النهاية

68 9 0
                                    

ظللت واقفا بهدوء الى ان توقف طرق الباب إقتربت بحذر ناحيته و إنتظرت لثواني لأتأكد انه لا احد ثم فتحت الباب بهدوء ولحسن حظي لم يكن هناك احدا غير السكون المميت
أسرعت مباشرة الى المطبخ و أخذت اقتح الدرج باحثا عن دلو البنزين كنت حينها اتصبب عرقا و أكتم أنفاسي
حيثما سمعت ثوتا طفوليا يهتف
_ أبي.... أبي... اين انت؟أنا خائفة... ابي
إلتفت بذهزل و فزع و انا أركز على الصوت جيدا .. إنه صوت قمر ... أجل هو بعينه أخرجت الدلو من الخوانة و توجهت بسرعة مذهولا مجنونا نحو غرفة الصغيرتين ثم الى غرفتي ثم الى جميع الغرف المنزل و أنحائه ولم أبقي منه مترا واحدا دون تفتيش عدا غرفة المكتب سرت و انا أترنح و متثبت بأملي الأخير بأن تكون قمر هناك
فجاة كانت واقفة في أعلى السلم و تنظر إلي و الدموع تنهمر من عينيها بغزارة ووجهها عابس و كئيب
لكن لم تكن وحدها بل كان هناك ظل خلفها الشكل كان يتحرك في الظلام و يتجه نحوها لم يكن شكلا بشريا
صحت بحدة
_ صغيرتي .... إنتبهي
فجأة اقبل الظل نحوها ودفعها متدحرجة و لأنني كنت في الأسفل فقد وقع جسدها امامي و إنتهى الامر بصرخة مدوية إنطلقت من اعماااق صدري

كان صوته يصيح عاليا و متعجلا .. كانت عيناه متسعة مثل طفل مرعوب
سيطرت نيسان على أصابعه الباردة بيديها الأخرى و جعلت يده بين يديها الإثنين معا
_ إحسان كل شيئ بخير أنت هنا معي أنظر إلي
_ لا أريد ان أرى هذا لا اريد أن أرى هذا إنه مخيف
_ إحسان.... إحسان... أنظر إلي
_ كنت قد ركضت مباشرة الى غرفة المكتب نظرت الى تلمراة كانت ترتسم عليها اصابع يد ... حينها أخذت افرغ محتوى الدلو عليها و أشعلت النار ... أخذت النيران تلتهم الأثاث و تحرق جثة صوفيا و صغيرتي عبير و بدأت النوافذ تنسكر و الابواب تفتح وخرجت الى الفناء و خرجت معي الأدخنة التي نفثها الحريق داخل المنزل و رأيت مالم تراه عيني من قبل و لا بعد .كانت قمر واقفة تطل عليا من أحد النوافذ للمنزل الملتهب .... لقد كانت من أسوء ليالي عمري ليلة الرعب الأعظم في حياتي الأفضع و الأبشع و الأشنع على الإطلاق
ثم سقط على ركبتيه و أفرج عن أصابع نيسان ليدفن وجهه بين يديه
إحتضنته نيسان بينما يطلق تنهيدات ... امسكه بكتفيه و سحبته نحو حضنها و همست له و شعرت بالدموع تحرق عينيها من شدة التعاطف
_ إهدأ إهدأ كل شيئ بخير أنت في أمان الأن
إلى أن سمعا صوت باب يفتح و وقع خطوات تجري بإرتباك على الأرض
إنتفضت نيسان ذعرا ووقفت بسرعة وهي تقول
_ إحسان ... أسمعت هذا...؟؟ 

لعنة المراياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن