الأحمق

4.4K 236 43
                                    


اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


من منظور جيمين


أذكر ذلك اليوم المشؤوم عندما كنت في الثامنة من عمري، كنت ألعب بالسيارة بجهاز التحكم عن بعد عندما عادت والدتي إلى المنزل ومعها صبي أسمر ذو شعر بني قاتم.

كان هادء ويبدو حزينا جدا، أمي كانت تكلمه بصوت يملؤه الحنان وهي تتجه نحوي وتجره بلطف معها.

تسائلت في حيرة بيني وبين نفسي من يكون حين وقف اخيرا امامي، وضعت لعبتي أرضا ووقفت أنظر إلى والدتي التي ركعت بيننا وبحنان تلمست شعري قائلة: جيميني حبيبي...هذا تيهيونغ...أريدك أن تهتم به كأخاك الأصغر منذ اليوم فهو يصغرك قليلا.

نظرت إليه لكنه كان ينظر إلى قدميه بهدوء وحزن شديدين، كان يبدو وأنه يكبت بكائه قدر المستطاع.

------------------------------------------

أمي لاحقا وبعد أن أطعمتنا أنا وهذا الغريب الذي لم يذق أي طعام على العشاء، وبعد أن طلبت مني أن أذهب لغرفتي حينما جاء وقت النوم بينما أخذته إلى الغرفة المجاورة لغرفتي والتي كانت فارغة قبل أن تصبح غرفة تيهيونغ الخاصة.

جائت إلى غرفتي فابتسمت لها بحماس أنتظر منها الجلوس بجانبي لتقرأ لي قصة جديدة، لكنها تنهدت وجلست بجانبي على السرير لتلعب بشعري وتشرح لي كل شيء قائلة: طفلي الصغير...أريدك أن تكون ولدا مطيعا، وأن تهتم بتيهيونغ وتجعله يحب بيتنا هذا ويشعر بأنه جزء من عائلتنا حسنا؟

نظرت لأمي في حيرة ولكنني أومأت برأسي قبل أن أتحدث متسائلا ببرائة: أين عائلته؟
أبتسمت أمي بحزن وقبلت رأسي مجيبة: عائلته...ماتت صغيري...هو الآن ليس له أم ولا أب.

نظرت إليها بصدمة فيما أكملت: لقد ماتا في حادث سيارة وهما في طريقهما لإيصال تيهيونغ إلى المدرسة.

تخيلت حينها الموقف، وتخيلت لو أن أمي هي التي ماتت بدلا من أمه مما جعلني أبكي بشدة وأحتضنها بقوة خوفا من أن أفقدها كما هو فقد والديه.

لم أكن أعلم حينها بأنني سأفقدها حقا، لم أكن أعلم حينها بأن حياتي ستتحول إلى جحيم وبأن الأدوار ستنقلب لأكون أنا الذي لا أهل له.

------------------------------------

في البداية حاولت أن أكلمه، وأن أعطيه بعض ألعابي لكنه كان لا يقوم بأي ردة فعل تارة، وتارة أخرى كان يبتعد عني. أنا حينها كنت أشعر بالحزن ولكنني كنت أفهم موقفه فأنا أيضا فقدت أبي، صحيح أنه مازال على قيد الحياة ولكن طلاقه من أمي وسفره لفرنسا كان نوعا ما يجعلني أشعر وكأنه ليس موجودا في هذه الحياة من الأساس.

أمي كانت تهتم به كثيرا، تطعمه ولكن إن رفض أن يأكل أحيانا كانت تمسح على شعره وتتركه لهواه. لكن حين أفعل الأمر نفسه فقد كانت تغضب مني وتهددني بأنها لن تدعني آكل المثلجات لاحقا.

كانت تناديه بتدليل وتشتري له الألعاب والملابس الجميلة وحين كنت أسئلها لما لا تحضر لي ألعابا أو ملابس جديدة فإنها كانت تجيبني بأن تيهيونغ ليس لديه شيء وهي تريد أن تعوضه.

أكرهك - Vmin (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن