عادت إلى منزلها المتواضع و وضعت أغراضها جانباً، ثم وقفت بجانب مكتبها و أخرجت اللاصق والصقت تلك الصورة..
تمددت على سريرها وفتحت هاتفها لعلها تجد أحداً يسألُ عن حالِها، لكنها لم تجد سوى بعض الإشعارات من بعض تطبيقات التواصل، وكانت اشعارات بلا أهمية. وضعت هاتفها جانباً واخذت تفكر في عائلتها التي تركتها وماتت، ظلّت تفكر في ماضيها الأسود إلى أن غطت في نوم عميق..
استيقظت صباحاً ونظرت إلى الساعة، كانت التاسعة، لن تذهب إلى عملها اليوم، بما انها المديرة، فلا شيء يجبرها على الذهاب.
أمضت باقي يومها تشاهد التلفاز وتستمع إلى الموسيقى وتأكل، في حلول الساعة الخامسة قررت الذهاب إلى نفس المكان الذي ذهبت إليه في الأمس، فرؤية العائلات أو الناس سويةً تعطيها امل بالتخلص من وحدتها.
لطالما كانت غريبة تلك الفتاة، الكثير حاول التقرب منها، لكنها كانت تعرف غايتهم جيداً.. طمعاً في مالها، فكرت كثيراً انه ربما يخرجوها من وحدتها رغم طمعهم، لكن ليس لديها عائلة تقف معها في حال كُسرت أو ضعفت، لهذا تفضل البقاء وحدها إلى انا يأتي الشخص المناسب لها.
بدلت ملابسها سريعاً وخرجت، كان المكان ليس بعيد للغاية، اي أنها تستطيع الذهاب سيراً، وبما انها من عشاق السير، لذا هي أحبت الذهاب إلى هناك..
وصلت إلى وجهتها بعد مدة ليست بالكثيرة، جلست على كرسي موجود على جانب الطريق تتأمل الناس، لمحت كشك ذلك الشاب، الأجعد الذي يلتقط الصور بكاميرته تلك.
وقفت وذهبت إلى كشك الصور، انتظرت حتى ينتهي الجميع ثم تقدمت قليلا ودخلت ورأت الشاب يقوم بوضع كاميرته في حقيبته، حمحمت قليلا واقتربت.
"اتمنى ان لا تكون قد أنهيت عملك هنا، هل يمكنك اخذ صورة لي؟" سألته بلطف، لا تعلم لما تحب التعامل بلطف مع الناس البسطاء، الذين يسعون لإسعاد الناس بأي طريقة، وبشكل أو بآخر، رأت هذا الشاب يحب إسعاد الناس، فقد رأته منذ قليل يلتقط بعض الصور للناس دون أخذ المال منهم.
نظر هو إليها قليلا، ثم ابتسم ابتسامة لطيفة قائلاً لها "بالطبع" تفضلي.
وقفت على بعد أقدام قليلة عنه، موجهة نظرها إليه وعلى وجهها ابتسامة بسيطة لم تستوعب كيف ظهرت بعد أن أبتسم لها ذلك الشاب، ظهر وميض الكاميرا فعرفت انه قد التقط الصورة، ذهبت إلى الشاب ذاك واخذت منه الصورة بعد أن أخرجها من الكاميرا، ثم أنزلت نظرها إلى الطاولة وسحبت القلم وفكرت في الذي ستكتبه، حدقت في شكلها واستغربت من ابتسامتها، لم تكن مصطنعة كما اعتادت، ولم تكن سعيدة كما لم تعتد، كانت بسيطة، لطيفة، نابعة من قلبها رغم كل شيء، بدأت تخربش حروفها على الصورة وذلك الشاب يحدق بها ويكاد الفضول يأكله حياً ليعرف ما الذي ستكتبه، لم يكن من النوع الفضولي ابداً، لكن لهذه الفتاة يعترف بأنه فضولي وللغاية، انتهت هي من الكتابة و وضعت القلم جانباً واخرجت عشرون دولاراً من حقيبتها الصغيرة.
نظرت إلى الشاب قائلة "اشكرك" بإبتسامة وخرجت دون ان تسمع جوابه.
'زمنٌ طويلٌ منذ آخر ابتسامة ابتسمتها من قلبي' هذا كان ما كتبته.
أنت تقرأ
Polaroid ||h.s||
Historia Corta"إنها صورتك الرابعة، وانتي وحيدة بها، لما؟" سألها ناظراً لعيناها بهدوء. "من قال لكَ أنني وحيدةٌ في الصور فقط؟" اجابته بنفس نبرته.. -قصة قصيرة، اي الأجزاء ستكون قصيرة جداً، والقصة بإكملها لن تتعدى العشرون جزءاً- 'الفكرة غير مسروقة'