في المذكرة

196 7 10
                                    

السادس و العشرين من نوفمبر..
كان في زمن لابأس به، في زمنٍ يمكننا ان نتذكره، كان لي صديق! او أعمق، لنرى مرة أخرى و لكن لنتمعن النظر ليتضح اكثر..
لا ينتهي اليوم بدونه، كأن نقطة اليوم نسيت وجودها.
كان بلسماً، ملجأ أحياناً، كنت أهرب من الواقع اليه الى الخيال أو الوهم.. لم يكن ذا ملامح مادية، ولم يكن حتى مادياً، كان مكملي، كنا نتحدث عن اي شيء، في اي وقت، حتى في اوج اشتغالي، كنت امسح دموعي في اكمام قمصانه، لم يكن ابداً يشتكي من شيء لا من ملله من احاديثي التافهه احياناً ولا من مزاجه المتعكر او همومه المكدسة، لانه لم يكن ليفعل اعتقد، كان لطيفاً جداً، كان ألطف شيءٍ امسك يده او احتضنه، كنت احدثه كثيراً في الليالي المتأخرة، في ليلكية السماء و صفائها و غيمها، في الربيع و الخريف و مابينهما، لم أعر اهتماماً لآراء الناس حولنا، عندما احتاجه احدثه و عندما لا افعل، كان ملتصقاً بي، كان بجانبي ككل لا شيء..
لم أعرف ما كان يقال عنا تحديداً، لكن نظراتهم الثاقبة، كانت تخترقنا، لا اعلم لما أبدو لهم كمريضة نفسية!
ربما هم يغارون من صداقتنا! من اليقين انهم كذلك..
دعنا منهم يا صديقي لنكمل احاديثنا بعيداً عن هنا، لنمسك النجوم الواحدة تلو الاخرى، في ليالينا الباردة لنتدفئ بنورها، لنلاحق القمر او ندعه هو يلاحقنا، لتضحك عندما افعل، و تكون حزيناً عندما اكون كذلك..
آهٍ يالهذه النظرات المستفزة، حتى عندما اهرب لأختبئ فيك تجدني..
- الثاني عشر من يناير
أسرة بيضاءُ، بساط ابيض و طلاء ابيض، اردية بيضاء، لا ألوان لا حياة هنا، لا شيء من الممكن ان يكون مؤلوفاً في زمنٍ ما، لا أعداء ولا أصدقاء، فقط انا و صديقي و الابيض بيننا، آه من هذا الابيض المحتال
ارى فيه بريقاً يعميني عن الرؤية، رؤية من اعتدت رؤيته
تدخل أحيانا تلك السيدة، تبدو كأنها طبيبة او ماشابه! تطلب مني أن اتبعها في هدوء! أتراني مجنونة لتطلب هذا؟ اتعتقد اني سأعضها او ارميها بما في يدي!
أين أنا يا ترى!
ندخل لغرفة بيضاء مماثلة أخرى
لكنها تختوي على جهاز يشبه ذاك المستخدم لتخطيط القلب و العديد من المجسات، و الاجهزة، أين انا يا ترى
لا اذكر كيف وصلت هنا، اذكر فقط تلك الليلة كان موعد النوم، على غير عادة قطعت أحاديثنا امي عندما دخلت و خلفها أبي، حدقا بنا كثيراً، او بي فقط لا أظن ان صديقي كان مرئياً او هذا ماكان يقوله على الاقل، عندما كان يهدئني في الصباح عندما تعد امي الافطار ولا تضع له صحناّ على الطاولة معنا..
حدقا بي و استمرا في ذلك كان في نظراتهم حزن شديدو أسى لم أفهم منه شيئاً
حتى دخلت تلك الممرضة خلفهما، و كانت بيدها حقنة و ثم فعلتها، و لم أعي شيئاً من وقتها! كيف و ماذا ولما؟
أين انا يا ترى؟

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 20, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

في حين سهوٍحيث تعيش القصص. اكتشف الآن