أومئت لها فردوس برأسها و إبتسمت إبتسامة مصطنعة مخفية بها حزنها الشديد، بادلتها بسملة الإبتسامة و خرجت، و بمجرد خروجها إنهارت فردوس وسقط قناعها غرست وجهها بالوسادة و بكت إلى أن وراها التعب و غرقت في نوم عميق...
فروادها ذلك الحلم الذي طالما رئته منذ أريع سنوات:
(هي و هو وحدهما مفترشين العشب بالحديقة يستمتعان بمشاهدة النجوم ....فجأة تصيح هي بفارس:فردوس:"شهااااب لقد مر شهاب الآن !!!! فارس تمنى أمنية هيااا ...أو لا ...توقف...! دعنا نتمنى معا و بصوت واحد هياااا !"
وضع فارس يده على فمها بلطف ليجيبها : "أششششششت....مجنونتي !! ستوقظين القصر بأكمله بصياحك هذا ! ههههههه ثم ما هذا الهراء عزيزتي؟ هل تؤمنين حقا بتحقق أمنية بمجرد نزول شهاب ؟"
لم يستطع بعدها تمالك نفسه أكثر و إنفجر ضاحكا
زاورته فردوس بنظرات الاطفال تلك، قارنة حاجبيها مكورة شفتيها بغضب:
" بل أنت من ستُفزع كل من في القصر بضحكتك هذه !! هيا كفاك ضحك و دعنا نتمنى بسرعة فارسيي ! فمادمنا نحب بعضنا بصدق أمنيتنا ستتحقق بإذن الله !
فارس:"حسنا صغيرتي لا تغضبي سنتمنى معا"
أمسك يديها و جمعهما بيديه ثم رفعهما متمنين معا بصوت واحد:
"نريد أن نشيخ معا يا الله")
.....................................................منذ أربع سنوات ......وصلت تلك الفتاة ذات 17عام إلى القصر لأول مرة، كانت تمسك يد أبيها و تنظر إلى القصر فاتحة ثغرها بدهشة كأنها طفلة في السابعة من عمرها، .......
فردوس:"أبي ما هذا القصر الرائع !!!! أنحن في عالم الأميرات !!........... هل سنكون ضيفين هنا حقا !!؟"
فرحات:"ههه، ...نعم يا إبنتي يجب علينا تلبية وصية أخي مفيد رحمه الله"
فردوس:" لم تخبرني من قبل أن لي عم متوفى يدعى مفيد يا أبي !"
فرحات:" إنه أخي بالرضاعة يا إبنتي كما أنه توفي عندما كنتي في الثالثة من عمرك، و لم تأتي الفرصة لأحدثك عنه، فمنذ وفاته و إنتقالنا من البلد لم يبقى لي أي وسيلة تواصل بعائلته سوى رسائل إبنه الأكبر أحمد الذي كان يشعرني بكل جديد، تواصلت رسائله لمدة عشر سنوات إلاّ أنها إنقطعت منذ إلتحاقه بجامعة الهندسة بإنجلترا، ..... إلى أن بلغتني رسالة منه الاسبوع الماضي أخيرا بعد أربع سنوات من الانقطاع:( عمي العزيز فرحات أنا آسف لانقطاعي عنك كل هذه المدة إلا أن إنشغالي عنك كان لشيء مهم .... نعم لقد حققت أمنية أبي رحمه الله أخيرا و أتممت بناء القصر، كما تعلم فقد ذهبت للدراسة بإنجلترا، و الآن أصبحت مهندسا معمريا ناجحا و أول مشروع فكرت به هو تتمة بناء القصر الذي طالما حلم أبي أن يكمل بنائه على أحسن وجه لننتقل إليه كعائلة واحدة، إلا أنه رحل قبل أن يحقق هذه الأمنية ...............
قد إنتقلنا حديثا للقصر و أردت لو تشرفنا أنت و عائلتك تلبية لوصية أبي المرحوم، أعلم أنك لا تستطيع ترك حياتك الجديدة و منصبك في ذلك البلد لتستقر معنا بالقصر ، لكن يفرحني لو تلبي دعوتنا و تمضي العطلة الصيفية حذونا رجاء !
بإنتظاركم على أحر من الجمر .............
إبن أخيك "أحمد غفّار")
لكنني أردت أن أجعلها مفاجأة لك لهذا لم أخبركي، هذا كل ما في الأمر يا إبنتي "
نظرت إليه بعينين دامعتين قائلة:
" إنها لقصة مؤثرة حقا....." ثم شدت على يده:
"هيا لندخل بسرعة أبيييي ! فأنا متشوقة جدا للتعرف على عائلة عمي و رؤية القصر من الداخل هييييا !!"
و إنطلقت بسرعة ترن الجرس كالأطفال، فجاء أحمد لإستقبالهم بسرعة:
أحمد:" يــــا أهلا و يــــا مرحبا بعمي فرحات لقد سررت جدا بتلبيتك لدعوتي......."
فرحات:"أهلا بك بني و أنا سررت برؤيتك، و كيف لا ألبي دعوتك ووصية أخي رحمه الله، أنا فعلا فخور بك لقد أصبحت مهندسا ناجحا ما شاء الله، إنه لقصر فاخر حقا "و إحتضنه.
أنت تقرأ
ثأر الزمن (بقلم أميمة )
Romanceفقدان عزيز عليه جعل منه شخصا بارد ذو قلب قاسي، و لقائه بها حوّله لعاشق مجنون، لكن صراعه بين ماضيه و حاضره، بين فقيده و حاضنه، و بين حبه و مرضه جعله ينتقم منها، و يشعرها بإحساس الفقدان مثله، فتركها جسد بلا روح، عذراء بلا شرف، وأنثى بلا عاطفة. " لك...