بين إمرأتين - كاملة -

" الفصل الرابع والعشرون "

يجلس أمامها على تلك الأريكة وهو يتفرسها بعينيه بقوة مدققا على كل تفصيلة من تفاصيل وجهها الجميل الذي عشقها من أول يوم رآها فيه ...

حينما جاء مصعب له في ذلك اليوم حينما كان يعرض عليها الزواج وقام بضربه وإهانته أمام كل الناس في الفندق ... يومها أقسم بينه وبين نفسه بأن لا يتركها له ... سيتزوجها رغم أنف ذلك المتعجرق..

وقتها عمل على إنهاء عمله بشكل سريع هناك وقام بتجهيز نفسه وحزم حقائبه قادما لها ...

لها فقط ....

ليسرع بالإتصال بأخيها وهو يعرف عن نفسه بأنه زميلها بالعمل وقد لعب بعقله الشيطان
ليقوم بإخبار منتصر بأنه متفق مع شقيقته على الزواج ...

أخذ منتصر يبحث في سجله على الإنترنت
وسجل عمله ليظهر له شاب قمة في الأخلاق ..

ولكن النفس كانت تخفي الكثير والكثير ...

وافق وقتها منتصر بأن يحضر لهم بمنزلهم حتى يقوم بالتعرف عليه أكثر ...

وها هو الآن يجلس أمامها وهو غير مصدق نفسه مطلقا بعد أن سمح لهما منتصر بالجلوس معا بعض الوقت من أجل التعارف أكثر قبل الموافقة ام لا  ...

صدح صوته الغليظ قائلا :
" وحشتيني يا زين "

نظرت له نظرات نارية قاتلة وهي تهتف بتحذير :
" لو سمحت إحترم نفسك شوية .... ايه وحشتيني دي ؟؟ "

إبتسم بخفة وهو ينظر إلى وجهها المحمر من شدة الغضب في حين تحدثت هي بجرأة قائلة :
" انت عايز مني ايه يا أحمد ؟ "

نظر لها بنظرات كالصقر وهو يقول بصوت هامس :
" بحبك "

عند تلك الكلمة سرحت بخيالها بعيدا جدا في تلك اللحظة عندما إعترف لها مصعب بحبه لأول مرة

أغمضت عينيها وهي تتحسس طعم كلمته تلك
التي لا تليق بأحد سواه
مصعب الأسيوطي فقط ... !!

والأحمق أمامها يظن بأن قد سرحت بكلمته التي خرجت ثقيلة على قلبها كالجبل القاسي ...

أخرجها من شرودها قائلا بغرور :
" لدرجة دي بتحبيني ؟ "

جحظت عينيها بصدمة وهي تنظر له بغضب قائلة :
" ايه إلي بتخرفه ده ؟ أحبك ايه ونيلة ايه ؟ "

في تلك اللحظة دخل عليهم منتصر هاتفا بجدية وهو يجلس بجانب شقيقته :
" ها يا روحي ؟ اتفقتو على حاجه ؟ "

كانت على وشك الرد حينما سمعت صوته قائلا :
" اتفقنا على كل حاجة يا منتصر ، انت عارف إني أنا وزين متفقين من زمان "

كلماته نزلت على أذانها كالصاعقة وهي تنظر له بتسأل وغضب معا ...

في حين وجه منتصر نظره لها قائلا :
" يعني موافقة على أحمد يا زوزو ؟ "