كنت أتأمل حديثه الشغوف عن وظيفته ممعتضة من وقفتنا التي من يراها يظن انه يجادلني في أجرتي .. لذا أشرت له نحو أحد العمائر وأنا أطلب منه الجلوس متعللة بألم ساقاي وللغرابة بداخلي اعلم كم أنا كاذبة ترفض تلويث شاب تراه للمرة الاولي لمجرد رؤيته بصحبتها .. اخبرني بانه صحفي حديث التخرج من أسرة بسيطة يحاول باستماتة شق طريقه صوب النجاح .. شاب طموح يرعي امه وشقيقته اخبره رئيسه بانه لو احضر له سبق صحفي غير مسبوق سينشره باسمه في العدد القادم من الجريدة , شاب ساقه تفكيره نحو تلك الاوكار عله يحصل علي غايته .. كنت استمع لحديثه بصمت مطبق وبداخلي أغبط شقيقته عليه .. ترا هل كانت حياتي لتكون مختلفة لو كان لي أخ كذاك ؟ .. توقف عن الحديث فجاة بحرج من كونه قد اوجع رأسي بثرثرته اللامتناهية غافلاً عن دواخلي التي تتراقص فرحاً بتبادل حديث اَدمي مع احدهم بعد سنوات عجاف .. نظرته الراجية بعد صمته جعلتني أفهم ما كان ينتظره مني بالمقابل ولكني ببساطة لم أستطيع الحديث وكسر لحظتي الإستثنائية كشخص طبيعي لا كوباء .. توقفت فجاة متعللة بتاخر الوقت والذي لو كان أحد غيره لسخر من حجتي التي لا تتناسب وحياتي .. ولكنه اعتذر بأدب وهو يطلب ايصالي للمنزل .. لا أعلم أي شيطان تلبسني لأوافق علي اقتراحه ولكني وافقت وانا أستشعر الامان بجوار احدهم لأول مرة .. ودعته وانا أدلف من باب المنزل بمشاعر مغايرة تماماً لمشاعري كل ليلة .. لم اهتم بأسئلة الزوجين البائسين عن سبب عودتي مبكرة وللمرة الأولي في كامل وعيي .. أوصدت باب غرفتي خلفي لأرتمي علي الفراش بسعادة ظننتها لن تزورني يوماً , وكيف لبضع كلمات عفوية ان تتسبب لاحدهم بتلك السعادة , أم أن الدفء الذي ضرب فجاة محيطي البارد كان له ذلك الأثر , اعتدلت فجأة وأنا أفتش بين أغراضي علي دفتري الذي كنت أدون فيه حسابات يومي للثنائي اللعين بالخارج , وشتان بين ما انتويه وبين رخص المحتوي السابق .. استرجعت شغفه وملامحه المحببة للنفس وانا أنزع الوريقات الملطخة بوحل الهوان وبدأت في كتابة مذكراتي .. علها تكون عوناً لغيري ودرساً لتلميذة فقدت معلمها تحت كومة من الأوحال .. لذا مذكرتي العزيزة الي لقاء قريب ,,,,