إذا فقدت أحدهم، فاعلم أن الدنيا سوف تعوضك بآخر، فالحياة ليست قاسية وإنما حزنك من جعلها تظهر إليك بتلك الطريقة..
........................
في منزل حمـزة..
كانت نسمـه تجهز الفطور، حينما دلفت إليها الحاجه صفيـه، ابتسامة سعادة رسمت على محياها، في حين تجهمت تعبيرات الحاجه صفيـه حينما وجدتها أمامها، ابتعلت نسمـه ريقها بصعوبة فهي إلى الآن لاتعرف مافعلتـه حتى تعاملها بتلك الطريقة.
الحاجـه صفيـه بتجهم: حضرتي الفطار!؟؟
نسمـه محاولة التماسك: ايون ي أمي الفطار جاهز.
الحاجـه صفيـه بعصبيـة: انا مش أمك، ميشرفنيش أساسا انك تقولي لي أمي، فاهمه ولا لأ؟
نسمـه مبتلعة ريقها بتوتر: اللي حضرتك تشوفيه، معنديش مشكلة، حضرتك تحبي حاجة معينة على الفطار؟!
الحاجـه صفيـه بعصبيـة: اللي هتأكلوا منه انا هأكل منه، انا مش ضيفة، انا صاحبة بيت، انت اللي ضيفة، علشان كدا خليكي عاقلة، ومتفكريش تتصرفي كأنك صاحبة بيت، فهماني؟!
وكأن سكاكين انغرزت في قلبها، عقب تلك الكلمات اللاذعة، فهي تعاملها هكذا من أول يوم خطت قدمها هذا المنزل، لا تستطيع إخبار حمزة، فمكانتها كبيرة بالنسبة له، لذلك قررت تخطي الأمر مؤقتا، وبالفعل تركتها واتجهت إلى غرفة النوم؛ لكي توقظ حمـزة، رسمت قناع السعادة تحت انقاض حزنها، استيقظ حمـزة، تناول فطوره، واستئذنت منه للذهاب إلى منزل والدها، وبالفعل وافق حمـزة، اتصلت بعمها حسن حتى يخبر أحدهم، لكي يأتي ويأخذها، بعد مدة قصيرة، أتى كل من مازن وفادي، فهذا يوم استثنائي بالنسبه لهم، كانت تتابع ضحكهم معا كصقر ينتظر الفرصة للانقضاض على فريسته.
........................
عند مـراد وميـرا...
استيقظت ميـرا في الصباح الباكر على شيء يداعب بطنها البارز..
ميـرا بنعاس: بسيبابا انا عايزة انام.
مـراد بمزاح: انا بصحي حبيب بابا ي ماما.
ميـرا ومازالت على نفس الحالة: طيب صحيه بشويش وسيبنـي انام، البركة فيك انت وابنك معرفتش انام باليل.
قالت كلمتها الأخيرة ثم ذهبت في سبات عميق، نظر مراد إليها ثم أخذ يحدث نفسه: المجنونة نامت تاني، انا هعمل ايه لوحدي، لازم اصحيها، جرب مراد كل شيء لكي تستيقظ، لكن لا حياة لمن تنادي، قرر تجربة آخر شيء، فهو من سيأتي بالخلاصة.
استيقظت ميـرا فزعة، والمياه تحيطها،
ميـرا بصراخ: انت مجنون ي مـراد، لازم تتعالج، حد يصحي حد كدا؟!
مـراد ببراءة: انت اللي مكنتيش بتصحي، قولت أجيب الخلاصة..
ميـرا ببكـاء: تقوم جايب مايه متلجه ومغرقني كدا، ابنك هيطلع له فريزر جنب منخيره، من عمايلك دي.
وأخذت تبكي كطفلة صغيرة، عاقبها والدها على خطأ ما،
مـراد محاولا تهدئتهـا: خلاص انا اسف ي عيون قلبي، معنتش هعمل كدا تاني.
ميـرا ببكـاء: خدني أوضة تانيه ونيمني زي م صحتني
مـراد بتسلية: ايه رايك نقوم نجهز الفطار سوا!؟
ميـرا ببكـاء: جهزه انت وانا مستنياك هنا.
مـراد بهـدوء: يعني مش عايزة تعرفي ايه مفاجأة النهاردة!؟
ميـرا بعد أن جففت دموعها، ونست امر البكاء تمامًا: ايه هي؟!؟
مـراد بتسلية: لأ نامي انت وانا هكنسل المفاجأة..
ميـرا بعصبيـة: متستفزنيش ي بيبي علشان منزعلش مع بعض، اوك!!
مـراد بخوف مصطنع: أمرك ي أم العيال، مقدرش معملش غير كدا...
ميـرا محاولة كتم ضحكاتها،وبدلال زائد: شيلني وديني هناك!!
مـراد باستفسـار: هناك فين؟!
ميـرا بهـدوء: عند المفاجأة..
اكتفى مـراد بالضحك على تلك الطفلة، فمن يصدق أنها كانت تبكي منذ دقيقة، وهاهي الآن في قمة نشاطها.
حملها مـراد إلى الحمام الملحق بالحجرة، لكي تبدل ثيابها، وبعد ذلك أخذها إلى إحدى المطاعم لكي يتناولا إفطارهم، ثم أخذها إلى أحد القوارب على الرصيف..
مـراد بابتسامة: كان نفسك تتعلمي الغطس، كان عندك حق لما قولتي أن الغطس عبارة عن حياة تانيه، متعة احنا بنعيشها مع الكائنات البحرية، بس مش هينفع انك تغطسي علشان أستاذ مروان، ف أنا قررت اني اغطس، وأصور لك المكان تحت المايه، ايه رأيك؟!
ميـرا بسعادة: وانا موافقة، والمرة الجاية نغطس سوا، مفيش مشكلة...
وارتدى مراد ملابس الغطس، ثم استعد لتبدأ مهمته الجديدة؛ لإسعاد حبيبته، بعد مدة ليست بالقصيرة خرج مراد من الماء، لم ينس تفصيلة صغيرة، صور كل شيء، صور أو فيديوهات قصيرة، بعد مدة، أوقف الكاميرات الموجودة على سطح اليخت،
ميـرا باندهاش: اوعى تكون صورتني النهاردة كمان!؟
مـراد بابتسامة: دي حاجة تفوتني بـردوا، لازم كل دا يبقى مُسجل، اومال سي مروان ينبسط ازاي؟!
........................
على الجانب الآخر، وخصوصًا في فيلا الـراوي الجديدة...
وصلت نسمـه مع إخوتها إلى الفيلا، وبمجرد وصولها، كان علي وحسن بانتظارها؛ فاليوم بالنسبة ل علي عيد، وبمجرد أن توقفت السيارة، هبطت نسمـه مسرعة، وألقت نفسها في حضن والدها،
علي بسعادة: متتصوريش انا مبسوط ازاي؟! مش مصدق انك قدام عيني وفحضني كمان
نسمـه ببكـاء: سامحني ي بابا، عارفة إن معاملتي كانت وحشة مع حضرتك واخواتي، بس والله كنت بتعذب اكتر منكم، وكنت دايمًا محتارة، لحد ما عمو حسن جه واتكلم معايا، كأني كنت غريق، ودي القشه اللي انقذتني.
علي مربتا على كتفها بسعادة: أهم حاجة انك معايا وفحضني دلوقت، انسي كل اللي فات، فاهماني؟؟
مازن من الخلف: ايه ي سي بابا احنا عايزين نسلم احنا كمان، ولا هي مش أختنا.
وبالفعل حضنها مازن وفادي معا،
فادي بمزاح: خلاص ي بت متعيطيش، معييش مناديل ومنظرك هيبقى...
وقبل أن يكمل كلامه كانت نسمه تضربه بقبضة يدها على كتفه حتى ينهي هذا الحديث.
مازن بضحك: ي كسفتك ي محييي، تستاهل.
دلفا الجميع إلي الداخل، نسمـه متشبسه بحضن والدها، وإخواتها بجوارها، لم يخل الوقت من الضحك، ومزاح فادي ومازن،
بعد مدة قرر التوأم باصطحاب نسمـه إلى مطعمهم؛ لتناول الغداء هناك، سعدت نسمـه كثيرًا، فتلك هي المرة الأولى للذهاب إلى هذا المطعم، الذي يحكي عنه الجميع برقيه في الطهو.
هل ستدوم سعادتها، أم أن هناك من سيبعثر سعادتها صخرة الكراهية!!
...........................
في أحد المستشفيات...
وخصوصًا تلك المشفى، كثيرًا ما يتردد عليها سليم، اطمئن سليم على ذلك الشخص ثم قرر مقابلة طبيبه المعالج..
سليم بهدوء: أخباره ايه دلوقت ي دكتور؟؟!
عثمان بهـدوء: للأســــف دخل في غيبوبة.
سليم بحـزن: طيب هو هيفوق امتى؟!!
عثمان بأسف: ممكن النهاردة، بكرا، السنة الجاية، ممكن ميفوقش دلوقـت، مفيش قدامنا غير إننا ندعي له.
حزن سليــم كثيرًا بسبب تلك الأخبار، استأذن من الطبيب ثم قرر الذهاب ليراه من بعيد قبل أن ينصرف إلى حيث وجهته..
ياترى مين الشخص اللي في المستشفى دا؟؟ وايه علاقته بسليم! ! ومين سليم اللي ظهر فجأة دا؟ وايه اللي بينه وبين ممـدوح؟؟!! وهل هيكون سلاح ممدوح الجديد للانتقام، ولا سليم اللي هيعرف ممدوح مقامه!!
.......................
في منزل سهام..
كانت تجلـس بشـرود، قطع عليها شرودهـا رنين الهاتف، وجدت أن المتصل ياسـر، لذلك قررت أن تجيب..
سهـام بهـدوء: اخبارك ي ياسـر؟
ياسـر بنفس الهدوء: تمـام الحمد لله، انت ايه اخبارك!
سهام: تمام، المهم عملت ايه؟؟
ياسـر بسعادة: زي ماتوقعتي بالظبط، فهمـي وافق.
سهـام: قولت لك أنه مش هيتخلى عن الفرصة دي، المهم عرف هيعمل ايه!!
ياسـر: ايون، هيعمل كل اللي اتفقنـا عليه قبل كدا.
سهام بهدوء: كويس، كدا تمام، لما تخلص الموضوع دا قول لي!!
ياسر: تمام، مش عايزة أي حاجة!؟؟
سهـام بهـدوء: تسلم ي ياسـر، مع السلامة.
وبالفعل انتهى هذا الاتصال، لكن أثره لن ينتهي عند هذا الحد.
........................
أنت تقرأ
وعـدي ووعيـدي"ج2 أزمة نسب"..أسماء رمضان
Romansaكل مايحدث في حياتك لا يشترط أن يكون سيء، بالعكس بعض الأزمات تحدث لكي تعرف من معك ويريد مصلحتك، ومن يعتبرك جسر لهدف معين، هكذا كان الحال مع الأبطال، مشاكل ومكائد، حزن، وحرب، وعلى جميع الأطراف أخذ ما يلزمهم، استعدادًا بتلك اللحظة، فلا يشترط أن من يبتس...