زرقاء العيون

52 3 2
                                    

حين تبتسم اذا ايقظك احدهم وان كنت متعباً .. حين تنهض فقط لتحدثه ، لتسمع صوته و صمته .
حين تشعر بانك مشتاق لاحدهم وانت تغط في نوم عميق لتستيقظ باحثاً عن اسمه لترسل له دون الانتباه انها الرابعة فجراً ... اشتقت لك ، فيتصل بك وصوته كانغام موسيقية لالة حديثة العهد .. لقد استيقظ من نومه ليقول : صباحي انتِ .
هكذا ابتدأ حبهما ... اظن انه لم يكن حباً ، هو شيء اسمى بكثير ، لم تكن يوماً تلك المراهقة التي يجذبها اي كان .. انها ناضجة جداً ، افكارها تسبق عمرها بكثير .. نضوج عقلها و ارائها وقراراتها و حكمة تعاملها تجعلها بحق انثى ناضجة .. لم تعطِ قلبها يوماً .
كانت تحب مساعدة الاخرين وتعطي النصائح بان الحب لا يمكن ان يكون محض صدفة ولا تؤمن به ..
الى ذلك اليوم في مارس قابلته ... تبادلا نظرات لاعنوان لها ، كالمغناطيس تجاذبا .. ولكن كما هو الحال في اقطاب المغناطيس لايتجاذب الا المختلفان هما كذلك مختلفان جداً كاختلاف الثلج عن النار ... فهل سيكون الاختلاف مصدر سعادتهما او انه سيخط النهاية !

والان سيتحدثا عن حبهما فليس هنالك كاتب يستطيع وصف ما يسكن قلبهما ..

-لست ممن اؤمن بالحب من النظرة الاولى ، ولا حتى من الحديث الاول .. ولكن حديثنا لم يكن اول ، لقد كان بداية ولم ينتهي ليومنا هذا ...
احدى صباحات مارس ( بعض التواريخ لاتـُـنسى ويبقى احساسها دهراً )
الجو بدأ يعتدل ، نسمة هوائية تداعب قلوبنا لترتجف ليس برداً بل ... عشقاً .

• كنت اقف منتظراً صديقاً لي .. التفتُ لارى ملاك يسير على اقدام ، نظرتْ ليّ بخجل وابتسمت لتكمل حديثها مع فتاة تصاحبها .. لقد سرقت قلبي ، شعرت بأن كل ذرة في جسدي تصرخ انها هي ..
لقد قابلت الكثير في حياتي ، اعجبت بالكثير واستمرت مشاعري اشهر او سنوات ثم انتهت بسبب او دون سبب ، او لعلنا ما احببنا بعضنا .. اما هي فإني اشعر بان كل ذرة في جسدي تحبها دون الحاجة لمعرفة حتى من هي ..
اتى صديقي وسرنا معاً ولكني كنت جسد بلا روح .. جسد يسير باتجاه ولكنه واقف في مكانه ، مشاعر متخبطة كـ امواج البحر تتلاطم في قلبي المرتجف الذي فقدته في بحر عينيها ..

-شعرتُ بانني اعرفه منذ زمن طويل او لعله من قبل ابتداء الزمان ، واظنه شعر بي فقد كانت عيناه تتكلم برغم صمته .. عابر طريق هكذا اسميته في مذكراتي فلا اعلم له اسم ولم اره من قبل .. ولكن اظن ان احساسي به لن يكون احساساً عابراً ، فتلك النبضة بين اضلعي لم تكن في قلبي من قبل ..
مر شهر على ذلك اليوم ولم اراه بعدها .. لعله كان محض وهم .

•بعد ذلك الصباح الذي اظنه الاجمل في حياتي .. اضطررت للسفر لانهاء توقيع كتاب لي ، غداً ستنتهي المدة .. سأعود اخيراً لها ، هذه المرة سأحدثها ، سأعرف من تكون لتشغل كاتب مثلي راى من النساء الكثير ..
بعد حفل توقيع الكتاب و ذلك الاقبال الرائع اقترح صديق ليّ ان انشئ صفحة لي ليتواصل معي الجمهور .. لم اكن ممن يهمهم ماتوصلت اليه التكنولوجية الحديثة .. ولكن بعد اصرار منه استجبت لطلبه لانشئ صفحة بعنوان (زرقاء العيون)* ( الاسم وهمي .. اي تشابه بينه وبين اسم صفحة عامة هو مجرد تشابه لا اكثر ) لايفهم صديقي لما اخترت هذا الاسم برغم انه اقترح ان يكون العنوان بعنوان كتابي .. ولكن عيناها هي كتابي الاول والاخير وروايتي التي اعيشها ..
استعنت ببيت شعري للشاعر العراقي المبدع حسن المرواني ليكون بمثابة التعريف

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 30, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

زرقاء العيون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن