الجزء الرابع

964 28 0
                                    

استيقظت على صوت المنبه. كانت الساعة التاسعة الا الربع. كان هذا طبيعيا بالنسبة لي فاليوم عطلة.في الواقع كان هذا طبيعيا لي في كل يوم،فليس لدي أطفال يوقظونني في الصباح الباكر لأنهم جوعى أو لأهتم بالرضيع وأغير حفاظاته.
توجهت الى المطبخ بعد ان غسلت وجهي، ورأيت زوجي هناك يعد الافطار. كان سامي بارعا في الطبخ. كان يخبرني دوما أنه هو من سيعد الطعام في أيام العطل لأنني أعده كل يوم.
جلسنا الى المائدة وبدأنا نأكل. حينها سألني سامي.
-"هل أنت بخير؟ كنت تبكين أثناء نومك"
ارتجفت على سؤاله. لكنني تمالكت نفسي. وابتسمت.
-"لا تقلق، أنا بخير"
بنما كان قلبي يعتصر ألما من الداخل،لكنني لم أحب أن أقلقه في يوم راحته.
بعدها نهضت عن الكرسي.
-"لم تأكلي شيئا"
قال سامي بنبرة هادئة.
-"لست جائعة"
أجبته وخرجت من المطبخ. وعدت الى الغرفة. وفكرت.
-(لم عليّ أن آكل جيدا ؟ ليس هناك أحد في رحمي يستفيد من هذا الطعام على أي حال)
ضحكت ضحكة خافتة عندها.
-(هل جُننت أخيرا لكي أضحك على عجز نفسي؟)
أمسكت حينها هاتفي وبحثت في الانترنت عن الحمل الكاذب وأسبابه. وبدأت أقرأ.
توقفت على عبارة" أغلب النساء اللائي يعانين من مشاكل نفسية هن المعرضات لهذا النوع من  الحمل"
عندها تذكرت حديثي مع الطبيبة سلمى. عندما أخبرتني بهذا الأمر كل ما خطر ببالي كان موت طفلي.
-(اعتقدت أني قد تخطيت ذلك الأمر، ألم أفعل؟.أم أن هناك سبب آخر وراء ما يحدث لي؟)
تنهدت تنهيدة طويلة. ووضعت الهاتف جانبا.
مشاكل نفسية؟
عندها عرضتُ شريط حياتي أمامي، كنت في صغري أغار من أختي دائما لأنها طيبة وعفوية، بينما أنا في الكفة الأخرى عدوانية، أغضب دوما عنما يسخر أحد مني.
تذكرت أنني عندما كنت في الثانية والعشرين من عمري توفي أخي الأكبر الذي كان يعاني من مشاكل صحية من صغره، وكنت أنا الوحيدة التي لم أشهده.
كانت هذه عادة سيئة لدي، عندما أكون حزينة أستذكر كل ما مر بي في الماضي  وجعلني في مثل حالة كهذه، كثيرا ما حاولت أن أتخلص منها لكنني لم أستطع.
تألمت عندما تذكرت كلام أخي لي وهو يحاول ألا يقلقني عندما رفضت الذهاب للجامعة وهو في حالة كهذه.
-لا تقلقي يا هند، أنا بخير"
وعنما عدت لم يكن هناك.
كان يوم العطلة هذا...مملا حقا.

أريد طفلا!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن