(1)

2.3K 96 28
                                    

جهاد طفلة تعشق أبيها وأكثر من أي طفلة، ربما بسبب طبيعة عمل والدها فهو يعمل ضابط شرطة، يكثر سفره وغيابه عنها في مهمات لمطاردة الأشرار.

لكنه عندما يعود في أجازاته الضئيلة يحاول تعويضها عن ذلك البعاد بمكوثه أكبر قدر معها واللعب معها أيضًا، كان ذلك يخفف عنها كثيرًا وتود لو لم تنتهي أجازته لكن سرعان ما تنتهي ويذهب من جديد  في مهمة جديدة.

كانت جهاد مثل كثير من الأطفال تمارس الرياضة، كانت تلعب السباحة والتايكوندو، تفوقت فيهما، اجتازت الإختبارات و البطولات خاصةً في لعبة التايكوندو كانت تحصل كل فترة على حزام جديد.

لم تكن كغيرها من الفتيات اللاتي تملن للرقص أو لعب الجمباز والباليه فاكتفى والديها بمستواها ذلك الذي كان أيضًا حافزًا لها على استذكار دروسها.

وذات يوم استيقظت جهاد على صراخ وعويل!  اضطربت، ارتعدت أوصالها، خرجت من حجرتها تجري، رأت أناس كثيرين يبكون والنساء ترتدين السواد وبينهم أمها التي أخذتها تحتضنها بشدة وهي تبكي بحرقة ومرارة فأدركت وقتها سر كل ذلك....
لقد لقى أبيها ربه، استشهد بطلًا في إحدى تصدياته للخارجين عن القانون، أصابته رصاصة الغدر من أيدٍ باطشة لا تخشى الله.

مرت أيام وسنوان، لا شيء فكرت فيه جهاد سوى الأخذ بالثأر لوالدها، الإنتقام ممن قتله ليس من نفس الشخص تحديدًا، إنما هي فكرة نبتت بداخلها منذ يوم وفاة أبيها البطل، صارت تنمو وتترعرع معها حتى نمت وكبرت معها فكرتها.

تريد أن تكون مثل أبيها ليس فقط في خلقه وطباعه إنما حتى في عمله وميوله، لكن لم يوافقها أحد فتلك من مهام الرجال ليس لها وهي فتاة كيف أن تكون شرطية! ووُضعت أمامها العراقيل.

ثارت عليها العائلة بضغط من أمها عليهم، مع ذلك الضغط الشديد ومنعها تظاهرت بخضوعها لهم.

التحقت بكلية التجارة وهي كلية بعيدة تمامًا عن مخاوف أمها، لكنها قررت أن تصل وعن جدارة، كانت قد حصلت علي الحزام الأسود في التايكوندو ولها حق في تدريب المبتدئين لكنها تعمقت أكثر في الألعاب القتالية وصارت أكثر مهارة فيها.

التحقت بدورات لدراسة لغات مختلفة واحدة تلو الأخرى، تعلمت الرماية بأنواعها، أصبحت ماهرة فيها، كانت من حين لآخر تبحث في مقتنيات والدها لترى مؤهلاته المختلفة و تطور نفسها لتصل لشيء منها.

بعد مرور عدة أعوام وهي أعوام دراستها بالكلية ذهبت لأحد أصدقاء أبيها القدامى ومعها كل مؤهلاتها، طلبت منه السير على خطى والدها وهي مستعدة لفعل أي شيء واجتياز أي اختبارات المهم أن تصل و تحقق هدفها و تثبت للجميع أنها ورغم كونها فتاة لكنها تستطيع.

رغم مؤهلاتها ومهاراتها العديدة إلا أنه لازال ينقصها الكثير، ساعدها صديق أبيها هذا لما رأى منها من الإصرار و التفوق حتى صارت على أتم إستعداد.

التحقت بالاختبارات اللازمة لالتحاق المتطوعين وقد اجتازتها بنجاح شديد مما لفت إليها أنظار قادتها وأخيرًا قد حصلت علي إجازة تمكنها من ذلك.

وكانت هذه اللحظة المناسبة لإخبار أمها بما فعلت وأن هذا طريقها ولن تتراجع عنه مهما كان و ستكمل مسيرة أبيها.

ولم تجد الأم بدًا إلا ووافقت وبدأ التكليف لها بأول مهمة عملية في الحياة الميدانية.

وقفت تحدث نفسها أخيرًا وضعت قدمي على أرض صلبة، على أول الطريق، و سأمضي فيه وأحقق حلمي وحلمك يا أبي، وسأثبت للجميع من تكون جهاد،  الجندية الملهمة، وسأصبح إسمًا على مسمى.

NehalAbdElWahed

(الجندية الملهمة) By:NoonaAbdElWahed  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن