" الفصل السادس والعشرون "

10.3K 262 7
                                    

لحظات مرت على الجميع كأنها كابوس فضيع
صمت رهيب تبع الحادثة تلك ...
وعيون كادت تخرج من محجريها بسبب هول المنظر أمامهم ...
فخلال ثواني كان مسجى على الأرض غارقا في دمائه لا حول له ولا قوة ...

أما هي عندما رأته يسقط أمامها بشكل مفاجىء وبعدها بدأ الدم ينزل من رأسه بقوة شعرت بأن روحها تخرج منها الأن وحبيبها ملقى أمامها هكذا

حالة من الهرج والمرج عمت البيت
ليتحول الفرح والسعادة إلى بكاء وظلام ... ظلام حالك كسواد الليل القاسي خيم عليهم فجاءة ...

شهقت والدته بهلع وهي ترى إبنها يقوم بضربه على رأسه ليسقط صريع لا يتحرك ...
علقت نظرها على إبنها الذي كان يقف ساكن ... لا يصدق ما فعلت يداه ...

لحظات قليلة ونهضت من مكانها تسير ناحيته بقلب حكم عليها بأن لا يفرح مطلقا ...
قلب تحطم من قبل بخسران الحبيب
والآن يتحطم ما بقي منه أيضا بخير أن الحببيب

هبطت بقدميها أمامه وهي تتحسس قطرات الدم على الأرضية بيدها

ليصدح صوتها فجاءة باكية بقهر كبير :
" إياك يا مصعب تموت وتسيبني ، قوم يا مصعب قلبي معدش قادر يتحمل أكتر من كده
حرام عليك قوم يا مصعب ، علشاني وعلشان
بنتك "

لتصمت بعدها ولم تعد قادرة على الكلام
فقط تبكي ...

ليصدح صوت السيدة مها قائلة بهلع :
" أطلب الإسعاف يا منتصر ، ده هيتصفه دمه ... "

ثم وجهت نظرها لذلك الذي يقف ساكن ومن كان السبب في كل ذلك ....

قائلة بغل :
" منك لله ، انت السبب منك لله "

ليخفض رأسه خزيا وقهرا على ذلك

لحظات قليلة وصدح صوت سيارة الإسعاف وصوت سيارات الشرطة أيضا ...

صعد رجال الشرطة يأخذون ذلك الأحمد إلى قسم الشركة دون مقاومة منه ...

في حين جلس والديه يبكيان ولدهما الذي ظلم نفسه قبل الأخرين ...
أضاع مستقبله وحرمهما منه بسبب شيطانه ...

في حين تقدم منتصر وهو يمسك بشقيقته يساعدها على النهوض قائلا بشفقة على حالها :
" إهدي يا حبيبتي ان شاء الله هيكون كويس "

رفعت نظرها له بضياع تائهة توشك على الإنهيار بأي لحظة ...

في حين تقدم رجال الإسعاف يمسكونه بحذر شديد ويحملونه على الحمالة وسرعان ما توجهت به ناحية المشفى بسرعة كبيرة ....

همست بضياع وهي تراهم يبتعدون به :
" مصعب راااااح يا منتصر ... راح "

حاول منتصر أن يهدأها قليلا ولكن بدأت هي تهذي وتصرخ بهستيريا شديدة وهي تقول :
" مصعب راااااااح ومش هيرجع ، أكيد هيموت ويسيبني .... أكيد هيروح زي بابا وزي ورد ... ااااااااااااااه يا مصعب ... "

بين إمرأتين  - كاملة - حيث تعيش القصص. اكتشف الآن