الفصل الخامس والعشرون والأخير

14K 298 24
                                    

الفصل الأخير

دلف ليث لغرفة المكتب
فرفع فؤاد بصره عندما شعر بوجود شخصاً ما
تيبست ساقيه من الصدمة ولم يستطيع إن ينطق بكلمة .. وعندما أستطاع التحرك  .. نهض من على مقعده كمن لدغته حية وهتف بصدمة وذهول :

- فريد

أبتسم ليث بألم وقال :

- لا ليث .. ليث فريد الاسيوطي يا عمي

أزدادت صدمة فؤاد .. لمعرفته بهوية الواقف أمامه .. لا يصدق بأنه أخيراً يقف أمام أحب الأشخاص إليه
إبن أخيه الراحل .. ليث .. توجه فؤاد له بخطوات سريعة وجذبه لحضنه واجهش في البكاء بسعادة .. فهاهو أخيراً
وجده .. وجد من كان يبحث عنه ل لثمانية عشر عاماً
أبتعد عنه وحدق به بتمعن وعينيه تذرف شلالات من الدموع .. أنه هو .. نسخة مطابقة لأخيه في كل شيء
نفس لون عينيه ونظراته .. ملامح وجهه الوسيمة 
فؤاد ببكاء :
- أنا مش مصدق نفسي .. أخيراً .. أخيراً شوفتك
الف حمد وشكر ليك يارب

لمعت عين ليث ببريق الندم وشعر بالذنب تجاه عمه
فكيف فكر بالانتقام منه .. كيف فكر بتدمير حياة شخص مثله .. كيف نسى بأنه كان .. أباه الآخر .. فهو دائما ما كان يعتني به .. وهو من أعطاه أسمه .. ليث .. يتذكر في إحدى المرات .. عندما سأله عن سبب تسميته له بهذا الإسم فأخبره .. بأن هذا الإسم لا يليق سوى به
ليث بأبتسامة :

- عامل إيه يا عمي

فؤاد بسعادة :

- أنا بقيت كويس بعد ما شوفتك .. تعالا يا حبيبي أقعد

أمسك بيده .. كأنه يخشى إن يرحل أو يكون مجرد سراب نسج من وحى خياله وأتجه به إلى .. أريكة مزودة بمقعدين من الجلد بلون الأسود .. وجعله يجلس بجانبه وهو ما يزال يمسك بيده ..
تنهد فؤاد براحة وهتف قائلاً :

- يااااااه .. أخيراً ..أنا مش مصدق أنه أنت موجود قدامي

أبتسم ليث ولم يعقب فيما تابع فؤاد بتساؤل :

- أخبار والدتك إيه .. و كنتوا فين السنين دي كلها
تنهد بعمق وقال :

- هاقولك على كل حاجة يا عمي

أخذ ليث يقص عليه كل شيء بدايتاً من خطفه هو ووالدته .. وتعذيب جده لهم .. وهروبهم بمساعدة إحدى الحرس
الذي أرسله والده ليساعدهم على الفرار .. ثم لقائهم بمحمد المصري .. صديق والده منذ أيام الجامعة ومساعدته لهم وسفرهم برفقته هو وزوجته لأمريكا .. وحرصه الشديد على التكتم على الأمر حتي لا يصل إليهم حامد بعد علمه بفرارهم ..

كان فؤاد يستمع إليه وقلبه يتألم .. لما تعرض له إبن أخيه
يشعر بالندم الشديد لكونه لم يكن بجانبهم ولم يحميهم رغم عدم معرفته بالأمر سوى بعد وقوعه ..
نظر له بأسف وهتف بندم قائلاً :

- أنا أسف يا بني .. كان لازم احميكم بس صدقني أنا معرفتش غير بعد  موت فريد الله يرحمه .. ودورت عليكم كتير .. بس للأسف مقدرتش أوصلكم

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 19, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

زوجي المجهول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن