الفصل الثالث
الحياة رحلة قصيرة، لاداعي لأن يتغلب حزنك، فأنت ستعيشها مرة واحدة، لذلك اصنع فرحتك بنفسك، لا تنتظر سعادتك من أحد ولكن اذهب إلى حيث عنوان السعادة ....
...................
في إحدى المستشفيـات الخاصة....
دكتور جاسر، محتاجين حضرتك في غرفة 509، كانت تلك الكلمات التي تفوهت بها الممرضة بعد أن أذن لها بالدخول
جاسر بهدوء: تمام، اتغضلي حضرتك، وأنا جاي وراكي
تركته الممرضة بهدوء مثلما أتت بهدوء، عاد جاسر إلى وضعه الطبيعي، والحزن مستوطن عيونه، رن هاتفه، ألقى نظرة سريعة قبل أن
جاسر بهدوء: ست الكل، أخبار صحتك ي أمي.
الأم وهي تدعي "زهرة": أنا بخير ي حبيبي، أهم حاجة انت أخبارك ايه!!!
جاسر بهدوء: انا تمام طول م انتم بخير، متنسيش معاد الأدوية بتاعتك، وسلمي لي على اللمضة الصغيرة لحد م آجي ان شاء الله.
الأم بهدوء: إنت راجع قريب!!!
جاسر: ايون، انا هسيب المستشفى هنا، أسبوعين بس هظبط فيهم أموري، وان شاء الله اللي فيه الخير يقدمه ربنا.
الأم بحنان: ماشي ي حبيبي، ترجع لنا بالسلامة، مش عايز أي حاجة ابعتها لك آخر الأسبوع
جاسر: تسلمي ي أمي، في رعاية الله ي حبيبتي
الأم: مع السلامة ي حبيبي.
أغلق جاسر الهاتف، توجه إلى خارج المكتب، ذاهبا إلى تلك الغرفة، عاقدا العزم على العودة سريعا، حتى يتمكن من تحقيق ما يرغب.
.......................
في فيلا الراوي...
وخصوصًا في غرفة فهمي، كان يتأمل صورة قديمة تجمعه بزوجته الراحلة مع طفلهما هاشم، كم تمنى أن تعود تلك الذكريات ليعيشها كما هي دون وجود طمع في امتلاك كل شيء، ولكن بعد كل ماحدث لايستطيع أن يرفع نظرة لأحد ف هاهو قد انتهى ماضية، وسيولد من جديد بفتح صفحة جديدة مع الله حتى تُغفر ذنوبه، قطع شروده صوت رنين الهاتف، ألقی نظرة سريعة ثم فَتح الاتصال.
فهمي: أخبارك ي.....
قطعُ حديثه بتلك العبارة"لو حابب تصلح غلطك، وترجع ولادك لحضنك تاني، قابلني في المطعم اللي كنا بنتقابل فيه زمان" بعدها سمع صوت انتهاء المكالمة.
احتار فهمي أيذهب أم لا؟؟ ولكنه عقد العزم لمعرفة ما سيحدث، فكل مايريده هو مسامحتهم وفتح صفحة جديدة عنوانها الحب لا الطمع.
................
في شركة ميرا..
كان مراد يراجع إحدى العقود قبل توقيعها، حينما أتت إليه رسالة"مستنيك في المطعم اللي قدام الشركة متتأخرش، يإما هطلع لك"
قرأ مراد الرسالة أكثر من مرة، وعلامات الاندهاش حطت على وجهه، فهذا رقم غير مسجل، أيعقل أن تكون ميرا! لا فالكلام بصيغة المذكر، قرر الذهاب حتى يرتاح من تلك الوساوس.
بعد مرور بعض الوقت ذهب مراد إلى المطعم، جال بنظره حتى وجد شخصًا غريب ولكنه مألوف يعتقد أنه رآه من قبل، ولكن أين لا يتذكر، جلس مراد بعد أن ألقى التحية،
مراد بهدوء: ممكن أعرف مين حضرتك!! انا حاسس إني شوفتك قبل كدا، بس فين مش فاكر!!
"انا حمزه" قالها حمزه بابتسامة، طبعا مش فاكرني لأننا تاني مرة نتقابل، أول مرة في فيلا الراوي،
مراد بتذكر: صح الكلام، بس ليه مطلعتش نتكلم في المكتب فوق، بدل المطعم
حمزة بهدوء: لأن فوق مكان شغل، مش عايز الموظفين يشوفوا مديرهم وهو بيضرب، ولا ايه رأيك!
مراد ضاحكا: في دي عندك حق، البرستيج يضيع
حمزة بهدوء: نتكلم جد، انا جاي لك بخصوص ميرا، ومش....
قاطعه مراد بهدوء: الموضوع دا يخصنا انا وهي محدش له حق يتدخل في الموضوع.
حمزة بهدوء: انا عارف كلامك كويس وعارف انك هتقول كدا، بس انا هقول لك حاجة بسيطة وبعدها انت تحكم، وبالفعل قص عليه حمزة كل ماحدث بينه وبين نسمه وتدخل ميرا لإنقاذ تلك العلاقة.
كان مراد يشعر بالفخر مما يسمعه، حبيبته فعلت كل هذا؟؟ متى كبرت تلك الصغيرة!! وأصبحت تخطط لكل هذا، نشرت الفرحة وأعطت لحياتهم طعما، وحياتها أصبحت كالصبار.
حمزة بهدوء: ودا كل اللي ميرا عملته، وطبعا لازم اساعدها.
مراد ببرود: خلصت، مكنش لازم تحكي عن انجازتها، لأن انا اللي هقرر مش أي حد تاني.
حمزة بعد تداركه الأمر بفطنته قرر إلقاء القنبلة: لأ انا مش بحكي إنجازتها علشان انت ترجع لها، أنا بقول كدا كتمهيد اني بطلب منك تعجل من الطلاق لأني قررت اتجوز ميرا، وطبعا مسموح لك تزور ابنك في أي وقت.
وكأن كلمات حمزة كانت كالقنبلة، تحولت ملامح مراد من البرود إلى الحزن، الغضب، العصبية، من هذا الأبله؟؟ كيف يطلب منه أن يطلقها!! هل يستطيع أن يتخلى عن حبيبته!! لا لقد أخطأت أيها الحمزة.
حمزة بابتسامة: طالما بتحبها كدا متضيعهاش من ايدك لأن وقت الندم بيبقى صعب، سلام ي مراد
قال كلمته الأخيرة بعد أن وضع يده على كتف مراد، ثم ذهب إلى وجهته، أما مراد مازال جالس بمكانه لايعرف ماذا يفعل، ولكن قريبـــــــــــا سيكون وقت الفعل.
......................
في منزل سهام ومراد....
كانت سهام تتابع إحدي المجلات، ولكن عقلها مشغول في حل تلك المشكلات، رن الهاتف، وجدت رقم غير مُسجل لديها، وبعد محاولة واثنتين وثلاث قررت الإجابة.
سهام: الو!!
المجهول بعصبية: ايه ي سهام لازم ساعة علشان تردي
سهام بتساؤل: مين معايا!؟!
المجهول: أنا ..... ي سهام، مش فاكرة ولا ايه؟
سهام بخجل: أسفه والله بس الرقم مش مُسجل عندي علشان كدا مردتش، المهم ايه الأخبار.
المجهول: متقلقيش انا كلمت فهمي، وهقابله قريب جدا، ولو هو ندمان زي م انت قولتي يبقى لازم يساعدنا، لأن هو اللي هيفيدنا كتيييير
سهام بشرود: هو هيمسك فـي الفرصــة، صدقنـي، دايمًا مش بيحـب يـطلع خسران، بس هو اللي هيختار بـقى.
المجهول: تمام وانا هـكلمك تاني علشان اقول لك اللي حــصل، ســلام
سهام بشرود: ســـــــــــلام.
بعد أن أغلقت الهاتف، سهام لنفسها: نـهايتك قربت ي ممدوح بيـه، ودا هدوء م قبل العاصفة، صدقني أنـا هندمـك على كـــــل حــاجة عملتها بس كــله بـأوانه.
....................
في الـكافتيريا الـخاصـة بشـركـة ميـرا....
كـــان يراقبها من بعيد، حـركات وجـهها، ابتسامتها، ضحـكتها، انفعـالـها في الهاتف، كـم يعشق تلكـ الفتـــاة، فـهي حـبيبتــه، وسـتكون زوجـته الـمستقبيلة قـريبـــــــــــــــًا، لـمحته من بـعيد ولـكن تـجاهلته تـــمامًا، وَجــد كيف أدارت وجـهها، لـــذلـك قـرر أن يــذهب لـمحادثتها.
مـحمـد بهـدوء: أخبــــــارك يـــــ هنـــد؟؟
هنــــد بهــدوء مسلطـة نظــرها علــی نقطـة خلفـه: تمام الحمد لله، انت ايه اخبــــارك؟
مـحمـد بهـــدوء: بقيــــــت كويــــس لمــا شوفتـــك
هنـــد بحــزن متجاهلــه النظــر فـي عينيــه: لـو سمحــت أنــا لازم أمشــي.
تتجـــــــوزيـنــــــــــــــــــــــــــــي يـــ هنـــــد؟؟ قالهــــا محمــد بحـــب.
هنــد بألــم: للأســــف مـش موافقــة يــ أستــاذ محمــــد.
محمــــد بحــــــــزن: ليــــــــه؟؟؟
هنــــــد والـدمـوع قـد أخــذت مجـــراهـا: لأنـك عمـرك مـا هـتفهم. ثـم تركتــــه ورحلــــــت، رحلـــــــت ومعهــا مفتــــــــاح سعـــادتــه، رحلــــت وتحــطم قلبـــــــه برفضهـــــــا، وتحطـم كبريــاء متبقــي بســـبب رفضهـــــا، فهــي تحبــه ولكنهــــا تخشــی قــربه، فـقربـــه عــذاب، وبعـــده جحيــــــم، لكـن الـی متـي ستصمـد؟؟ وهــل سيتغـلب الكبريـــاء أم أن قلبهـــا سيعـلـــن عصيـانه؟؟
..........................
كانـت شمــس تقـود سيـارتها متجهـه الـی النـادي، حينمــا سمعـت صـوت الهـاتف معلنًا عن رسـالـة جـديدة، فتحـت الرسـالـة، قرأت فحواهــا سريعــًا وابتسامـة خبـث قـد رسمــت عاـی محيـــاهـا،
شمـس بهــدوء: دلوقـت جـه وقـت العقـاب.
...................
#يتبع_
#أسماء_رمضان
أنت تقرأ
وعـدي ووعيـدي"ج2 أزمة نسب"..أسماء رمضان
Romanceكل مايحدث في حياتك لا يشترط أن يكون سيء، بالعكس بعض الأزمات تحدث لكي تعرف من معك ويريد مصلحتك، ومن يعتبرك جسر لهدف معين، هكذا كان الحال مع الأبطال، مشاكل ومكائد، حزن، وحرب، وعلى جميع الأطراف أخذ ما يلزمهم، استعدادًا بتلك اللحظة، فلا يشترط أن من يبتس...