حالة من الهرج و المرج أنتابت المشفى عندما علموا أنها أستفاقت أخيراً من هذه الغيبوبة التى طالت لعشر سنوات نتيجة صدمة و أنهيار عصبى حاد..!
دلف يمان مسرعاً لغرفتها و هو ينظر لها بذهول جلي ، تلك الحالة التى أوكلت إليه منذ عام بسبب موت طبيبها المتابع لحالتها منذ أن جاءت لذلك المشفى أستفاقت أخيراً بعد عقد كامل ؟!
وجدها تجلس بالسرير و هى متكورة على نفسها و تنظر حولها بريبة و هى متشبثه بذلك الغطاء الخفيف فـحمحم بصوت خشن و هو يقول :
- كل واحد على شغله..هي فورجه ؟!لبى الجميع أمره بدون إعتراض ، فهو يمان المنشاوى ، إبن صاحب المشفى المبجل..!!
بعدما خرج الجميع نظر لها بنظراته الثاقبة ليجدها تتكور على نفسها أكثر و تنظر له بهلع حقيقى ، زفر بصبر فالذى مر عليها لم يكن هيناً بالنسبة لطفلة فى الخامسة عشر من عمرها !
سحب كرسى و جلس أمامها ، ظل يتمعن بها قليلاً إلى أن تنهد و هو يقول :
- طبعاً مستغربة أنتى هنا لية..و أية كل الناس دى ؟!لم ترد عليه فأكمل قائلاً بإبتسامة ودودة و هو يرجع نظارته الطبية للخلف :
- أنا يمان..الطبيب المتابع لحالتك ؛ عايزك يا أنسة روكان تاخدى اللى هقوله دا بهدوء و مش عايز أى أنفعال لأنك ممكن ترجعى لنقطة الصفر من تانى..تمام ؟!نظرت له بأهتمام فتشجع و أردف قائلاً :
- أنتى عندك كام سنة ؟!زمت شفتيها و من ثم قامت بعمل عشرة بأصابعها و بعدها خمس ، قطب جبينه و من ثم قال بتشجيع :
- أتكلمى..نظرت له بإنكسار و من ثم قامت بتحريك رأسها للجانبين كـمعني أنها لم تقدر ، نظر لها يمان بشفقة فيبدو أن طريقها صعب للغاية..!
حمحم و هو يقول بجدية :
- تمام..أنا مش عايز أضغط عليكي النهاردة عشان أنتي لسة فايقة من غيبوبة دامت لـعشر سنين !شهقت بعنف و هي متسعة الأعين ليبتسم يمان من جانب فمه علي رد فعلها الطفولي !
نهض من علي المقعد و من ثم هتف :
- هَيجوا دكاترة يا آنسة روكان يفحصوكي فياريت تتعاوني معاهم !أومأت له سريعاً فتنحنح ثم خرج من الغرفة تحت أنظارها المستفهمه..
دلـف يمان لغرفة مكـتبه بهدوء و أغلق الباب خلفه ، رمي بثقل جسده علي الأريكة و خلل أصابعه فى خصلاته الكستنائيـة ، تمتم بشرود :
- و بعدين معاكي يا روكان ؟!فهـو منذ أن كان فى الثامنـة عشر من عمره و هو يراها نـائمة فى ثبات عميق !
تذكر أول مرة رأها بها حين كان مع والـده بمكتبه يسـتفسر منه على شـئ بإحدى مواده..
(( فـلـاش بـاك ))
صـوت ركض بالخارج و هتـفات جعلت سامى ينتفض من على مقـعده الجلدى الوثير و هو قاطب الجبين ، خرج خلف والده ليفتح عينيه من هول ما رأى !