ATLANTIS / أطلانتس " مقدّمه " ..

2.3K 89 21
                                    



أي نوعٍ هو هذا العالم الذي نعيش فيه ؟

في مرّةٍ يبدو لك العالمُ قاسياً و بارداً بما فيه الكفايةِ ليجمّد عقلك .. ليجمّد قلبك.. ليبُثّ الرعب في جوفِك , أن يرسل عليك عاصفةً ما .. و يدعُك تتأرجحُ بقاربٍ دون أشعرةٍ حتى.

هذا النوع من العوالم , هو ما أعرفه ..

ذات مرّه , أخبرتني العجوزُ التي تقطُن الغرفةَ المجاورةَ لي بأنها تعرِف عالماً آخر .. يختلف قطعاً عن عالمي الذي اعتدتُ عليه .

قالت لي : " إن العالم يابني دافئٌ جداً , وحنونٌ جداً , توجد العديد من الأراضي التي تأمنُ فيها روحك وقلبك..هنالك من يحميك .. وهنالك من يحتضنك .. لن تبقى خائفاً طوال الليل من ضرب الرياحِ على نافذتك .. احياناً ... يكمُن كل هذا العالم الذي تريدهُ في قلب شخص."

" ان عثرتَ على ذلك الشخص الذي سيكون عالمك , سوف تشعر بما ذكرتُه "

أذكُر جيداً كيف بدت عيناها المدفونتانِ وحولهما تجاعيد تقدم السن , بدت عيناها براقتان , كانت تؤمن بشدّه.. أو لا .. لنقُل.. كانت شخصاً قد سبق لهُ أن يعيش في هذا العالم الذي تحدّث عنهُ منذ قليل .

لقد عاشت فيه , بكل تأكيد

إنها تتحدّثُ عن تجربةٍ شخصية.

حظت هذه المرأةُ العجوز ذاتُ الابتسامةِ الدافئة بهذا العالم .. في قلبِ شخصٍ ما ..

ذلك ما قالتهُ لي , في آخر مرّةٍ رأيتُها فيها قبل أن يقومُ ذوي الملابس البيضاء و الاكمامِ كذلك بسحبها الى المكان الذي تذهب اليه في كل يوم من هذه الساعة.

ذهبت.. و زرعت خلفها حُلماً شامخاً .. جعلني مجنوناً به .

2008 , أكتوبر .

السماءُ تبدُو زرقاء , الغيوم تتوزّعُ بشكلٍ متفرّق , فلتجمع أصابعي كل هذه الغيومِ لتصبح غيمةً واحده ,

غيمةً متكاملةً و سعيدة , في ذلك الوقت .. أقف بثيابٍ موحّدةِ اللونِ الأزرق الفاتِح على طرفِ نافورةِ المياهِ الموجودةِ في منتصفِ حديقةِ المشفى , فكّرتُ بأنه لو أمكنني جمعُ الغيومِ لغيمةٍ واحده .. هي قد تأخُذني للعالم الذي أُفكر فيهِ ليلاً و نهاراً , بشكلٍ منطقي ... النظرُ الى الغيوم من مسافةٍ هائلة البُعد جعلني أراها صغيرة الحجم.. هي لن تستطيع حملي انا ثقيل جداً و سوف أقع .. لذلك احتجتُ الى جمعها ..

المرضى يسيرون في الحديقة من كل اتجاهٍ مع عوائِلهُم , و أنا بالكادِ استطعتُ الخروجَ دون علمِ أحدٍ بأمري , لم أفكرحينها بأن احظى بعائِلة , لم أفكر بأن أكوّن بعضاً من الصداقات ..

فبطبيعةِ الحال انني لا اخرج من المشفى ابداً الا في حالاتٍ نادرة , و المرضى لا يبقون للأبد .. كما يجب أن افعل ,

فمالفائدة من كل هذا ؟

فكّرتُ بأنه يجبُ علي العثُور على عالمي فحسب.. إنهُ الطريق الوحيد من أجلِ الخُروج..

" أيمكنُك أن تُبدل معي ؟ "

سُرق سمعي .. سُرق انتباهي .. وكأن أمنيتي قد أُجيبت.. الفتُ بشكلٍ سريع بينما اجلسُ على اطراف اقدامي انظُر لذلك الفتى ذو الكدماتِ على وجهِه , كدماتٌ واضحةٌ جداً .. كان كما لو أنهُ تعرّض لضربٍ مبرّح , عينهُ مورّمةٌ ولا يستطيع فتحها , كل ما استطيع اختصارهُ في وصفه.. هو كونُه مشردٌ ذو أذنانِ كبيرتان قد تعرض للإضطهاد بشكلٍ مؤسف ..

" أيمكنني ؟ "

قفزتُ بشكلٍ سريع حتى وقفتُ أمامه بأعيُن جاحظة , مترقّبةٍ و كأنها وجدتِ السبيل للهربِ و البحثِ عن عالمها ..

" هل تستطيع فعل ذلك ؟ "

أزاحُ بصرهُ جانباً وكأنهُ يشعرُ بالعارِ مما نطق به ,

" أعرفُ أنه لا يجدُر بي أن اطلب هذا من شخصٍ مريض.."

قال بصوتٍ منخفض .. لكنهُ سرعان ما أطلق العنان لصوتِه المندفع و المُبرر ايضاً

" لكني اعدك انني لن استغرق وقتاً طويلاً , الليلة فقط سأحلُّ محلّك في المشفى...ومن ثمّ يمكنُك العودةُ لإتمام العلاج أ.."

" ولكنني لستُ مريضاً ."

قُلت بصوتٍ واثِق .. صحيح انا لم اكن مريضاً أبداً.. في الحقيقة انا لم يسبق لي أن مرِضت .. إنني في اتمّ عافيتي ,

كان كل تركيزي في ذلك الوقتِ على هذا الصبيّ الذي سيقودني الى عالمي..

لم يُخيّل الي حينها .. بأنني كُنت أقِفُ أمام عالمي الذي لطالما حلُمتُ به.

,

,

,

اسم الفانفيك : اطلانتس / للتوضيح* اطلانتس هي قارة افتراضية أسطورية لم يثبت وجودها حتى الآن , تعتبر قارة مفقودة وأنها ولدت بعد الحضارة الفرعونية ويعتقد أنها غرقت قبل حوالي 1800 عام قبل الميلاد.

تشانبيك.

دراما .


أتطلع لشغفكُم و حماسكم .

ATLANTIS / أطلانتسWhere stories live. Discover now