"
لم تكُن تلك هي مرتُها الأولي التي يصدح بها صَوت نحيبها المُنتظم في بهو المنزل ،
كانت أشبه بـ قِطة صَغيره للتَو فقدَت أُمها لتنطلِق في ظُلمه الواقع و تعاني من التخبُط في أرجُل الماره .
و لِوصف هذا المشهد الحزين إذاً سيحدُث مِثلما يحدث كل يومٍ ،
شهقات مُتتاليه ، صدرها يَعلو و يهبِط بسرعه جنونيه ، إشارات من المُخ تُذكرها بأن لَم يعُد هناك من يُسعفها ، استيقظي ! لقد رحلوا.
•••
ربما قالوا لك في صِغرك كَم هي مؤذيه الوِحده ، هي عدوك اللدود الذي يسعي لتملُكك و إبعادك عَن البشر ، ستلاحقك و تتمكن منك ، إحذر من ذلك يا صَغيري ! قد تُصاب بالجنون يوماً ما .
و لكن الذي لم يخبروك به يا صديقي أنها و بِلا مُنافِس أكثر مصادر السعاده و السلام النفسي ،
' يومان ثلات ايام ، ربما شهر ، سنه ' ستعتاد ، سيصبح الأمر أكثر يُسراً ، و قد تجلس يوماً تحتَسي مشروبك المُفضل برفقه تلك الالحان النابِعه من مِذياع قديم في زاويه غرفتك ، مع ضوء الشمس الدافئ الذي اخترق كُل حاجز يعيقُه عن نافذه غرفتك ،
اتحداك إن شعرت بـ لذه و مُتعه مثل هذه في تواجدك مع رفيقٍ مُزعج .
•••الأمر اصبح مُعتاداً بالنسبة لها و يكاد يكون أصبح روتين يومي ،
و بمجرد أن تفيق من تلك النوبه تتعايش مع حياتها اليوميه بشكل طبيعي ، ربما ليس بشكل طبيعي بنسبه كبيره و لكنها فقط تتعايش !.
همت واقفه من علي أرضيه المنزل و التي لا تختلف قسوة عن برودة برادفورد الآن ،
اخذت وجهتها لتعد القهوه الساخنه .. القهوه هي أفضل أنيس لـ ليالي يناير القاسيه ، هي قادره علي إصلاح الروح التالفه في ثوانٍ بسيطه ، يمكنك القول انه اصلاح مؤقت ، إنها أشبه بـ مسكنآت الالآم المؤقته ، تجعلك تشعر بأن ألم رأسك قد زال و لكنها فقط تخدر تلك الخلايه المُتأمه ،
طالما كانت القهوه قادره علي احتضانها و اخذها في عناقِ دافئ مع قرائه احدي كُتبها المفضله ، ملجأها كلما شعرت بالضياع.
•••
" سيلينا ، أعلم أن هذا سيكون صعباً للغايه و لكن لا مفر من البحث عن وظيفه الآن ، وضعك صعب يا صديقتي "
كانت تلك احدي جُمل رفيقه لرفيقتها المُنهكه في التفكير ، كيف يمكنها أن تنطلق الي العالم لتبحث عن وظيفه ؟ هل من مختل سيقوم بتوظيف فتاه لم تكمل دراستها بعد ؟ حسناً ان وجدت عمل بلا مؤهل دراسي اذاً هل من مختل سيقوم بتوظيف فتاه لا تمتلك عائله ؟ بالكاد تمتلك منزل ؟" كارا هذا لا مفر منه ، فقط كل ما اتمناه الآن أن أجد من يتقبلني و يثق بي في العمل ".
كان هذا رد سيلينا الغير مُقنع بالمره علي الأقل هي لم تكن مُقتنعه بفكره العمل من الاساس و ها هي تحاول اقناع نفسها بأنها ان وجدت من يتقبلها ستكون شاكره ،
" لا تعطي الأمر اكبر مما ينبغي ، انا رأيت فرصه عمل جيده لكي في جريده أمس ، اتمني ان تناسبك "
قالتها كارا.
" اياً كان العمل سيناسبني أنا بالكاد استطيع اطعام نفسي اليوم يا فتاه "
انهت جملتها بضحكه ساخره لتشاركها رفيقتها بأخري متكلفه ، كمحاوله لا بأس بها لتلطيف هذه الأجواء.
•••"قصر 'عائله مالك' يريدون مساعده شخصيه ، مقابل مبلغ مادي مغري ، بحق الله يا فتاه انتِ محظوظه ! "
كانت هذه اخر ما قالتله كارا بعد قرائه الكثير من الصُحف بحثا عن وظيفه ،
قالتها و اصبحت نبره صوتها تعلوا مع كل حرف تتفوه به حتي صرخت في النهايه .
" ما بكِ كارا أجننتي " قالتها سيلينا بنبره ساخره ، هادئه ، غير مباليه ، ربما جميعهم.
" أنتِ بالتأكيد تمزحِ ! سيلي عائله مالك بحاجه ل مساعده شخصيه، و لا يشترط وجود مؤهل دراسي ، بالإضافه إلي مقابل مادي لم نكن نحلم بـ نصفه ، لا تكوني حمقاء و لمره واحده في حياتك ."
انفعلت كارا لا إرادياٌ .
" حسنا فقط لا تصرخي " هدوء سيلينا القاتل بعض الأحيان يجعل كارا تود دفن نفسها حيه.
•••
" أنت ؟ لا أعلم في الحقيقه و لكنني أري فتاه ذات عينان بنيه كالبندق ، عينان بهما قوه و إراده عظيمه ، ستظلِ قطعه مني و من قلبي ، كلما اتمعن بالنظر إليك أري تلك النظره التي كانت بعيناي عندما كنت بـ عمرك ، أري نفسي بكِ دائما ، واثق من أن تلك النظره ستظل عالقه بعينيك مهما حدث ".صوت أبيها يصدح في اذنيها و كأنها للتو سمعته ، من أكثر كلمات أبيها لها التي لازالت عالقه في ذاكرتها و التي تتكرر دائماً في أُذنها ، تلك الفتاه صاحبه العشر سنوات كانت أقوي منها الآن .. ،أو هو كان مصدر قوتها ، كيف له أن يذهب و يتركها وحيده .ضعيفه. شارده بماضيها و مُهمله حاضرها و غير مباليه بما ينتظرها ؟
•••" بما أستطيع مساعدتك ؟ "
صوت الحارس أفاقها مش نوبه الذهول التي انخرطت بها منذ وصولها لـ قصر عائله مالك .
" أتيت من أجل الوظيفه.!"
قالتها بإرتباك واضح
" أجل أجل أدخلي "
اشار لها بالدخول من آخر بوابه للقصر مع ابتسامه بسيطه علي ثغرُه.
خطت أول خُطاها بداخل القصر غير مباليه بنظرات الجميع ، نظرات تفكيرها لم يساعدها في تفسيرها قط ، اهي نظرات حقد أم اعجاب و في كلتا الحالتين هي لا تهتم.وسط تحديقها في التصميم المذهل للقصر بداخله و فن اختيار ألوان كل شئ و التناسق بين الأثات جعلها منبهره حقاً بكل تفاصيل هذا القصر.
افاقها من شرودها يد تُلَوح أمامها ، " ءء..المعذره ، اتيت من أجل وظيفه المساعده الشخصيه ، هل لازالت فارغه ؟ " قالتها بحرج مُخاطبه إمرأه في العقد الرابع من عمرها ملامحها صافيه و هادئه مما هدأ من روع سيلينا كثيراً.
" أهلاً إبنتي ، أنا سيده ' ريبيكا ' رئيسه الخدم هنا و يمكنني مساعدك أيضا ، ما اسمك ؟ "
نبرتها تدل عن مدي هي لطيفه لتأخذ ابتسامه صغيره مكانها علي ثغر سيلينا لترد " 'سيلينا' سيدتي "
" حسناً إبنتي سيري خلفي و سأدلك " أومأت سيلينا و هي تصعد ورائها علي درج شاهق الإرتفاع .
•••
أخذتها سيدة ريبيكا لتطلعها علي تفاصيل مهنتها و كم هي دقيقه جدا ، اخبرتها أن مساعدات العائله يكونوا لهم الصلاحيه في بعض الأمور عن الخادمات .
اصبحت سيلينا عل دِرايه كامله عن تفاصيل مهنتها ،
اخذت قرارها بالإبتداء بالعمل من يومها هذا بعد أن ادركت أنها ستصبح مساعده نجل عائله مالك ،
•••ثلات طرقات ولا يوجد رد ، اتاها ذلك الصوت الرجولي من خلف الباب بعد فتره " من ؟ " كان هذا غريباً نوعاً ما كـ بدايه .
" سيدي أنا المساعده الشخصيه الجديده " قالتها بثقه مع نبره لا تخلوها رقه و انوثه .
اتاها الرد بعد ثوانٍ مما هيئ لها ان هذا الشخص يأخذ قرار ادخالها ام لا.
" ادخلي "
كان هذا رده قبل أن تفتح باب الغرفه ببطئ .
-------------------------------------------------------
أنت تقرأ
" شيزُوفرينيا الحُب "
Romance" فقَط لتجعلي صَوت بُكائك يتناغَم مع وتيرة نبضاتِ هذا القلب ، و أخبريني أنني مَلجئِك الوحيد "