كان باسم شابًا حديث السن، ذهب مع مجموعته الكشفية في رحلة لفريق الكشافة إلى أحد المناطق الجبلية حيث يكثر المناظر الطبيعية الرائعة وكانت أول رحلة له بعد ما صار رئيس للفريق.
انطلق الجميع وذهبوا للمكان المذكور، نزلوا وخيموا به، كانوا يستيقظون باكرًا كل يوم، ينفذون البرنامج المتفق عليه، يمارسون بعض المهارات الكشفية و بعض الأنشطة المختلفة، كل يوم مجموعة تقوم بخدمة باقي الفريق و يتناوبون يوميًا حتى جاء اليوم الأخير وكان يوم الجولة الحرة.
بالفعل تجول الجميع في المنطقة، أراد باسم أن يتجول هو الآخر بالمكان، حمل حقيبته وسار فتبعه أحد أصحابه المقربين فسارا معًا يتمتعان بالمناظر الرائعة، يسيران فوق الأرض الصخرية، يصعدان ويهبطان فوق السلاسل الجبلية ويتركان علامات تمكنهما من العودة.وأثناء سيرهما وجدا كهفًا جذبهما منظره، دخلا لاستكشافه وكلما سارا فيه شعرا بزيادة ضغط وذلك ببساطة لأنه ينحدر لأسفل، بعد فترة من السير وقد صارا تحت الأرض، بدأ يدب الخوف في كلًا منهما لكن لم يرد أحدهما تقرير العودة وترك القرار للآخر.
اشتما فجأة رائحة كريهة! إنها تقترب! ثم وجدا أنفسهما أمام كميات كبيرة من العظام ظنا أنها عظام بشرية فارتعدوا رعبًا.
وفجأة سمعا أصوات أقدام تقترب فأطفأ كلا منهما كشافه واختبئا جانبًا، كانوا رجالًا يجيؤن بكميات من العظام و الرفات ويلقونها هنا ثم ينصرفون فسارا خلفهم ليعلما حقيقتهم.
حتى وصلا لبيتٍ مترامي على حدود المدينة، فاقتربا الشابان ينظران لمايدور بالداخل وكانت المفاجأة!
عصابة تذبح القطط و الكلاب الضالة، ولكن لماذا؟! بعد قليل سمعوا صوت سيارة نقل تأتي فإختبئا جيدًا، مهلًا إن عليها شعار لإسم مطعم معروف في المدينة! ماذا؟!
يطهون الطعام من لحوم الكلاب،القطط الضالة و الناس تأكل دون أن تدري فسحقًا لذلك الغش و الطمع!انطلقا الشابان للعودة من حيث أتيا، كان الأمر صعبًا للغاية خاصةً لأنهما سيعودا لذلك الكهف مجددًا لسلك طريق العودة عبره للوصول لمكان المعسكر، وبعد تعب ومشقة كبيرة استطاعا الوصول لأرض المعسكر وكان الليل قد بدأ يعسعس.
باتا الشابان ليلة عصيبة يفكران فيما وجدا وفيما سيفعلا! ظلا هكذا حتى الصباح.وفي الصباح جمعوا أشياءهم وغادروا جميعًا المكان وبعد أن عاد الشابان لأهلهما لازالا يفكران.
فذهبا ذات يوم لذلك المطعم ، وجدا إقبال الناس عليه خاصةً البسطاء؛ حيث يضعون من التوابل ما يخفي نوع تلك اللحم و طعمها ورائحتها، يتاجرون بصحة البسطاء من أجل الطمع الزائد وجمع الأموال!
كان لهما جارًا ضابطًا فذهبا إليه، أخبراه بما وجداه، وبعد التحريات المختلفة تمكنت الشرطة من القبض عليهم وإغلاق ذلك المطعم.
صحيح قد تم القبض على المجرمين و معاقبتهم، لكن كم فردًا قد تأذّى؟ كم راشدًا وطفلًا قد مرض بأمراض غريبة لا علاج لها أو علاجها باهظ التكلفة؟
كم شخصًا قد تسببوا في وفاته؟
فيا أيها الطامعون عديمي الأخلاق ترأفوا بالضعفاء و البسطاء! ترأفوا لأنهم إخوانكم في الإنسانية!
ترأفوا لأن لهم حق في الحياة.
NehalAbdElWahed
أنت تقرأ
(رحلة )By:NoonaAbdElWahed
Short Storyقصة قصيرة من فصل واحد الأسبوع الذي بدأ بالمرح والمغامرة تحول إلى شيء آخر November 2018