عادت إلى منزلها تجر بقايا قلب تحطم ولم يعد قادرا على الصمود ... وعينان تورمتا من كثرة البكاء
وجسد سينهار قريبا ...شاهدت والدتها تجلس بجانب ملك وهن يتبادلان أطراف الحديث بسعادة ...
نظرت لهن بضياع وكم تمنت أن تمتلك نصف سعادتهما ... ولكن أين هي من السعادة ... !!
رفعت والدتها نظرها لها بصدمة من منظرها
وبخطوات سريعة توجهت نحوها بلهفه قائلا :
" زين مالك يا بنتي ؟ "وبصوت ضعيف لا تعرف كيف خرج منها :
" تعبانه يا ماما "أنهت جملتها تلك وهي ترى الحياة قد أقفلت عليها وتلاشت النظرة أمامها لتسقط مغشيا عليها في نفس وقت وصول منتصر إلى البيت ... !
تلقفها بين يديه بلهفه شديدة
في حين أسرعت ملك إلى المطبخ وهي تأتي بكوب من الماء ...أخذت السيدة مها تقرأ عليها بعض آيات القرأن وهي على وشك البكاء
في حين تناول منتصر الكوب من زوجته وبدأ يرش على وجهها بعض القطرات التي سرعان ما بدأت تستعيد وعيها ببطئ ...هتفت والدتها بجدية وخوف عليها :
" إتصل بالدكتور يا منتصر "لتخرج كلمات متقطعة قائلة :
" ملوش لازمة يا ماما أنا كويسة بس شكلي بردت شوية من الجو مش اكتر ... "تحدثت ملك بخوف عليها أيضا :
" بس وشك أصفر يا زين ، خلينا نجيب الدكتور ونطمن عليكي أحسن "حاولت جاهدة إظهار شبح إبتسامة على وجهها لتهتف بمرح مصطنع :
" يا جماعة انا اهووو زي القردة مفيش حاجه ، بس ساعدني يا منتصر أروح غرفتي معلش "أجابها بجدية :
" إنتي كويسة يا زين ؟ "هتفت بكذب :
" اه كويسه "حملها بين يديه كطفلته الصغيرة وتوجه بها ناحية غرفتها في حين أسرعت والدتها بإعداد الطعام لها
وبمجرد خروجه من غرفتها
حتى سمحت العنان لدموعها بالنزول بغزارة وهي تضع يدها على قلبها الذي يؤلمها بشدة ...." تضحية بقلب ليحيى قلب أخر "..... !!!
************************
جالس في مكتبه ينظر إلى الاشيء وهو يتذكر كلماتها التي لا تفارق تفكيره مطلقا
لقد إشتاقها حد الموت
حد الهلال
وهي القاسية الأنانية التي لم تعد أيضا تأتي على عملها ... لقد حرمته أيضا من شرف رؤيتها والتأمل فيها ...يومان مرت عليه كأنهما سنتان .....
ضرب قبضته على سطح المكتب للمرة التي لا يعرف عددها .... ماذا تحاول أن تفعل تلك المشاغبة
تحرمه منها .... مجنونه
وهل القلب يملك الحق بأن يحرم الدم من الخوض فيه ... ؟؟ !طرقات خفيفة على باب مكتبه جعلته يهدأ بعض الشيء ...
دخلت بخطوات خجله وهي لا تقوى على رفع نظرها بعينيه ...

أنت تقرأ
بين إمرأتين - كاملة -
Romansaحينما تجتمع الصداقة الحقيقية مع الحب ❤تولد حكاية نادرة من نوعها