عند العاشرة قامو بتوديع عائلة آسيل و تشكروهم و إنطلقو فرحين إلى القصر.
و بمجرد وصولهم همّ الجميع لغرفته إلا أن السيدة بسملة إعترضتهم قائلةً:
"توقفو يا جماعة، أريد أن أكلمكم في موضوع مهم دعونا نجلس في الحديقة قليلا، لا زال الوقت مبكرا !"
و طلبت من عائشة مناداة نزار لتذهب الأخرى لإحضراه، ثم جلسو جميعا تحت أمرها منتظرين بشوق معرفة الموضوع المهم الذي تريده منهم،
لتحمحم قائلةً: " إذا بما أننا اليوم فرحنا بأحمد و خطبنا له محبوبته آسيل، حان الآن دور فارس ! و أنا قد وجدت له عروساً رائعة تليق به و بنا "شهقت عائشة لسماع الخبر، بينما نظرت السيدة منية لبسملة بتساؤل، في حين أن فارس لم يحرك ساكنا فقد تجمد في مكانه من عظم الصدمة لأنه فهم ما ترمي إليه.
أحمد:" و من سعيدة الحظ التي ستتزوج السيد المدير فارس غفار ؟!"
نزار:" بل قل من تعيسة الحظ هذه التي ستقبل بهذا البارد !"
عائشة:" أششششت دعوها تكمل كلامها ! أريد التعرف فورا على هذه الفتاة !! هيــــا أمي بسملة أخبرينا من تكون ؟!"
بسملة:" صبرا يا أولاد، فنحن نعرفها جميعا "
ثم غمزت فارس و إقتربت من السيد فرحات قائلةً:
" سيد فرحات بما أنني من ربيت فارس و هو أقرب الأولاد إلى قلبي يشرفنا أنا و منية خطبة إبنتك فردوس لولدنا فارس !"
صُدِمتْ فردوس و لم تصدق أُذُناها ما سمعته لتوها؛ هي و فـــــارس !! ذلك البارد غريب الاطوار !!؟
لم تتوقع يوما أنهما سيصبحان حتى صديقين فكيف مخطوبين دفعة واحدة !!
إسفاقت من صدمتها على صراخ عائشة من شدة فرحها، حيث إحتضتنها بقوة قائلةً :
" وااااااو لا أصدق !! أنت ستصبحين زوجة أخي فارس !! رائع جداااا "
لتجيبها فردوس بصوت خافتٍ و هي لا تزال تحت تأثير الصدمة:
" و لا أنا أصدق !"
فرحات:" في الحقيقة سيدة بسملة لقد فجأتني بطلبك هذا ! ففارس مثلما هو إبنك الذي ربيته فهو بمثابة إبني أيضا و لن أنسى أنه كان الأقرب إلى أخي مفيد رحمه الله، لذلك فأنا أقبل طلبكم بكل سرور فلن أجد لإبنتي أحسن من فارس زوجا، لكن كما تعلمون فردوس ستخضع لإمتحان البكالوريا هذه السنة، و لا أريد أن يتشوش تركيزها بمثل هذه الأمور، لذلك أفضل تأجيل موضوع الخطبة إلى حين نجاحها إن شاء الله "
بسملة:" لا مشكلة عندنا بالطبع سننتظر إلى أن تتحصل فردوس على شهادة البكالوريا و تكون الفرحة فرحتين نجاح و خطبة معا !!"
منية:" إذن و ما رأي إبنتنا فردوس !؟
توجهت جميع الأنظار نحو فردوس خاصة فارس الذي كان ينتظر ردها على أحر من الجمر ،
في حين أنها لم تَرُد لأنها لم تجد كلاما لتقوله و ظلت منحنية الرأس ،تفهمت بسملة خجلها فتولت الإجابة عنها، لتريح قلب فارس ؛
بسملة:" أظن أن السكوت علامة الرضا يا منية !"
منية :" إذن نعتبر فردوس من اليوم مخطوبةً لفارس سيد فرحات !؟"
فرحات:" ليس قبل أن نأخذ رأي أمها بالموضوع سيدة منية ! و كذلك يجب أن أتحدث مع إبنتي غدا على إنفراد لأعرف رأيها فلن أعتبر سكوتها جواب !"
منية:" لا مشكلة عندي ...كما أنني واثقة أن فريدة لن ترفض مصاهرتنا "
فرحات :" إن شاء الله، ...إذن أستأذن أنا الآن لا أقوى على السهر أكثر أعذروني،تصبحون على خير"
نهضت فردوس بسرعة خلف أبيها قائلةً:
" و أنا أيضا أشعر بالنعاس تصبحون على خير"
أنت تقرأ
ثأر الزمن (بقلم أميمة )
Romanceفقدان عزيز عليه جعل منه شخصا بارد ذو قلب قاسي، و لقائه بها حوّله لعاشق مجنون، لكن صراعه بين ماضيه و حاضره، بين فقيده و حاضنه، و بين حبه و مرضه جعله ينتقم منها، و يشعرها بإحساس الفقدان مثله، فتركها جسد بلا روح، عذراء بلا شرف، وأنثى بلا عاطفة. " لك...