" الفصل الواحد والعشرون "

10K 283 4
                                    

وقفت أمامها تنظر لها نظرات متفحصة من أخمص قدمها حتى أعلى رأسها ...
لقد تغيرت كثيرا ... وجهها يبدو شاحب بعض الشيء وفقدت الكثير من وزنها إلا من إنتفاخ بطنها الكبير
من يقول بأن تلك هي ورد الفتاة التي كانت مفعمة بالحياة إلى أخر درجة ....
قلبها الضعيف يبدو أنه أصبح بمراحله الأخيرة
وهي أصرت أن تحتفظ بالطفل حتى تحصل على قطعة من زوجها ....

تقدم ناحيتها حتى وقفت أمامها مباشرة
ثم رفعت يدها تجاه وجهها وأخذت تتحسسه بكل حنيه وحب ....
في حين أغمضت الأخرى عينيها وهي سعيدة بذلك الشعور الذي ربما يكون أخر شعور لهما معا ... !!

همست بجانب أذانها قائلة :
" وحشتيني يا ورد ... وحشتيني يا أنتيمتي ... وحشني كلامك .... صوتك .... ضحكتك ... "

في حين فتحت الأخرى عينيها وهي على وشك البكاء من فرط مشاعرها التي أصبحت لا تستطيع أن تتحمل أكثر ...

تحدثت بنفس الصوت الهامس :
" وإنتي وحشتيني أكتر يا حبيبتي ، أرجوكي يا زين متسيبينيش مره تانيه ، متسافريش ... !! "

أومات لها برأسها فهي لن تتحدث أكثر في عودتها للعمل ام لا الآن. ..

أمسكت يدها وساعدتها على على السير حتى وصلت بها إلى الأريكة ...

جلست وأجلستها بجانبها
تحدثت زين بمرح :
" اليوم أنت هعملك الأكل بيدي ، ههههههه أنا معزومة عندك وانا هعمل الأكل وإنتي إرتاحي
وبس "

أومأت برأسها ضاحكه في حين توجهت زين ناحية المطبخ لتبدأ عملية إعداد الطعام ...

بدأت تتحرك بالمطبخ بخفه حينما دخلت عليها والدة مصعب وهي تنظر لها بحنية شديدة ...

تقدمت زين منها قائلة بمرح :
" معلش يا طنط انا هحتل مطبخكم اليوم "

ثم همست بصوت مختنق من عبراتها التي تخونها دائما :
" هعمل الأكل لورد بيدي ، يمكن تكون دي أخر مرة بتأكل من أيدي ... "

قالت كلماتها تلك وهي تمسح دموعها
في حين نزلت دمعات والدة مصعب لهذه الكلمات
ثم هتفت تخفف توتر الجو قائلة :
" كفاية عياط يا كسولة ويلا علشان أساعدك تعملي الأكل قبل ما ييجي مصعب .. "

ضحكت زين على كلمات السيدة ثم بدأت عملها على أكمل وجه ...

في حين جلست ورد على الأريكة وهي تريح رأسها للخلف مغمضة العينين وتضع يدها تحتضن طفلتها التي ستأتي غدا ....

فهل ستأتي ووالدتها ستكون بإنتظار
ام .....

بعد ساعات عاد من عمله وهو يوشك على إختراق الطريق حتى يصل لها بسرعة
حينما علم بأنها ستقضي اليوم جميعه مع زوجته ...

وصل البيت وهو يبحث بعينيه عنها
ليجدها تهم بوضع الأطباق على طاولة الطعام
كأنها فراشة خفيفة تتنقل بين الطاولة والمطبخ ...

بين إمرأتين  - كاملة - حيث تعيش القصص. اكتشف الآن