الجزء الثاني

1.7K 34 4
                                    

صرت أسمع نبضات قلبي، كانت عالية جدا بالنسبة لي.
وبعد صمت دام على الأقل دقيقة ،التي شعرت بأنها ساعة ،تحدثت الطبية مجددا بملامح جادة وهادئة.
-"هند، أرجو أن تهدئي وتسمعيني جيدا "
ارتعش جسدي وقلت لنفسي.
-(ماذا؟ لا أريد أنا أسمع! ماذا ستقول ؟ لا ،لا أريد!)
-"هند،أنت مصابة بحمل كاذب!"
شعرت حينها كأن صخرة وضعت على قلبي، أحسست بألم في معدتي،وحاولت أن أتحدث لكن لم تخرج كلمات. كانت شفتاي تتحرك من دون صوت. وفجأة وقفت و صرخت على الطبيبة.
-"ماذا؟!ماذا تعنين بذلك؟أنت تكذبين !لقد أتتني كل أعراض الحمل!)
كانت الطبية صامتة وتعلوها علامات الشفقة.
حينها أمسك بي زوجي .
-"اهدأي يا هند، لنسمع حديثها حتى النهاية!"
خارت قواي، وارتميت على الكرسي، تنهد زوجي عندما رأى حالتي. واستأنفت الطبيبة حديثها.
-"الحمل الكاذب هو شعور كاذب لدى المرأة بالحمل، يحدث مع تعاظم رغبتها الشديدة في أن تصبح أما"
ثم توقفت الطبيبة مجددا ونظرت إلي ثم أكملت.
-"هل تعرضت لضغط نفسي شديد من قبل يا هند؟"
بعد سؤالها تذكرت صورة ابني ذا السبعة أشهر في ذهني.وكيف أنه مات في صغره .
نظر الي زوجي وعرف أني لم أستطع الجواب فتحدث عني.
-"لقد كان لدينا طفل لم يبلغ السنة بعد، كان قد ولد بمرض في رئتيه ولم يستطع الأطباء انقاذه بعد ان تعرض لنوبة حادة"
تنهدت الطبيبة.واستمرت في الحديث هي وزوجي.
-"هذا ما حدث اذا"
-"هل لهذا الأمر علاقة بذاك؟"
-"أجل، فالعامل النفسي من أسباب الحمل الكاذب.غالبا ما تعاني النساء اللاتي تعرضن لضغوط نفسية شديدة منه"
فقط عندها طرق الباب.وقال صوت من خلفه.
-"أيتها الطبيبة، مريضتك التالية تنتظرك"
-"حسنا"
ثم نظرت الطبيبة الينا وقالت.
-"آنا حقا آسفة ، ولكن يجب ان أستقبل من بعدكم"
-"حسنا"
أمسك زوجي بيدي الباردة وساعدني على النهوض وخرجنا.
كنا نمشي في نفس الممر الذي أتينا به ولكنه كان مختلفا.بالرغم من أنه مطلي بالدهان الأبيض الا أنني رأيته مظلما. شعرت بجسدي ثقيلا في كل خطوة أخطوها.كنت أسمع تلك الأصوات العالية التي سمعتها في طريق الذهاب كهمسات بعيدة في أذني. فقط حينها، كان هناك صوت امرأة أعلى من بقية الأصوات.سمعتها تقول وهي تحدث صاحبتها بينما يمران بقربنا.
-"هذا حقا مزعج جدا!. انه الطفل الرابع لي، زيادة على ذلك ولد، أنا لا أحب الأطفال لكن زوجي سعيد بهذا!"
توقفت عن السير ، أحسست بدمي يغلي في شراييني، أحسست أني لم أكن في وعيي، عندما  أصبحت بوعيي فجأة كنت ألهث بقوة .كنت فوق تلك  المرأة، وكنت أخنقها بقوة بينما تعلو وجهها علامات الخوف...

أريد طفلا!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن