مِين يونَقي ؛ حَريق

47 6 5
                                    






لو أِّن أحدَهُم فقط لوحدتي انتبهَ
ام لِعزلتي وقلةِ حيلَتي اشفقَ
ولِكم رأوا من يسيرُ في الضياءِ
ألم يستطيعوا أن يبصروني في الُدجى ؟
ام أن صَاحِب الضوءِ حبيبٌ مرغوب
وصاحب الغسقِ كريه ممقوت ؟

__________

يسير في ذلِك الطريق المُعتم بتثاقل كما لو ان جسده قد أثقل عليه فما عاد بِأمكانه تَحمله،صوت صرصار لليل قد سيطر على ذاك المكان الهادئ الذي يسير فيه،اقترب من المتجر الذي يبيع البومات بانقتان ، بالرغم من كون المكان مخيف والنيران مشتعلة فيه لكن فقط المتجر هو من مضيء في هذا الغسقِ الدامس

اخذ حجارة كبيرة وضربها بأبواب المتجر الزجاجية فكسرها ودلف للداخل، انطلقت صفارة الانذار عن شخص اقتحم المتجر،لكنهُ في الحقيقة يبدو كما لو انهُ يحذره للدخول لهذه العالم الموجود داخل هذا المتجر الصغير،كما لو انه يخبره أن يمضي بحياته،بأنه قد كبر بالفعل!

لكنه لم يهتم، اخذت يداه بالقرب من مفاتيح البيانو، فجلس على الكرسي الموضوع امامه ليبدأ بِعزف اغنية،
'انا ذو الخمسة عشر عاماً،الذي لا يمتلكُ شيء'
الاغنية التي تعبر عن وحدتهِ ورغبتهِ في تفهم الاخرين لهُ

تلك الصفارة اللعينة لا تتوقف عن اصدار صوت الانذار،تكهفر وجهي بأنزعاج وتوقفت عن العزف بسببها فقد امتزج صوت عزفي مع صوتها فأصبحَ مشوشاً،لكن لحظة ، يوجد صوت صفير قادم من الخارج لنفس لحن هذه الاغنية !،نهضت سريعاً من على الكرسي لأفتح الباب الذي لم يتبقى منهُ إلا الحديد بسبب كسري للزجاج واخرج باحثاً عن الشخص الذي يُصَفر،لأنني كنتُ اعتقد بأنه سيتفهمني بما انه صفر ذات الاغنية التي عزفتها

بت ابحث عنه في شارع مخيف، لكن لم يوقف بحثي إلا سيارة قد اعمت اضوائها عيناي واصطدمت بي داخلياً ،يبدوا انها آلام مراهقتي التي تلاشت فأصبحت آلام نضجي،سفكت دمائي ونثرت في الشارع بالرغم من ان السيارة لم تصدمني  فيزيائياً،لكنها صدمت جانبي الاخرق،جانبي الذي ما يزال يريد أن يكون طفلاً ومزال يريد أن يلعب العاب سوبرمان وعندما يبكي فيكون بسبب عدم حصوله على الحلوى.
انا اتصارع يومياً مع عقلي،مع قلبي،مع كل مابي فقط لأصل لنتيجة ترضيني فما تعاد تؤلمني،هل اصبحت شخص مختلف يا ترى؟
هل سأكون مختلفاً ان نضجت؟
ماذا أن توقفت عن ركضي المستمر ونظرت للوراء ؟
أسيتلاشى كل شيء؟
شظاياي التي نثرت في كل مكان تجاوزته بكل أصرار،هل سيكون موجوداً ام أن المطر سيكون قد امحاه ؟

اود ان اجرب شعور النضج،أن اتخلص من هذهِ المراهقة السخيفة،لكني أعلم بأن الالام النضج ستكون اشد قسوة منهُ،وهذا هو ما يؤلمني ويشوشني اكثر،تائه بين الاثم المكنون والصدقِ الظاهر ، إلا لقلبي أن يُجبر؟
آنى له ان يجدَ مُجبراً ؟
حملت ما تبقى مني وعدت مرة اخرى الى ما اتيت منهُ،المتجر الصغير،لكنهُ لم يعد صالحاً..
لقد اصطدمت بهِ السيارة التي اصطدمت بي،وها هي الان تدمرت كل احلام مراهقتي،كل ما تعلق ب ألآمي،لَم يتبقى إلا الرماد الذي قد حملتهُ عواصف النضج ونثرته وبعيداً

النيران قد كبرت وقد عاد صوت الصفير،لكني لم اعد ابحث عنهُ،لم اعد اريد شخصٌ يتفهمني
فذلك سيخلف آلماً كبيراً مرة اخرى،
انا متفهم لذاتي الان بالرغم من اني كنتُ اكرهها في السابق،
صدقاً ذاتي هي ما يجب علي الاهتمامُ بِها وتقبلها بكل الطرق
لِمَ كنت مستمراً في البحث عن شخصٍ يتَفَهمُني ؟

"للربِ سُبلاً لا تَُحصّى لِجَعلِنا وحَيدون
وذلَكَ للدفعِ بِنا لنَعود لِنفسِنا
وهذهِ هي ألطَريقَة ألَتّي دَفعني ألربُ بِها لأعوُد لِنفسّي فِي ذلِكَ ألوَقتُ"

-

للكاتِبة
Oh_Ceres

حب مُزِيف | Fake Love حيث تعيش القصص. اكتشف الآن