" الفصل الثاني والعشرون "

10.3K 284 12
                                    

هي الروح ...
هي الحب ...
هي السكن ...
هي الملاذ ...
هي حبيبتي وصديقتي ونصفي الأخر ...
هي أختي التي لم تلدها أمي ...
هي رفيقة دربي ...
إلى روحها السلام ...❤

نظرت إلى سقف تلك الغرفة التي دخلتها منذ ساعة وهي شادرة الذهن ... حزينة ... خائفة
أخذت تمسد على بطنها بحنية تنتظر وقت ولادتها

في تلك اللحظة قفز أمام ذاكرتها شريط ذكرياتهما معا منذ اليوم الأول الذي تعرفن فيه على بعضهن
يوم إختطافهن ...
يوم تفوقهن ...
يوم تحجبها ...
يوم تخرجهن ...
يوم إلتقائهما بذلك الذي إنقلبت حياتهن منذ أن دخلها
عند تلك النقطة دموعها نزلت كشلال غزير
وهي تتذكر جريمتها الشنعاء ...!!

" زين " صديقتها التي عوضتها عن الفراغ التي كانت تشعر به بغياب والدتها ...
وقفت بجانبها في أصعب الأوقات
ساندتها ... وضحت لأجلها ... !!

في تلك اللحظة دخلت عليها طبيبتها مبتسمة الوجه قائلة :
" ها يا مدام ورد مستعدة ...؟ "

نظرت لها ورد برجاء قائلة :
" لو سمحتي عايزة أشوف زين يا دكتورة ... دلوقتي أرجوكي "

اومأت لها الطبيبة بتفهم ثم منحتها إبتسامة هادئة وخرجت للخارج ....

تنهدت هي بدورها وحاولت أن تمسك قلبها بعض الوقت حتى تفرغ مكنونات قلبها ... لنصفها الأخر

في نفس اللحظة في الخارج
كان قد وصل كل من منتصر ووالدته وزوجته للوقوف بجانب زين ومصعب في هذه الأوقات العصبية ...

في حين جلس السيد جمال في زاوية ما وهو يحمل القرأن الكريم ويقرأ ما تيسر منه على نية قيام صغيرته وطفلتها سالمتين ....

تقدمت ناحيته لتقف أمامه مباشرة وقد أوشكت على البكاء ولكنها أمسكت نفسها حتى لا ينهار أيضا

تحدثت بكلمات خرجت من جوفها كأنها تخرج من قلبها قائلة :
" متخافش يا عمو ورد قوية وهتقوم بالسلامة ان شاء الله "

رفع نظره وهو ينظر لها بضياع قائلا :
" يااا رب يا بنتي ياااا رب ... "

لا تدري هي هل كانت تواسيه أم تواسي نفسها ...

في تلك اللحظة خرجت الطبيبة وهي تبحث بعينيها عن زين لتجدها تقف بجانب السيد جمال

تقدمت ناحيتها قائلة بجدية :
" زين ،  المدام ورد عايزة تشوفك قبل ما تدخل العمليات ... "

خفق قلبها بهلع من ذلك اللقاء الذي لم يكن على البال

سارت خلف الطبيبة خائفة
في حين علق هو نظره عليها وهي تبتعد ...

دخلت من باب الغرفة لتجدها نائمة على ذلك السرير الأبيض ...

تقدم ناحيتها بقدمان توشكان على السقوط
وقلب يخفق لا يريد التوقف ...

بين إمرأتين  - كاملة - حيث تعيش القصص. اكتشف الآن