغليت مشكلة عمي فؤاد عشان تبقى ليا .. كنت متأكد أنك هتوافقي  عشان متخسريهوش .. ابتسم بسخرية وتابع كنت ببرر لنفسي إن سبب جوازي منك هو الإنتقام بس كنت بكذب على نفسى وبخدعها .. قسوتي معاكي كانت قناع بداري بيه حبي ليكي .. كنت خايف تكوني زيه .. خايف تجرحيني انتي كمان .. من أول ما شوفتك وأنا بقيت بحس بالإحساس اللي فقدته من زمان .. وهو الخوف بالبداية خوفت تكوني لغيري .. خوفت تحبي حد تاني عشان كده ماكنتش بخلي حد يقرب منك .. خوفت أضعف قدامك واعترف لك بحبي ترفضيه .. خوفت عليكي يوم ما ضربتك وشوفتك وانتي واقعة قدامي وأنا مش قادر أعمل حاجة .. خوفت أخسرك .. خليتهم يقتلوا الثور اللي وقعك
وطردت كل العمال .. لما شوفت نظراتهم ليكي كنت حاسس بالخوف والغضب .. كانت نفس نظرات الحارس بتاع حامد لأمي كان نفسي اقتلهم كلهم زي ما قتلته .. غضبي عماني وماكنتش عارف بعمل إيه .. ودلوقتي خوفي بيزيد لدرجة هاتموتني .. خايف تبعدي عني .. ممكن أستحمل أي حاجة إلا دي .. لو بعدتي عني مش هقدر أتحمل بعدك هاموت .. والله العظيم هاموت .. أنا بحبك بجنون يا كادي

زوجي المجهول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن