بين إمرأتين - كاملة -

" الفصل الثامن عشر "

حياة جديدة بدأت لأحدهم
في حين توقفت حياة الأخرى مغلقه قلبها للأبد ...

في منتصف الليل
إستيقظت من جانبه وهي في حاله يرثى لها
أخذت تبحث بعينيها عن علبة دوائها لتجدها مكانها على طاولة الزينة ...

نزلت عن السرير بخطوات بطيئة وهي تضع يدها على قلبها وتشعر بنغزاتها تكاد تقتلها ...

إلتقطت حبة الدواء بيد مرتجفة لتبتلعها بسرعة وهي تتبعها ببعض رشفات المياة الباردة ...

أغمضت عينها وقد بدأت دموعها بالنزول على حالها
عروسة بليلة زفافها تعاني ألم القلب
ذلك القلب اللعين الذي يعذبها كل يوم  ...

شعرت بأنفاسه خلفها لتفتح عينيها بألم وأخفضت رأسها سريعا من خجلها ....
في حين أمسك هو يدها وأجلسها بجانبه على السرير ليهمس أمام وجهها :
" أنا أسف ، كان لازم مقربش منك وإنتي
بالحاله دي "

هزت رأسها سريعا برفض وهي تتحدثت بصوت متعب بعض الشيء :
" أنا إلي أسفة ده حقك يا حبيبي ، معلش مش هقدر أكون زوجة طبيعية بسبب قلبي ... "

أسكتها بقبلة أعلى رأسها ثم تحدث :
" خلاص إهدي وتعالي نامي وإرتاحي "

اومأت برأسها وهي تصعد أعلى السرير وسرعان ما دفنت نفسها بين أحضان غطائها تبكي بصمت "

في حين خرج هو إلى خارج الغرفة يشعر بضياع شديد .... أخذ يزفر بقوة وهو يتذكر بأنه كان بين يدي إمرأة أخرى غيرها ....
ولكن هي إختارت ذلك فلتحتمل إذا ....

****************
جالسة على سجادة صلاتها وهي تحمل القرآن وتقرأ وعيونها متورمة من أثار البكاء
تبكي حالها الذي وصلت إليه
تبكي حبيبي أصبح وجوده معها أمرا مستحيلا ...
تبكي ليلة مرت عليها كأنها ليلة موتها ...

أغلقت القرأن ووضعته مكانه بهدوء
ثم إلتقط سجادتها ووضعتها مكانها أيضا ...

كانت على وشك الذهاب للنوم حينما سمعت باب البيت يطرق بعنف ...

توجهت إلى الخارج وهي ترى والدتها أيضا تخرج من غرفتها ....

فتحت باب البيت لترى منتصر في حاله يرثى لها من القلق والخوف ...

تحدث بصوت متقطع قائلا :
" ماما تعالي معايا شوفي ملك مش عارف مالها ؟ "

تحدثت والدته وهي تضع غطاء رأسها وتتوجه معه برفقة زين إلى شقته :
" يمكن وقت ولادتها يا منتصر ؟ "

دخل الجميع ليرو ملك تتلوى من ألمها
توجهت السيدة ملك ناحيته قائلة :
" مالك يا بنتي ؟ "

تحدثت بصوت منخفض والألم ينهش عظامها :
" هوولد يا ماما مش قادرة "

وبسرعة البرق كان منتصر يحملها بين يديه بعد أن ألبستها والدته عبائتها وحجابها
لتتوجه السيدة مها برفقتهما إلى سيارته وهي توجه حديثها لزين قائلة :
" بدلي هدومك يا زوزو والحقينا على المستشفى وجيبي معاكي هدوم لملك وللبيبي "