أنت أملنا (32)

132 19 49
                                    

خرجت أخر أنفاسه ، وهو مبتسم وعيناه متلألأة بالدموع ، ثم توقف قلبه عن النبض ، وعيناه تاهت في سبات عميق لا استيقاظ منه أبداً ، سكون الجو وهدوء قاتل ،
لا يُسمع في الأرجاء سوى بحة وشهقات روميو الذي يحاول كتم دموعه، لكن لا يستطيع ، فقد أصبحت عيناه غريقة في بحر الدموع تبحث عن طوق للنجاة فلا تجد وتستمر بالغرق ..

جاءت الشرطة وسيارت الأسعاف وخرجوا مسرعين لينقذو مازن ، ولكن فات الأوان .

صرخ روميو في وجه أحد العاملين : لما تأخرتم ؟!

لقد مااات ! لقد مات ، تباااً لكم جميعاً ، جعلتم أعز أصدقائي يفارقني ، تباًاااا لكم !

تشبث به يزن : أهدأ يا روميو ، على الأقل لا زال لديك جييرو الأكثر معزة بالنسبة لك من أي شئ ....، أهدأ يا رجل ، تماسك قليلاً ، كل منا لديه عمر محدد ، ولقد جاء أجله الأن ..

ثم أمسك الشرطيون بظافر و وضعوا على يده كلبشات حديديه بعنف ،
ثم قال ظافر بخبث : كان سيموت ، سيموت لا محالة ، ذاك الفتى كان لديه سرطان رئة ..

ههههه مسكين يبدو أن الرصاصة ألمته ، توفى بسرعة لم أقدر على توديعه ، لقد أصبته في القلب مباشرة ، يالي من محترف ..، يالأسف كان المراد أنت !

نظر له روميو نظرة حقد بعينيه الحمراوتان ، وهو يريد أن يشعل لهب بذلك الجسد بعد أن يقطعه أرباً  أربا .

روميو : ستصمت أم أجعلك تقبل قدمي برجاء طالباً الرحمة ؟ أنا غاضباً الأن كاللعنة !

نظر ظافر للأسفل بحرج ، أصبح الأن يخشى روميو أكثر من أي وقت مضى ..

" إنها نهايتك ، وداعاً ، أخبرت الشرطة عن كل أفعالك البشعة وأيضا جرائمك الشنيعة ،حبل المشنقة ينتظرك هناك هيا كي لا تتأخر " قالها يزن بأنتصار

أخذت الشرطة ظافر وزجوه داخل السجن ، إلى أن يُعدم ، و جثة مازن أخذوها الأطباء في المشفى ليغسلوه ، وغداً يصلي عليه ثم يُدفن ..

بينما نظر يزن بأسى وشفقة على حالة روميو الأن ، هو يعلم أنه يحتاج الأن لجييرو كثيراً ، آخر أصدقائه .. وأعزهم ؛ لذا اتصل به وهو الأن على الطريق .. لكنه لا يدري بما حدث هنا ، سيحزن كثيراً

يزن : روميو لا تحز**

روميو دون أن يحرك حتى عينه : رجاءاً دعني لوحدي ، لا أريد التحدث ..

تركه يزن ، ليأخذ نفسه قليلاً ربما يرتاح ..

ثم جاء جييرو ، وشرح له يزن ما حدث هنا .

حزن كثيراً ، وانزلقت دمعة من عينه دون قصده ، لكن سرعان ما مسحها ، دون أن يراه أحد ، هو الأن أكثر جموداً ، يتماسك ليس كروميو ، لذا لم يبكي .. ثم ذهب ليواسي روميو الذي يذبل بمرور كل ثانية تمضي .

أمليكا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن