كسبت رضى عمي ، شعرت أنه ليس ذلك الشخص السيئ الذي يصفه لي كل أفراد العائلة ، حكيت له قصتي مع حبيبتي الصامتة و رفض أبيها لي ، أخبرني أنني فتى طيب ، لم أحاول أن أسأله عن ماضيه و حاضره، بل إكتفيت بصداقته لمدة أسبوعين ؛ تعرفت من خلالها على حياة الأغنياء و الأماكن التي يحبون قضاء الوقت فيها ، كان عالم عمي خياليا بالنسبة لشاب متواضع مثلي ، ذهبنا في الأسبوع الثالث إلى المزرعة التي يمتلكها ، أخبرني عمي عباس أنه لم يتزوج منذ وفاة زوجته و إبنته في حاذثة سير مروعة ، طلبي مني البقاء و العمل معه و سيعتبرني كإبن له ، شعرت بالحزن و الأسى من أجله ، فاجئني العرض الذي بدا لي في البداية مغريا ؛ لكنني تذكرت بسرعة أمي التي تنتظرني ؛ خنت ثقتها و كذبت عليها ؛ تذكرت أنني نسيت نفسي و راقت لي حياة لا تليق بي ؛ شرحت لعمي أنني لا أستطيع العيش بدون عائلتي ؛ و ساعمل جاهدا على إصلاح علاقته بهم ؛ نظر إلي بعطف ثم وافق على مساعدتي ؛ أخبرني أن موضوعي سهل للغاية ، منحني مبلغا كبيرا من المال لكنني رفضته في البداية ، قال أنه سيشعر بالغضب إن لم أفعل ، أخدت النقود ثم طلب مني العودة إلى مدينتي ؛ سيتصل بي شخص من معارفه و سيتكلف بكل شيء ؛ طلب مني أن أكون فقط مطيعا ، فعلت ، عدت إلى مدينتي فوجدت أمي تنتظرني غاضبة لأنني لم أتصل لأطمئن عليها ، حضنتها ثم أخبرتها أنني بخير و كنت أبحث عن عمل فقط ، لم تصدقني لكنها لم تضغط علي، منحتني رزمة من الرسائل أرسلتها ليلى إلي ، كنت سعيدا لأنني إشتقت إليها بجنون ، كل ما فعلته سواء كان صوابا أو خطئا في سبيل الوصول اليها ، لا أشعر بالندم ، كنت أعيش حالة ضياع تام ...
كتبت رسالة إلى حبيبتي الصامتة أعتذر فيها عن غيابي و إنقطاع أخباري ، أخبرتها أن الفرج قريب جدا ؛ و أن الآمل لن يودعنا و سنتزوج و سننجب الكثير من الأطفال المجانين مثلنا ، عاتبتني في رسائلها لكنه كان لوما حلو المذاق ، جميل عتاب العشاق ؛ إنتظرت لمدة أسبوع بعد زيارة عمي عباس ؛ اتصل بي شخص من طرفه و أخبرني أنه يريد اللقاء بي ؛ لبست ملابسي ثم ذهبت إلى المكان المتفق عليه ، لقد كان شابا أبيض الوجه كثيف الشعر؛ طويلا عريض المنكبين يرتدي بذلة أنيقة ؛ إبتسم ثم قال لي أن كل شيء جاهز ، منحني ملفا كبيرا يحتوي على شهادة باكالوريا من مدرسة خاصة تحمل إسمي ؛ و شواهد مدرسية ؛ و ديبلوم في الميكانيك، و أوراق أخرى كافية لتقلب حياة شخص مثلي رأسا على عقب ، ظللت مصدوما ثم أخبرته أنها أوراق مزورة و سترسلني إلى السجن ؛ لكن الشاب أجاب في ثقة عالية أن الشركة التي سأعمل بها نصف أسهمها يملكها عمي فلا داعي للخوف ؛ شعرت بالإنبهار و الدهشة لما آلت إليه الأوضاع ؛ و في نفس الوقت نال إعجابي نفوذ عمي الخطير ؛ و كأنني أعيش دورا في فيلم أمريكي ؛ عمي عباس رئيس المافيا و حبيبتي الصامتة هي البطلة ؛ إستيقظت من غبائي ثم سلمني الشاب ظرفا آخر مليئ بالنقود ، قال إنه هدية زواجي أرسله عمي إلي و لا يجب رفضه ؛ شكرت الشاب المجهول و اتجهت بالهوية الجديدة إلى المنزل غير مصدق لما يحصل ؛ اتصل بي عمي ليلتها و أخبرني أن أنصت جيدا لما سيقوله و أطبقه بالحرف الواحد ؛ فعلت ، ثم طلب مني أن أقوم بزيارة والد ليلى و أطلب موعدا لخطبتها .
" حبيبتي الجميلة لقد قمت بزيارة والدك اليوم في مقر عمله ؛ لقد إنبهر لرؤيتي !! ، أخبرته أنني وجدت عملا محترما في شركة معروفة في المدينة، قدمت له الأدلة على صدق كلامي فوافق على زواجنا ، أشعر أنني سعيد ، لكنني حزين في نفس الوقت لأنني أخفيت على أمي و عليك الكثير من الأمور ؛ صرت الآن أعلم أن للسعادة ثمن ؛ لكن من أجلك ها أنا أتحدى الزمن . "
أنت تقرأ
عشق_صامت
Любовные романыفأسأل نفسي هل ستوافق فتاة متعلمة مثلها على الارتباط بشخص معدم بائس مثلي ، لقد رفضتني الكثير من الفتيات لأن عملي بسيط و متواضع في حرفة البناء ، لكن الفقر لم يمنعني يوما من التقدم في الحياة و الحلم بإنشاء أسرة بسيطة ....