أعرفكم نفسي أنا (آمنة) فتاة في السادسة و العشرين من عمرها ، عشت في طرابلس حتى العشرين من عمري ثم انتقلت للعيش في لندن.
في لندن كونت العديد من الصداقات و لكن كنت متحفظة قليلا مع البعض , و على الرغم من تعرضي للكثير من المضايقات بسبب حجابي كنت استمر بلبسه و الخروج به.
: آمنة ، لا تنسى أخد طعامك معك يا عزيزتي.
: حاضر يا أمي لن أنسى ذلك بكل تأكيد.
"ههههه" لابد أن واضح أن هذه امي إنها انسانة رائعة و تهتم لأمري حتى بعد أن صرت ادرس في الجامعة ، إنها تظن أني لازلت صغيرة و الوضع هنا مختلف عن طرابلس.
ذهبت بعد ذلك للكلية كما في كل يوم لتستقبلني "ليزا" بضحكاتها التي تشعرني بالهجة ، فهي صديقة عزيزة لدي كما لو كانت اختي
: آه يا الهي أتلاحظين ما ألاحظه يا آمنة؟
: لا ، لا أرى شيئا.
كم أنت جافة ، متى سيتغيرين انظري للعالم من ناحية اخرى غير ناحية الكتب
ما هو ؟ ما بك لا تغضبي ، إلى ماذا تريدين مني أن أنظر؟
: أنظري .. ذلك الشاب الا تحسين انه مركز عليك منذ ان دخلتي؟
نظرت إليها بشفقة و قلت: لست من المهتمين بهذه الأمور سامحيني ، ثم إلى ما سينظر فيَ؟
فنظرت إليَ بنفس الطريقة و قالت: سوف يأتي يوم و تهتمين أعدك بذلك.
فضحكت ضحكة عميقة و سحبتها و واصلنا السير، دخلنا القاعة و بدا الشرح الطويل في بعض الاحيان يصيب التعب رجلي و يكاد النعاس يغلبني، فمع كل ذكائي و محافظتي على دراستي الا انني امل بسرعة، كان يجلس خلفنا "مايك" و هو صديق لنا أنا و ليزا، و هو شاب مشاكس يحب افتعال المشاكل ولكنه جيد في الدراسة مثلي و مهذب مع الذين يحترمونه على الأقل. في البداية كنت منتبهه جيدا ولكن بعد ساعة تقريبا شعرت بالتعب حقا فقررت المزاح مع ليزا ، فقمت بقرصها ، فصاحت ااااييي، لم اتوقع منها منها فعل هذا، فطلب منا الدكتور الخروج و تعهدنا بعدم حضور محاضرة اخرى له نحن دائما نزعجه فمن حقه فعل هذا، فلم اخرج حتى اخرجت مايك معنا ايضا، بدا غاضبا منا لاننا اخرجناه معنا،
ليزا: انتظر يا رجل إلى أين تذهب نريد الاستمتاع معا
فالتفت عليها و صرخ: يا الهي دعاني و شاني، كنت منتبها فما دخلي بكما ها ،
فقلت: ههههه ، هذا كذب لم تكن منتبها أبدا ، كنت على وشك النوم يا عزيزي ،
فصمت لحظة ثم وضع يديه على راسه باسى و قال: كم أكرهكما .... ،
ليزا: هذه أيضا كذبة ، توقف عن الكذب أفضل لك ،
ثم ضحكنا جميعا ، و اتجهنا عن بعض الشخصيات ، و جلسنا بجانبها و كان الجو جميلا جدا فقطرات الندى تتلعب قوس قزح صغيرا في الهواء ،
مايك: ماذا سنفعل الان بعد خروجنا، اليس بقاؤنا في الداخل كان أفضل من تسكعنا هكذا ،
فقلت: نحن لا نتسكع بل نشم الهواء المنعش ، ألم تتعب من الجلوس ،
مايك: نحن جالسون أيضا هنا ما هذا الهراء!
ليزا: ههههه أنت تتواصل في النهاية هذا كل شيء في الموضوع ،
: علينا الاستمتاع بالحياة من الحين و الآخر ، و نسيان الدراسة ،
مايك: لم أعرف إلى أي صنف أصنفك يا أمنة أنت غريبة ، تحبين الدراسة و لا تحبينها في آن واحد ،
فضحكت و قلت: انا واضح جدا ما الغريب فيا، بنت تحب التسلية لا اكثر،
ثم قررت الذهاب لأشتري بعض علب العصير، استأذنتهما و ذهبت مسرعة إلى الكافيتيريا، كانت غير مزدحمة فجميع الطلاب حاليا في القاعات، لم يكن فيها سوى شاب و عامل التنظيف فطلبت ثلاثة اكواب , فجلبهم لي ذلك الشاب الذي تكلمت عنه ليزا في الصباح ، استغربت قليلا فقد ظننت أنه طالب ، و لكن تبين انه يعمل هنا و لا يدرس ، فسألته
: ألست طالبا هنا؟
فأجاب: بلى ، أنا طالب و أعمل في نفس الوقت؟
فقلت: لا ليس غريبا أبد ،
فقال: لون عينيك جميل ...
آه ، ماذا يقول
فقلت: شكرا على إطرائك و لكن في لندن هناك الكثير من الفتيات يحملن نفس لون عيني فلا داع لقول هذا؟
فقال: أنا أراها بخصوص .... ،
فقلت: شكرا جزيلا ، أتمنى أن تعطيني ما طلبت و تتركني أذهب فصديقاي بانتظاري ،
فقدمها لي ، و تعمد لمس يدي لحظتها فالتفت لاذهب فسمعته يهمس لي باسمه و عاود القول باني جميلة و عيناي رائعتان ، و في طريقي ل ليزا و مايك , فكرت كثيرا في الذي قد يريده مني، و لكن أبعدت كل الأفكار السيئة و صنفته على إنه مجرد شخص تافه يحب العبث لا أكثر.
ليزا: ما بك تأخرت هكذا ،
: آه آسفة حقا ،
جلست بجانبهما و بدانا نتكلم عن مواضيع مختلفة و نضحك , المهم لنمضي الوقت سريعا، و بعد انتهاء كل محاضراتنا لليوم، ودعنا بعضنا البعض و ذهب كل واحد لبيته.
... يتبع
YOU ARE READING
مذكراتي: حب من النوع الممنوع
Humor" ما الحب الا جنون " واحدة من اشهر المقولات التي قيلت عن الحب و هنا اجسد لكم معناها في هذه الرواية التي تدور احداثها حول فتاة عربيه تقع في غرام شاب اجنبي و يعيشان معا اجمل صور الحب , و لكن الشاب يقرر الابتعاد عنها فجاة , و هي تدرك ان اختلاف دينهما...