(1)

320 23 8
                                    

أحببت كثيرًا شخصية (سبونج بوب) الكرتونية؛ لما تضفيه من جو مبهج، فكاهي، عندما تزوجت وصرت أُمًّا أكملت مشاهدة حلقاته الفكاهية معهم فأحبوه أيضًا.

وذات يوم كان هناك مسابقة الفائز فيها سيقيم سبونج بوب لمدة شهر كامل معه في بيته كم أسعدني ذلك وأسعد أطفالي!

صرت أشارك في هذه المسابقة بإصرارٍ شديد فأنا أحلم بمقابلته في الحقيقة، ولم أصدق نفسي يوم  فتحت بريدي الإلكتروني، وجدت أني الفائزة وأنه سيجيء في  الموافق........ في طائرة الساعة.........
كدت أطير فرحًا أنا وأبنائي، بدأت أعد البيت، أرتبه وأعددت وليمة من الطعام تليق باستقبال الضيف المحبوب.

ذهبنا جميعًا لاستقباله من المطار، كان لطيفًا للغاية وبنفس خفة ظله، قضينا وقتًا رائعًا فأعطاني ذلك انطباعًا رائعًا عن ذلك الشهر الذي سنقضيه معًا.

وعندما أعددت المائدة لم يأكل سبونج أي شيء، رغم أن عليها مالذ وطاب لكنه أقر أنه لا يأكل إلا سلطع برجر ومن أين آتيك به الآن؟!

فقام بنفسه، دخل المطبخ بمفرده، أعده لنفسه وأكل منه وبالطبع أولادي أيضًا أكلوا منه وصار ذلك يوميًا يدخل ويعد له ولأولادي.

علم سبونج أن البحر قريب من بيتنا فأراد الذهاب فاصطحبته أول مرة ثم أصبح يذهب ويعود وحده.

وبدأت أشعر بالورطة التي وضعت نفسي فيها... بدايةً كان هو وأولادي دائمي الصراخ بشكل مستفذ على أساس أن هذه لعبته المفضلة، صار ألم الرأس لا يفارق رأسي بالإضافة لبعض المشاحنات مع الجيران بسبب الضجيج والإزعاج خاصة ليلًا.

بعدها أقنع أطفالي أن كل فرد عليه أن تكون له ذكريات ومقتنيات لا يفرط فيها وعليه تجميعها،  فصاروا يجمعون أكياس الحلوى، علب العصير، قشر الفاكهة، اللعب المتكسرة وأوراق القص واللزق فهي متعلقات لها ذكريات لديهم، وانقلب المنزل وامتلأ بكومات كثيرة من القمامة، بدأت الروائح الكريهة أيضًا تنتشر وتزيد من المشاحنات مع الجيران.

كان سبونج لايزال منذ أن جاء يذهب للبحر يوميًا، لم أتوقع سبب ذهابه إلا بعد ماحدثت الفاجعة...
انقطعت الكهرباء ذات يوم، قلقت ليلًا لأشرب ولم يكن جواري شمع ولا أي شيء أضيء به فاضطررت للسير على مهل حتى أصل للثلاجة.

بصرف النظر عن القمامة التي تصدمني في قدمي بدأت أشعر بلدغات، كأني أحترق في قدمي وساقي، أخذت أصرخ فسقطت على الأرض من شدة الوجع لأجد المزيد من اللدغات و الحروق تسبح على ذراعي  ثم وصلت لوجهي وأنا أصرخ ولا أعلم سر ذلك حتى جاءت أخيرًا الكهرباء!

وليتها ما جاءت لقد رأيت فاجعة! إنه عدد هائل من قناديل البحر تنتشر فوقي، تلدغني، تحرقني ولا أعلم من أين تأتي فقط أصرخ أكثر وأكثر!

لازلت انظر حولي ربما أجد شيئًا ينقذني، لمحت  المكنسة عن مقربة مني، أخذت أزحزح نفسي رويدًا حتى وصلت إليها، أسندت عليها نفسي حتى وقفت وأنا في قمة الألم، أمسكت المكنسة وبكل غلي أضرب وأقتل تلك القناديل لقد استغرقت وقتًا طويلًا وللأسف كانت تطيح ضرباتي فتصيب بعض التحف و المزهريات، حطمتها، فازداد نحيبي حتى انتهيت وانتهيت.

وأخيرًا قد استيقظ ذلك الاسبونج، غضب بشدة من صنيعي، فكان كلما ذهب إلى البحر أحضر معه عددًا من القناديل في أكياس مائية ليلعب بها في وقت فراغه.

في اليوم التالي اضطر للمغادرة وكنت في قمة سعادتي أخيرًا رحل!

ظللت أتعالج لمدة شهر كامل حتى تعافيت أخيرًا ورتبت البيت وأعدته لحاله الأولى.
لكن المفاجأة!
عدت من عملي لأجده وأصحابه هذه المرة.....
عااااااااا طفح الكيل!

NehalAbdElWahed

(الإنطباع الخاطيء) By:Noona AbdElWahedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن