في داخل قسم الشرطة
في مكتب الضابط " منتصر "
كان يحمل بين يديه صورة لصديقه المرحوم وهو يتأملها بشدة ...قطعه من شروده طرقات خفيفة على باب مكتبه
سمح للطارق بالدخول وما زالت عينيه على الصورة بيده ...دخلت بخطوات خفيفة وقدمان ترتجفان من الخوف ، فهذه هي المرة الأولى التي تدخل فيها إلى قسم الشرطة ولكن الضرورة دعتها لذالك ...
أمسكت حقيبتها بشدة وهي ترى ذلك الضابط المغرور لم يلتفت إليها حتى وعينيه على شيء ما في يده ...
تنحنحت بخفه وهي تقول بصوت ناعم :
" السلام عليكم "نزلت تلك الكلمات على مسامعه كأنغام موسيقيه جميلة ، رفع رأسه ورأى أمامه فتاة أقل ما يقال عنها جميلة ، حتى هذه الكلمة ربما تظلمها ...
فتاة تقف وهي مخفضة الرأس ، ترتدي عباءة سوداء
كعباءات النسوة الكبيرات لا تليق بفتاة مثلها ، وحجاب أسود أظهر بياض بشرتها الجميلة ، وتمسك بيدها حقيبة صغيرةخرج صوته متحشرجا بعض الشيء وهو يقول :
" وعليكم السلام ، خير يا أنسة ؟ "رفعت عينيها بتلقائية شديدة ليظهر أمامه بحر عينيها الزرقاء وفم صغير ، وأنف مدبب صغير
هتفت بتلقائية ودموعها بدأت بالنزول :
" أنا تعبت يا باشا منه ، مش سايبني بحالي ، مش كفاية موت ابويا وامي ، وده جاي علشان ياكل حقي وياخد البيت مني "إنتبه لحديثها بشدة ودموعها تلك نزلت كسيف على قلبه لا يعرف لما السبب
هتف بجدية :
" اقعدي وارتاحي وفهميني بالراحه "جلست على ذلك المقعد خلفها وهي تمسح دموعها بطرف عبائتها كطفلة بريئة
ثم تحدثت قائلة :
" ابويا وامي ماتو يا باشا وسابوني لوحدي ومفيش عندي غير بيت أبويا يحميني من غدر الدنيا دي ، بس بس عمي هددني إنه هياخد البيت مني ويجوز إبنه فيه ، وهياخدني أخدم ببيته "جحظت عينيه بصدمة ليخرج صوته عاليا :
" إيه المتخلف ده ، هي الدنيا سايبه ولا ايه ، خلاص أهدي انتي وأنا هتصرف "وبتلقائية توجهت ناحيته وأمسكت بيده لا تعرف كيف ولكن خوفها جعلها تفعل ذلك لتقول بخوف ورهبة وبكاء :
" أرجوك يا باشا ، متقولوش إني جيت أشتكي عليه ده هيقتلني "نظر إلى يدها الصغيرة التي تمسك بيده وشعر بشعور غريب في قلبه
ليتحدث بجدية وهو يترك يدها :
" احم ، ايه يقتلك دي ، ده أنا امحيه عن وش الدنيا ، اهدي بس وقوليلي عنوانك وعنوان عمك ده
واسمك "هتفت بسرعة وخوف :
" اسمي ملك يا باشا "وكأنها أخذت من إسمها نصيب " ملك " وهي كالملاك بالفعل ...
تنحنح من جديد وهو يقول :
" خلاص إطمني يا أنسة ملك ، أن شاء الله حقكك هيرجعلك "اومأت رأسها وإبتسامة باهته ظهرت على وجهها
ثم شكرته وإنصرفت إلى مصيرها
ولم تكن تعلم ما ينتظرها هناك ......
أنت تقرأ
بين إمرأتين - كاملة -
Romantikحينما تجتمع الصداقة الحقيقية مع الحب ❤تولد حكاية نادرة من نوعها