*حتي أقتل بسمة تمردك*ج2
الحلقة (7):
كان السكون شاملا ، يلف قصر الـ"نصار"عندما دلفت"عبير"إلي حجرتها في إضطراب حانق ، و رمت بأدواتها الدراسية في إهمال علي مقعد عاجي وثير توسط الحجرة ، ثم ألقت بثقلها فوق الفراش بعد أن نزعت معطفها الصوفي الأسود ,,
رفعت ساعديها ، ثم غطت وجهها بكلتا يديها ، و راحت تفكر في أحداث الساعة الماضية ، وبخت نفسها لتصرفاتها الرعناء ، هي لم تكن تقصد شيء ، أرادت فقط أن تشبع فضولها ، و لكن مهما كان الأمر ، ما كان يجب أن تذهب إليه و تحدثه بأمور كهذه ، ما كان يجب أن تتحدث إليه بإندفاع ، ونزق هكذا ، ما كان يجب أن تتحدث إليه من الأساس ، ما دام الأمر غير ضروري ، لقد جذبت أنتبهه لها ، و أفصحت عما تضمر بداخلها بتصرفها الطائش هذا ، بماذا سيفكر الأن ؟؟
طرحت علي نفسها هذا السؤال ، ثم زفرت في ضيق ، و نهضت متوجهة صوب الحمام ، أخذت حماما سريعا ، ثم عادت إلي غرفتها بخطي مبتلة و هي ترتدي مآزر الإستحمام الأبيض ,,
جلست أمام منضدة الزينة خاصتها ، و راحت تمشط شعرها الطويل الأملس في بطء ، وهي تنظر إلي صورتها المنعكسة بالمرآة في شرود ، ثم فجأة ، و من دون مقدمات ، رأت صورة"خالد"ماثلة أمامها ، و فكرت .. مر وقت طويل دون أن تراه !
لم تستطع منع ، أو إنكار تلك الرجفة التي غزت كيانها لحظة تذكرت صوته الدافيء ، و قسمات وجهه الحنونة ، و التي غلفها الآسي منذ مدة ، و ما إزاد من إرتجافها ، عندما تذكرت ذلك العنفوان الذي أبداه مؤخرا ، لقد أصبح صارما بعض الشيء ,,
لاحت إبتسامة خفيفة علي شفتيها و هي تتابع تفكيرها بما جد بتصرفات"خالد"ليتصاعد رنين هاتفهها في تلك اللحظة بالأخص ، و يقطع حبل أفكارها ..
تأففت"عبير"في ضجر ، ثم ألقت فرشاة شعرها جانبا علي منضدة الزينة ، و نهضت متوجههة نحو فراشها ، ثم إلتقطت هاتفهها من فوقه ..
نظرت أولا إلي ذلك الرقم الغير مسجل لديها ، فقطبت حاجبيها مستغربة ، ولكنها أجابت بالنهاية:
-الو !!
فأجاب الطرف الأخر بخفوت حذر:
-مساء الخير يا عبير.
-مساء النور ، مين معايا ؟؟!
تساءلت"عبير"برسمية ، فأجاب المتصل بنبرة متوجسة قليلا:
-انا ، انا امجد شكري.
إتسعت حدقتيها ، و إنفلتت من بين شفاهها شهقة قصيرة ، فيما تخضبت وجنتيها بالدم أثر الإضطراب الذي إكتسحها فجأة ، و لكنها كبحت ذلك المزيج الهائل من تفاعل مشاعرها ، و عادت تتحدث إليه بنبرة جاهدت في أن تبدو طبيعية:
-اه اهلا يا دكتور ، خير في حاجة ؟؟
-خير .. خير يا عبير.
آتي صوته مختلجا ، ثم تابع متمهلا:
-بصراحة انا كنت عايز اتكلم معاكي في موضوع فضلت مآجله كتير جدا ، و كانت فرصة افاتحك فيه انهاردة بعد المحاضرة لما كنا مع بعض علي انفراد ، بس ..
صمت فجأة ، فعبست"عبير"محتارة ، بينما إستطرد بلهجة مرتبكة:
-من زمان و انا عايز اكلمك في موضوع ، و كنت كل ما احاول اعمل كده ، حاجات كتير كانت بتمنعني .. انا ماحبتش اقولك اي حاجة وجها لوجه ، فضلت اكلمك و اقولك كل اللي عندي علي التليفون ، منعا لإحراج اي حد فينا.
تنحنحت"عبير"في توتر ، ثم سألته في لطف متلعثمة:
-مـ مش فاهمة .. ممكن حضرتك توضح اكتر.
-عبير انا بحبك.
إزدادت عينيها إتساعا لدي تفوهه بتلك الجملة ، و ساد صمت مطبق ، قطعه"أمجد"قائلا:
-كنت عايز اصارحك بكده من زمان ، بس كنت عارف بردو انك مخطوبة لابن عمك ، ما قدرتش اقولك اي حاجة ، ما قدرتش غير اني اتمنالك الخير و السعادة و بس . لكن دلوقتي الوضع اختلف .. انتي اتطلقتي ، و فرصتي بقت اقوي بكتير من الاول.
لا زالت"عبير"جامدة بمكانها تحت تأثير المفاجئة ، و عندما لم يتلقي"أمجد"منها أي جواب ، عاد يقول ، و قد إتسم صوته بالحزن ، و الخذلان:
-عموما يا عبير ، مهما كان جوابك مافيش اي حاجة هتتغير ، هفضل انا الدكتور بتاعك ، و هتفضلي طالبة مجتهدة عندي ، و اعتبري اني ما قلتش اي حاجة ، و اسف لو ازعجتك ، مع السلامة.
-استني يا دكتور لو سمحت استني ..
قالتها"عبير"مسرعة ، ثم تنهدت بثقل و هي عازمة القيام بما قفز برأسها توا ...
أنت تقرأ
حتى اقتل بسمة تمردك...للكاتبة مريم غريب💖
Любовные романы-متمردة؟! -نعم متمردة .. كحلم ضاع من بين أجفانك .. كقبلة تاهت من بين شفاهك .. ككل شيء أردته فتمرد عليك. -و لكني دائما أحصل علي ما أريد .. مثالا .. أنت. -لم تحصل علي .. ألم أقل لك أنني متمردة ؟.. متمردة بكبريائي الذي حطم رغبات العشاق .. متمردة بدلالي...