" الفصل الثالث عشر "

9.2K 286 11
                                    

جالسة على ذلك المقعد الخشبي في إحدى المطاعم التي تطل على البحر شاردة الذهن ، تميل رأسها على مقعدها بدون إهتمام وعينيها معلقة على موجات البحر التي أخذت تتضارب بقوة نتيجة تغير الطقس الذي كان يوشك على الإمطار ...
أخذت تشدد على إحتضان نفسها بقوة تستمد بعض الأمان والدفىء ... دفىء قلبها الذي إختفى فجاءة ليحل محله البرود ... فقد البرود !

تناولت ذلك الفنجان الذي كانت تتصاعد من خلاله الابخرة الحارة تستمد منها دفئا أصبح الوصل له أمرا صعبا ..... بل مستحيلا

إرتشفت بعض قطرات القهوة بهدوء ثم وضعته مكانه  ، لتعيد وتميل نفسها على مقعدها وهي تنتظر قدومه ... !!

أخذت تتذكر كيف طعن قلبها ملايين الطعنات وهي تتلقى كلمات صديقتها على مسامعها كأنها حبل ويود خنقها حينما إعترفت صديقتها بأنها تحب حبيبها !

فلااااااش باااااك

ثم أكملت بضحك :
" بس لدلوقتي يختي مقولتليش من ده ؟ "

همست بخجل يشوبه الكثير من الحب :
" مصعب " .......

جحظت عينيها بصدمة حقيقية وكأن أحدهم قد صفعها صفعة أودت بحياتها
تحدثت بصوت متقطع وهي على وشك الإنهيار :
" م مصعب م مين ي يا و ورد ؟ "

إبتسمت ورد إبتسامة واسعة وهي تهتف :
" مصعب الأسيوطي مديرنا بالشغل ، يا بنتي مالك ركزي معايا "

وكأنها أصبحت تمثال متحجر بدون روح
وأي روح هذه التي ستكون بعد اليوم
صديقتها وأختها التي لم تلدها أمها
تحب من خفق قلبها لأجله
ماذا ستفعل .... ماذا ؟؟

همست لها ورد عندما رأتها على تلك الحالة بجدية :
" إنتي كويسة يا حبيبتي ؟ "

اومأت زين وكأنها أصبحت ألة بلا روح
في حين تابعت ورد كلامها وهي تدوس على قلب صديقتها بدون قصد او معرفة :
" تفتكري يا زوزو هو بحبني زي ما أنا بحبه ؟ لا لا أكيد بحبني ، نظراته ليا بتقول إنه بحبني "

ثم تابعت وقد بدأت دموعها بالنزول :
" تفتكري يا زين إني هتجوزه في يوم ولا هموت قبل ما أشوف اليوم ده ؟ "

نظرت لها زين نظرات ضائعة لا تقوى لا الكلام
لتتابع هي كلماتها التي كانت تصيب زين في مقتل :
" تفتكري إني هقدر أكون ام في يوم ؟ "

أمسكت زين بيدها بقلب ميت وهي تقول :
" ربنا كريم يا ورد ، وإذا كاتبلك تتجوزي مصعب هتتجوزيه غصب عن الكل "

ثم توقفت عن الكلام عندما تحشرج صوتها من شدة العبرات التي كانت على وشك السقوط

لتتقرر قرارا حاسما على رجعة فيه ... !

نهااية الفلاااش باااااك

دموع ودموع ... تلك كانت حالتها بعد أن تذكرت ذلك الموقف الذي حطمها لأشلاء صغيرة

بين إمرأتين  - كاملة - حيث تعيش القصص. اكتشف الآن