الراوي

47 2 2
                                    

ليت كل الروايات التي أكتبها تشبهك أنتِ يا حبيبتي ، حينها كنت سأصير الكاتب الأشهر على وجه تلك الأرض ، أي كتابات تلك التي يمكنها أن تكون في جمال عينيكِ الساحرتين ؟ أي بلاغة تلك التي ستصور شعرك المغزول الثائر الذي كلما رأيته رأيت خيطان الشمس تلمسني حتى ولو كنا في في طيات الليل ؟ أي لحن يمكنني أن أصيغ كلماته ليشبه صوتك الرقيق الذي ستخجل أي آلات العزف أن تتحدث في حرمه ؟ لا يمكنني أن أكتب شيئا يشبهك ولكنك هنا ملكي وحدي تخبريني دوماً أن كل شئ سيكون على ما يرام ، لكني يتملكني الخوف كثيراً ، الخوف من كل شئ وعلى كل شئ ، إنهم يلاحقونني دائماَ لأني أصبحت أعرف عنهم الكثير ، لم تكن الملفات التي وجدتها مجرد ملفات عادية إنها ملفات أرواح قد أزهقوها سدى ، بلا ثمن ، ككلاب أزعجت المارة فتخلصت منها الشرطة وإنتهى الأمر .

أتعلمين يا جميلتي أنا ما خفت من شيئاً أبداً ، وما فكرت كثيراً قبل أن أعلن عن تلك الملفات إلا لقلة حيلتي في حمايتكما ، لكني اليوم تواصلت مع أحد الأشخاص ، أثق به ثقة عمياء ، لما لا وهو صديقي منذ الصغر ، نشأنا وتربينا معاً ، كانت أمي كأنه أمه تماماً ، لا توافق أن تأتي لي بالطعام إلا حينما يصل للبيت ونأكل سوياً ، ولا أذهب مكاناً بدونه ، كان يحميني وكنت أحميه من كل شئ ، الآن استعدت الذكريات ، كان لنا صديقاً ثالثاً كظلنا ، لكنه كان يحبني أكثر من أدهم ، كان دائماَ يخبرني أنه لا يستريح له كثيراً ، لكن كنت أعارضه دوماً ، فـ أدهم كان كأخي وأكثر .

أدهم سيعد لنا أوراق بأسماء جديده تساعدنا في السفر إلى تونس هناك سوف نكون بمأمن من هؤلاء القوم وهناك يمكنني أن أواجه الجميع بأفعالهم وأفضحهم جميعاً ، إطمئني تماماً يا حبيبتي سأفعل كل ما بوسعي لحمايتكِ أنتِ وصغيرنا

*** ****

الثلاثاء 20 يناير 2010 ـ بيروت - جريدة النجوم والحياة

وصل آسر الجريدة متأخراً كعادته ولكن كل من يلقاه كان يخبره أن رئيس التحرير في إنتظاره ، وصل مكتبه مسرعاً وضع كاميرا وحقيبتين كانتا في يديه والتفت ليخرج إذا بزميلته هدى تلحق به

- آسر ، ان رئيس التحرير قد سأل عنك حوالي عشرة مرات ماذا يحدث ؟

- لا أعرف يا هدى ، لقد أخبرني الجميع بذلك ، لكن لا تقلقي لو كان الأمر خطيراً كان سيتصل بي هاتفياً ويتعجلني في الحضور ، لكن طالما وأنه لم يفعل فالأمر غير مقلق .

هنا ابتسمت الفتاه ابتسامة اطمئنان كان تخفيها ملامح التوتر والقلق ثم قالت

- يعجبني دوماً تفسيرك للأمور بشكل منطقي ، دائما ترى الأمور من وجهة نظر تختلف عن الجميع و حينما أستمع إليك أجدها منطقية ومرتبه للغايه

إبتسم آسر إبتسامه هادئه قد عرف بها لدى الجميع ثم استأذنها للذهاب إلى رئيس التحرير

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 09, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مع الراويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن